«حماس» تطلب وقف المفاوضات.. و«الشعبية» تعلّق مشاركتها في «تنفيذية» المنظمة

استئناف البناء في مستوطنات الـضفة ومواجهات بالقدس المحتلة

عمليات البناء استؤنفت في مستوطنات الضفة مع انتهاء فترة التجميد الجزئي. أ.ف.ب

شرع المستوطنون في مرحلة ما بعد فترة التجميد، في وضع عشرات الجرافات والمواد اللازمة، للمباشرة اليوم في عمليات البناء بالمستوطنات، على الرغم من دعوة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى ضبط النفس. وفيما طالبت حركة «حماس» الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالانسحاب الفوري من المفاوضات المباشرة، والتوجه إلى إنجاز مشروع المصالحة، علقت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مشاركتها في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجا، بينما استمرت المواجهات في بلدة سلوان في القدس المحتلة.

ومع انتهاء مدة تجميد الاستيطان، أمس، أصبح المستوطنون جاهزين لتنفيذ 2000 وحدة سكنية، منذ صباح اليوم، في المستوطنات المنتشرة في الضفة الغربية.

وذكر موقع صحيفة «هأرتس» أن المستوطنين أعدوا مع أحزاب اليمين برنامجا متكاملا، لإظهار الدعم للبدء في عمليات البناء، كذلك تم وضع حجر الأساس، لبناء روضة اطفال في مستوطنة كريات نتيفيم، بحضور رئيس المستوطنة وآلاف المستوطنين، وأعضاء كنيست من أحزاب اليمين. وعقد اجتماع احتفالي في إحدى مستوطنات منطقة نابلس، للإعلان عن المباشرة في عمليات البناء، حيث اعد المستوطنون العشرات من الجرافات ومواد البناء المختلفة، وكذلك سيارات الباطون.

وفي الخليل، شرع المستوطنون في وضع حجر اساس، لإقامة مدرسة دينية في البؤرة الاستيطانية «بيت رومانيم»، وانتشر المستوطنون، منذ ساعات فجر اليوم، على مداخل قرى وبلدات فلسطينية عدة، حيث انتشر المستوطنون في البلدة القديمة من الخليل، وأعاقوا بحماية الجيش انتظام الدراسة في مدارس البلدة القديمة من الخليل، حيث أجبر الجيش المدرسة الإبراهيمية على اخلاء طلبتها، ومنع انتظام الدوام، وشددوا الخناق على مدرسة الفيحاء القريبة من الإبراهيمية في شارع السهلة، الذي يعمه المستوطنون.

وفي بيت لحم، شرع مستوطنون من مستوطنة نوكديم، المقامة على أراضي خربة جب الذيب قرب قرية الفرديس، بنصب عدد من الكرافانات على أراضي المواطنين في المنطقة.

وحث رئيس الوزراء الاسرائيلي، أمس، المستوطنين اليهود على ضبط النفس، مع انتهاء التجميد الجزئي، للبناء في مستوطنات الضفة، في نداء يبدو أنه يهدف إلى إبقاء محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية في مسارها.

وقال بيان رسمي «يدعو رئيس الوزراء سكان يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، والأحزاب السياسية إلى ابداء ضبط النفس والمسؤولية اليوم وفي المستقبل بالضبط، كما أبدوا ضبط النفس والمسؤولية خلال شهور التجميد».

من جهته، قال وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك، إن هناك فرصة بنسبة 50٪، للتوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، بخصوص تجميد البناء في المستوطنات. وأضاف باراك « آمل بألا تنهار المحادثات، لكني لا أستطيع أن أعد بذلك».

وفي البيت الأبيض، قال أبرز مستشار للرئيس الأميركي باراك اوباما، ديفيد أكسلرود، إن الولايات المتحدة لاتزال تأمل بأن الإسرائيليين والفلسطينيين سيواصلون مفاوضات السلام، على الرغم من انتهاء مهلة تجميد الاستيطان. وأضاف لقناة «اي بي سي» الاميركية: سنواصل الطلب والضغط طوال النهار، من أجل التوصل إلى حل لمسألة الاستيطان.

على صلة، طالبت حركة «حماس» من جديد، أمس، الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالانسحاب الفوري من المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، والتوجه إلى انجاز مشروع المصالحة.

وقال الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم، إن المطلوب من عباس، في ضوء ما يجري من غطرسة وصلف صهيوني، الانسحاب الفوري من المفاوضات، وإعلانه انتهاءها، والتوجه مباشرة لدعم وإنجاز مشروع المصالحة. وأكد ضرورة إعادة الاعتبار للمشروع الوطني، المبني على الحقوق والثوابت، وتقوية الجبهة الداخلية الفلسطينية وتوحيدها، وإنهاء حالة الاستفراد الصهيوني والأميركي لطرف فلسطيني.

