السلطة الفلسطينية رهنت استمرار المفاوضات بوقف البناء في المستوطنات. أ.ف.ب

الجهود الأميركية لإنقاذ المفاوضات تــراوح مكانها..والاستيطان يتواصل

فشلت الجهود الأميركية لانتزاع تسوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، عشية انتهاء العمل بقرار التجميد الجزئي للاستيطان اليهودي في الضفة الغربية.

إذ مارست الولايات المتحدة ضغوطاً قوية لم تسفر عن اي نتيجة، داعية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، الى بذل كل الجهود الممكنة لمنع توقف المفاوضات. وتزامن ذلك مع استيلاء المستوطنين على عشرات الدونمات في محافظة سلفيت في الضفة الغربية، وسقوط شهيدين أحدهما رضيع في القدس المحتلة.

وتفصيلاً، قال مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشرق الأوسط جيفري فاتمان، ان مفاوضات مكثفة جرت فعلاً لمنع توقف المفاوضات. وقال فلتمان أيضاً «نحن واعون لهذا الموعد»، مضيفاً انه ليس في مصلحة الفلسطينيين وقف المفاوضات، ويجب ان يتوصل الطرفان الى وسائل للتفاهم بينهما. واضاف «لدي انطباع بأن الوفدين الإسرائيلي والفلسطيني يبحثان عن وسيلة لمواصلة هذه المفاوضات». من جهته، طلب نتنياهو من وزير الحرب في حكومته ايهود باراك تمديد زيارته لنيويورك للمشاركة في الجهود من اجل التوصل الى تسوية تسمح بمواصلة مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، حسبما ذكرت الإذاعة الاسرائيلية. ولإنقاذ مفاوضات السلام، طلبت الأسرة الدولية، وعلى رأسها الرئيس الأميركي باراك اوباما، بشكل واضح من نتنياهو تمديد تجميد وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، الذي اعلن قبل 10 اشهر، في قرار تنتهي مدته اليوم. وفي الوقت نفسه، دعا الأميركيون الفلسطينيين الى عدم استخدام تهديد مغادرة المفاوضات.

وفشلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، اول من امس، في اعطاء دفع لمفاوضات السلام عندما التقت عباس، لكنهما قررا مواصلة جهودهما لتحقيق ذلك. وصرّح عباس لـ«فرانس برس» بعد لقائه كلينتون، بأنه «لا جديد حتى الآن»، مضيفاً انه سيعقد لقاء جديداً مع كلينتون. وأكد أوباما أنه مقتنع بضرورة تمديد تجميد الاستيطان. ووجه نداء الى العالم لدعم موقفه من عملية السلام. ودعا اوباما والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل الإسرائيليين والفلسطينيين الى القيام بكل ما في وسعهم لدعم المفاوضات المباشرة.

وتحت ضغط اليمين القومي المتشدد في التحالف الحكومي والمستوطنين، استبعدت حكومة نتنياهو تمديد المهلة الى ما بعد الموعد المحدد. لكن في نيويورك قال عباس انه لن يكتفي بحل جزئي او تسوية لا تضمن وقفاً تاماً للاستيطان. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابوردينة لوكالة فرانس برس في نيويورك، حيث يرافق عباس، لابد من استمرار تجميد الاستيطان بشكل كامل في الأراضي الفلسطينية والقدس الشرقية، واضاف ان اي حلول جزئية مرفوضة من اجل استمرار المفاوضات. وكان عباس اعلن خلال زيارة قام بها لتمثال الحرية في نيويورك، ان «حرية شعبنا الفلسطيني قريبة جداً». وقال لوكالة فرانس برس ان تمثال الحرية في نيويورك هو رمز لحرية الشعب الأميركي وحرية الشعوب، مضيفاً «نأمل ان نبني ثمثالاً للحرية في دولة فلسطين قريباً». ولقي موقف عباس دعم الجامعة العربية التي قال امينها العام ان تمديد تجميد الاستيطان واجب، وسيوجه رسالة رمزية تفيد بأن السياسة الإسرائيلية جدية في هذا الشأن. وعشية انتهاء فترة تجميد الاستيطان، نصب مستوطنو مستوطنة رفافا، المقامة في محافظة سلفيت في الضفة الغربية، عدداً من البيوت المتنقلة على عشرات الدونمات من اراضي المحافظة. وتعد مستوطنة رفافا حسب، تقارير حركة السلام الإسرائيلية، من أكثر المستوطنات التي شهدت توسعاً استيطانياً خلال فترة الادعاء بتجميد الاستيطان. من ناحية اخرى، نصبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، منذ ساعات الصباح، الحواجز العسكرية ومنعت المواطنين الفلسطينيين من التنقل بين رام الله والمدن الأخرى في الضفة الغربية. وشددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها الأمنية على حاجز قلنديا العسكري، الفاصل بين مدينتي القدس المحتلة ورام الله في الضفة الغربية، ومنعت المواطنين الفلسطينيين من المرور بحجة حلول الأعياد اليهودية. وفي غزة استشهد شاب فلسطيني، امس، متأثراً بجراح خطيرة كان أصيب بها قبل 10 أيام في قصف مدفعي إسرائيلي استهدف أطراف مدينة غزة، بحسب ما أعلنت مصادر فلسطينية. وذكرت المصادر أن الشاب توفي بأحد المستشفيات المصرية أثناء تلقيه العلاج من جراح خطيرة أصيب بها في 14 من الشهر الجاري، خلال قصف مدفعي إسرائيلي على شرقي مدينة غزة، كما استشهد طفل فلسطيني رضيع (14 شهراً) جراء استنشاقه غازاً مسيلاً للدموع خلال مواجهات جرت، اول من امس، بين السكان والشرطة الإسرائيلية في بلدة العيسوية شمال مدينة القدس، بحسب ما أعلنت مصادر فلسطينية.

 

الأكثر مشاركة