نجاد يحمل نسخة من القرآن الكريم ونسخة من الإنجيل وهو يخاطب الأمم المتحدة. رويترز

نجاد يثير غضب واشنطن والغرب في الأمم المتحدة

انسحب الوفد الأميركي ووفود غربية، أثناء إلقاء الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كلمة في الامم المتحدة، قال فيها إن مؤامرة أميركية كانت وراء هجمات 11 سبتمبر. وانسحب الوفد الأميركي تلاه الوفد البريطاني ووفود الاتحاد الاوروبي، عقب تصريحات نجاد الذي هاجم كذلك إسرائيل واتهم الغرب باحتكار الطاقة النووية في الوقت الذي تواجه فيه بلاده عقوبات بسبب برنامجها النووي. وانتقدت الولايات المتحدة تصريحات نجاد ووصفتها بأنها «مقيتة ومجرد أوهام وهلوسات».

ودان الرئيس الأميركي باراك أوباما تصريحات نجاد بشأن هجمات 11 سبتمبر، ووصفها بأنها «مقيتة ومسيئة ولا يمكن تبريرها». وقال أوباما في مقابلة مع تلفزيون «بي بي سي»، الناطق بالفارسية، إن تصريحات نجاد كانت «مسيئة ومقيتة»، طبقا لمقتطفات نشرها البيت الأبيض. وأضاف أوباما أن تصريحات نجاد «كانت مسيئة بشكل خاص، لأنه أطلقها في مانهاتن، شمال موقع مركز التجارة العالمي الذي دمر في الهجمات». ووصف أوباما ذلك الموقع بأنه المكان «الذي فقدت فيها عائلات أحباءها، ويعتبر الناس من جميع الديانات والاتنيات تلك (الهجمات) أنها مأساة فظيعة شهدها هذا الجيل، إن إطلاقه تصريحا مثل هذه أمر لا يمكن تبريره».

من جهته قال مارك كورنبلاو المتحدث باسم البعثة الاميركية في الامم المتحدة «بدلاً من أن يمثل تطلعات الشعب الايراني ونواياه الحسنة، اختار أحمدي نجاد مرة أخرى نشر نظريات المؤامرة الخسيسة والعبارات المعادية للسامية التي هي مقيتة ومجرد أوهام بقدر ما هي متوقعة». ومن ناحيته، قال دبلوماسي فرنسي، إن ما قاله نجاد يشكل إهانة للجمعية العامة وللحقيقة. وقال هذا الدبلوماسي الفرنسي الذي فضل عدم الكشف عن هويته، لوكالة فرانس برس، «إنها عبارات غير مقبولة، وتشكل إهانة للجمعية العامة وللحقيقة»، مؤكداً أن الوفد الفرنسي انسحب خلال إلقاء نجاد كلمته. ووصف وزير الخارجية الكندي لورانس كنون تصريحات احمدي نجاد بأنها غير مقبولة، وانتهاك سافر للمعايير الدولية وروح الامم المتحدة.

من جانبها، وصفت وزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون، أمس، تصريحات الرئيس الايراني بشأن وجود مؤامرة اميركية خلف 11 سبتمبر ،2001 بأنها مشينة. وأضافت اشتون أن تأكيدات الرئيس الايراني غير مقبولة. وقالت لذلك انسحب جميع مندوبي البلدان الـ27 في الاتحاد الاوروبي من قاعة الجمعية العمومية للامم المتحدة. وأوضحت اشتون «باسم الاتحاد الأوروبي، أود أن أعبر عن تضامني مع عائلات وأصدقاء أولئك الذين قتلوا أو أصيبوا في اعتداءات 11 سبتمبر.

وجاء الانسحاب الاحتجاجي بعد ان قال نجاد، إنه توجد نظرية يؤمن بها العديد من الناس بأن جهات في الحكومة الاميركية كانت وراء هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة التي قتل فيها نحو 3000 شخص. وأضاف الرئيس الايراني أول من أمس أمام اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، ان أغلب الناس يعتقدون أن حكومة الولايات المتحدة مسؤولة عن هجمات 11 من سبتمبر .2001 وقال إن نظرية أخرى تقول، إن بعض القطاعات داخل الحكومة الاميركية دبرت الهجوم لإصلاح الاقتصاد الهابط واستعادة قبضتها على الشرق الاوسط، من أجل إنقاذ النظام الصهيوني. وأضاف «الغالبية من الشعب الاميركي، وكذلك معظم الامم والسياسيين في انحاء العالم يتفقون مع هذا الرأي». وأثار أحمدي نجاد نظرية ثالثة عن الهجمات قائلا، «إنه نفذتها جماعة ارهابية، لكن الحكومة الاميركية ساندت هذا الموقف واستغلته. ويبدو أن هذا الرأي لا يسانده إلا قليلون». ودعا الامم المتحدة الى تشكيل فريق مستقل لتقصي الحقائق في أحداث 11 سبتمبر. وتضمن خطاب نجاد بعض التصريحات النارية بشأن إسرائيل. فقد قال إن «الصهاينة ارتكبوا أفظع الجرائم ضد شعوب عزل في حروب ضد لبنان وغزة». وأضاف «لقد هاجم النظام الصهيوني اسطول الحرية الانساني في تحد سافر للاعراف الدولية كافة وقتل المدنيين». ووسط أزمة دولية بشأن برنامج ايران النووي، دان نجاد بعض الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، الولايات المتحدة، لاحتكارها الطاقة النووية. وقال إن انتقادتهم لإيران يأتي في الوقت نفسه الذي تواصل فيه تلك الدول الابقاء على ترسانتها النووية وتوسيعها وتطويرها. ودعا إلى إعلان عام 2011 عاماً لنزع الاسلحة النووية، وقال ان الطاقة النووي هي للجميع والاسلحة النووية ليست لأحد.

 

الأكثر مشاركة