أحمد ماهر..رحيل دبلوماسي مخضرم
غيّب الموت، صباح أمس، وزير الخارجية المصري السابق أحمد ماهر، بعد إصابته بأزمة صحية مفاجئة نقل على أثرها إلى المستشفى حيث فارق الحياة.
وشيعت جنازة ماهر بمشاركة كبار المسؤولين في البلاد، على رأسهم الرئيس المصري حسني مبارك.
ويؤمن ماهر، المولود في سبتمبر ،1935 والذي التحق بوزارة الخارجية المصرية عام ،1957 بعد نيله الشهادة الجامعية في الحقوق، إيماناً قوياً بفاعلية العمل الدبلوماسي، وحل النزاعات عن طريق المفاوضات، ومن هذا المنطلق، فقد لعب دوراً كبيراً ومهماً في مفاوضات التسوية السلمية التي أدت إلى اتفاقات كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام ،1978 إضافة إلى مشاركته بفاعلية في المفاوضات التي أدت إلى عودة طابا إلى السيادة المصرية عام .1988
كما تقلّب في عدد كبير من المهام في سفارات مصر في الكونغو الديمقراطية وفرنسا وسويسرا والبرتغال وبلجيكا والولايات المتحدة، وعمل ممثلاً لمصر لدى السوق الأوروبية المشتركة، قبل أن يصبح سفيراً لبلاده في موسكو، ثم في واشنطن.
شغل ماهر (75 عاماً) مناصب رفيعة في الدولة، منها مستشار الرئيس الراحل أنور السادات لشؤون الأمن القومي بين 1971-،1974 ومدير مكتب وزير الخارجية من 1978 ـ ،1980 ليعاصر الوزير محمد إبراهيم كامل، ومن بعده كمال حسن علي.
وقبل أن يصبح وزيراً للخارجية في ،2001 عمل مديراً لصندوق المعونة العربي في إفريقيا التابع للجامعة العربية. وكان ماهر وزير الخارجية الرابع منذ تسلم الرئيس حسني مبارك مهام الرئاسة في مصر عام ،1981 وقد سبقه في هذا المنصب الأمين العام الحالي للجامعة العربية عمرو موسى، وخلفه الوزير الحالي أحمد أبوالغيط عام .2004 وكان قبل وفاته عضواً في المجلس القومي لحقوق الإنسان، ثم عضواً في مجلس الشورى. وأثار تعيينه وزيرًا للخارجية جدلاً واسعاً داخل مصر وخارجها، فذهب فريق المنتقدين إلى القول بتقدمه في السن، وكثرة ومشاق مهمات المنصب، بينما استند المؤيدون إلى خبرته العريضة في العمل الدبلوماسي.
وفي عام 2003 زار إسرائيل، والتقى رئيس حكومتها إرييل شارون، وطلب زيارة القدس المحتلة والصلاة في المسجد الأقصى، حيث رشقه فلسطينيون غاضبون بأحذيتهم لدى دخوله المسجد، وأصيب بوعكة صحية نتيجة التدافع عليه لحمايته. لكن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات دان الهجوم عليه، وسارع إلى تطويق الحادث مع الرئيس مبارك، والتأكيد على قوة العلاقات المصرية ـ الفلسطينية وخصوصيتها. وقد وصفه مقربون بأنه خبرة هائلة في العمل السياسي والدبلوماسي، جديرة بالاحترام حتى مع كل من يختلف معه في الآراء.