سفينة «كسر حصار» تغادر قبرص إلى غزة

غادرت سفينة على متنها دعاة سلام يهود إسرائيليون وأوروبيون وأميركيون، أمس مرفأ فاماغوستا شمال قبرص، متوجهة إلى قطاع غزة، بهدف كسر الحصار الاسرائيلي رمزيا، كما أفادت مراسلة لوكالة «فرانس برس». وقال روفن موشكوفيتز (82 عاما) أحد ركاب السفينة لوكالة «فرانس برس»، إنه «واجب مقدس بالنسبة لي بصفتي من الناجين (من المحرقة)، أن احتج على الاضطهاد والقمع وحصار مثل هذا العدد من الناس بينهم اكثر من 800 ألف طفل في غزة». والسفينة التي تحمل اسم «ايرين» مركب شراعي يرفع علماً بريطانياً، ومن المفترض ان تستغرق الرحلة إلى غزة نظريا نحو 36 ساعة.

والمساعدات التي تحملها السفينة ستقدم لمصلحة برنامج غزة للصحة النفسية بإدارة المحلل النفسي إياد سراج، وتنقل السفينة نحو 10 أشخاص، هم ناشطون من اسرائيل وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة، من بينهم صحافي على الاقل. وقالت جمعية «شعبان، مستقبل واحد»، إن السفينة ستحاول بلوغ شواطئ غزة، وإفراغ حمولتها في عمل غير عنفي، يرمز إلى التضامن والاحتجاج، وستطلب رفع الحصار للسماح بتنقل البضائع والأشخاص بحرية من وإلى قطاع غزة.

من جهته، قال أحد أفراد الفريق ويدعى يوناتان شابيرا، وهو جندي إسرائيلي سابق «لدينا استراتيجية عدم عنف وعدم مواجهة». وقال العضو في الجمعية المنظمة ريتشارد كوبر، إن «السياسة الاسرائيلية لا يدعمها جميع اليهود في العالم»، داعيا الحكومات والشعوب كافة حول العالم إلى التنديد والتحرك ضد الاحتلال الإسرائيلي.

نيقوسيا ــ أ.ف.ب

وكان عباس قد أكد لوكالة «فرانس برس» في الطائرة التي أقلته من نيويورك إلى باريس، أن لجنة المتابعة العربية ستعقد اجتماعا في مقر الجامعة العربية في القاهرة في الرابع من أكتوبر المقبل، بناء على طلبه البحث في مسألة استمرار المفاوضات مع اسرائيل، في ضوء قرارها بشأن الاستيطان.

من جهتها، أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعليق مشاركتها في اجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، بسبب ما وصفته بقرار القيادة المتنفذة في منظمة التحرير للعودة إلى المفاوضات المباشرة، في ظل الشروط الأميركية الاسرائيلية، محذرة من تداعيات العودة إلى سياسة التنازلات في ظل غياب رعاية الامم المتحدة ومرجعية قراراتها عن طاولة المفاوضات. وحذرت الجبهة الشعبية في مؤتمر صحافي عقدته في مركز وطن للاعلام في رام الله، بحضور نائب الأمين العام للجبهة، وعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير عبدالرحيم ملوح، من استمرار المفاوضات في ظل الرعاية الأميركية والمحاولات الإسرائيلية المدعومة أميركيا، بفرض مطلب الاعتراف بإسرائيل «دولة يهودية للشعب اليهودي»، على جدول اعمال المفاوضات كقضية قابلة للتفاوض، واستمرار الاستيطان والتهويد والحصار، والاستخفاف بالرفض السياسي الفصائلي والمجتمعي. بدوره دعا ملوح إلى الخروج الفوري من المفاوضات المباشرة، وإعادة بناء استراتيجية فلسطينية جديدة للعمل السياسي.

على صعيد آخر، اندلعت مواجهات متفرقة، أمس، في بلدة سلوان بالقدس المحتلة بين السكان الفلسطينيين الغاضبين وقوات الاحتلال الإسرائيلي، كما اصيبت سيدة فلسطينية في الثلاثينات من عمرها برصاصة مطاطية في بلدة العيسوية حيث دارت مواجهات. من ناحية أخرى، أطلق حراس للمستوطنين النار على منازل السكان الفلسطينيين في حارة السعدية بالبلدة القديمة من القدس المحتلة، في حين استدعيت إلى المكان قوات كبيرة من شرطة الاحتلال، أغلقت المنطقة برمتها، ومنعت السكان الفلسطينيين من التحرك.

وأعلن مصدر طبي، وشهود عيان، أن فلسطينيا كان يرفع العلم الفلسطيني جرح في بطنه، خلال تظاهرة سلمية ضد جدار أقامته إسرائيل على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، أمس، في شرق خان يونس، كما فتح الجيش الإسرائيلي النار على تظاهرة أخرى وسط قطاع غزة من دون وقوع إصابات.

تويتر