عمال يبنون في موقع لحي جديد بمستوطنة جفعات زئيف بالضفة الغربية. أ.ف.ب

13 ألف مسكن قيد البناء الفوري فــي الضفة

أعلنت حركة «السلام الآن» المناهضة للاستيطان، انه سيكون بالإمكان بناء نحو 13 الف مسكن على الفور في الضفة الغربية المحتلة، لدى انتهاء مهلة التجميد المؤقت للاستيطان في 26 سبتمبر الجاري، فيما أكدت السلطة الفلسطينية أن «السلام والاستيطان لا يلتقيان» عشية الجولة الثانية من المفاوضات التي تنطلق اليوم في شرم الشيخ بالتزامن مع محاولة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إعطاء زخم للمحادثات التي يطغى عليها الخلاف على تمديد مهلة تجميد الاستيطان الاسرائيلي.

متطرفون يهود يدنسون «الأقصى»

أكدت مصادر فلسطينية، أمس، أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي أدخلت أكثر من 130 يهودياً متطرفاً إلى المسجد الأقصى، من بوابة المغاربة برفقة قوة معززة.

وقال أحد حراس المسجد الأقصى إن خمس مجموعات دخلت من البوابة، يتقدم كل مجموعة أحد كبار الحاخامات، فيما يخشى من أن تكون هذه مقدمة لتدفق مجموعات من المتطرفين اليهود قد تزداد في وقت لاحق.

وأشار شهود عيان إلى أن المتطرفين اليهود نظموا جولات في باحات وساحات ومصليات المسجد الأقصى، فيما اكتفى حراس المسجد بمراقبتهم من مسافات بعيدة نسبياً خشية تعرضهم لملاحقات شرطة الاحتلال، التي كثيراً ما لجأت إلى إبعاد عدد من العاملين في الأقصى لأشهر عدة تتجدد تلقائياً.

جنود الاحتلال يوثـّقون عمليات تنكيل بأسرى فلسطينيين

كشفت القناة التلفزيونية الإسرائيلية الثانية النقاب عن عمليات تنكيل أخرى بأسرى فلسطينيين من قبل جنود الاحتلال، تم تصويرها قبل تسعة أشهر.

وجاء أن عدداً من جنود الاحتلال من كتيبة «ناحال حريدي»، سبق أن اتهموا بالتنكيل بأسرى فلسطينيين، تم تصويرهم من قبل جنود آخرين خلال عملية تنكيل وإذلال لأسير فلسطيني آخر. ويظهر في الصور جنود الاحتلال وهم يوجهون السلاح نحو معتقل فلسطيني من منطقة جنين، في حين يقوم جنود آخرون بحركات نابية.

وتبين أنه تم ضبط الشريط المصور في الهواتف النقالة الخاصة بأربعة من جنود الاحتلال، وذلك خلال التحقيق مع أحدهم حول حيازة مخدرات، وتقرر تقديم لائحة اتهام ضد الجنود الأربعة الموجودين حالياً في قاعدة الوحدة العسكرية، تشمل «التنكيل واستخدام السلاح بشكل غير قانوني». وكانت القناة الثانية أفادت، مساء أول من أمس، أن أشرطة مصورة كانت في الهواتف النقالة لاثنين من الجنود توثق عملية التنكيل بأسرى فلسطينيين، وتبين أن الأشرطة قد تم تصويرها من قبل جنود آخرين، لم تعرف هويتهم بعد، في حين ادعى المحققون أنه تم تصوير الأشرطة من قبل جنود آخرين لاتزال هويتهم غير معروفة، وأن المتهمين حصلوا عليها من مصادر غير معروفة. ونقل عن محامي الدفاع عن الجنود المتهمين، أيال نون، قوله إن الحديث يجب ألا يكون عن لوائح اتهام جنائية، وإنما عن عملية تربوية من اختصاص ضابط الآداب، وأضاف أن ذلك قائم منذ العام ،1948 وبحسبه فإنه مثلما لم تقدم لائحة اتهام ضد إيهود باراك وداني ياتوم اللذين التقطت صور لهما وهما يدوسان على جثة فدائي فلسطيني عام ،1972 فإنه يجب عدم القيام بذلك على أكتاف اثنين هما جنديان جيدان، على حد تعبيره.

وقالت حركة «السلام الآن» غير الحكومية الإسرائيلية، في بيان «اذا لم يتم تمديد تجميد البناء، فإن المستوطنين يمكنهم نظرياً بناء نحو 13 الف مسكن من دون ان يتطلب ذلك موافقة اضافية من الحكومة».

وأوضحت أنه «تم منح رخص بناء لنحو 2066 مسكن على الأقل، اصبحت اساساتها جاهزة، ومئات اخرى لم يتم بناء اساساتها بعد، يمكن ان تشيّد اعتباراً من انتهاء مهلة التجميد» التي اقرتها الحكومة الاسرائيلية لمدة 10 اشهر.

وأكدت الحركة أن 11 الف مسكن آخر على الأقل تمت الموافقة على بنائها، يمكن ان تبنى من دون موافقة حكومية اضافية، بينها 5000 في مستوطنات معزولة. وقال مسؤول حكومي رفض الكشف عن اسمه ان نحو 2000 مسكن تدخل في فئة المساكن التي يمكن ان يتم بناؤها على الفور في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) من دون اي موافقة جديدة من الحكومة عند انتهاء مهلة التجميد.

وذكرت الحركة ان نحو 25 الف مسكن آخر تم التخطيط لها (في الضفة الغربية) لكن بناءها يتطلب موافقة حكومية.

ويلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم، في شرم الشيخ في الجولة الثانية من مفاوضات السلام بينهما بحضور كلينتون.

وقال نتنياهو، مساء أول من أمس، لموفد اللجنة الرباعية الى الشرق الأوسط توني بلير، إن «الفلسطينيين يريدون الا نبني على الإطلاق في (يهودا والسامرة) بعد 26 سبتمبر، وهذا لن يحصل»، مضيفاً «لن نجمد حياة سكان (يهودا والسامرة)، ولن نجمد البناء».

وسبق ان حذر الفلسطينيون من ان استئناف البناء في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة سيعني انتهاء الحوار المباشر مع اسرائيل.

وقال عضو الوفد الفلسطيني المفاوض محمد اشتية «موقفنا واضح وابلغناه قبل قمة شرم الشيخ للإدارة الأميركية ان السلام والاستيطان لا يلتقيان».

وأضاف «سنذهب بقلب مفتوح وعقل مفتوح الى شرم الشيخ، لكن اذا قامت اسرائيل بالبدء في الاستيطان فإن ذلك يعني عدواناً على عملية السلام وعلى الشعب الفلسطيني».

واكد أن السلطة لا تقبل الحديث عن استيطان جزئي او مخفف او بطيء، وأن مطلبها ابلغته للإدارة الاميركية بالوقف التام للاستيطان.

وتفاقمت المخاوف من فشل هذه المفاوضات بعدما اعلن مسؤولون اسرائيليون انهم لن يمددوا مهلة التجميد كما هي عليه، فيما حذر الفلسطينيون من ان مواصلة الاستيطان ستعني انتهاء المفاوضات.

في موازاة ذلك تحاول كلينتون اعطاء زخم لمحادثات السلام التي انطلقت قبل اسبوعين، ويطغى عليها الخلاف على تمديد مهلة تجميد الاستيطان.

وما يدل على الدبلوماسية الأميركية النشطة في هذا المجال، مشاركة كلينتون والمبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الأوسط جورج ميتشل في محادثات شرم الشيخ اليوم، والقدس المحتلة غداً.

وستلتقي كلينتون نتنياهو وعباس بعدما استقبلتهما في واشنطن في الثاني من سبتمبر الجاري، عند اطلاق اول محادثات مباشرة بين الطرفين منذ 20 شهراً.

وفي واشنطن، توقع نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية سابقاً لشؤون الشرق الأدنى روبرت دانين، ان يكون الاستيطان «المسألة الرئيسة» خلال الجولة الثانية من المفاوضات. وقال إن التحدي الأبرز هو التوصل الى حلحلة ما لانتهاء مهلة التجميد الجزئي للاستيطان لأنه من دون حل هذه المسألة، سينتهي كل شيء قاموا بإطلاقه. وعبّر دانين، الخبير حالياً في مجلس العلاقات الخارجية، عن اعتقاده ان اسرائيل والفلسطينيين يضعون انفسهم حاليا في مواقف متحصنة جداً بخصوص المستوطنات، وعبر عن شكوكه في امكان حل هذه المسألة خلال زيارة كلينتون.

وتهدف المفاوضات الجديدة التي اطلقت برعاية اميركية الى التوصل الى اتفاق اطار خلال سنة على مسائل اساسية مثل امن اسرائيل وحدود الدولة الفلسطينية المقبلة، ومصير اللاجئين الفلسطينيين ومستقبل القدس.

 

الأكثر مشاركة