وزير الخارجية يتمسك بموقفه وسط استياء واسع
نتنياهو يؤكد لميتشل التزامه بـــالسلام ويرفض خطاب ليبرمان
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التزامه بالتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين خلال محادثاته مع المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل، مؤكداً في الوقت نفسه أن خطاب وزير الخارجية الإسرائيلية أفيغدور ليبرمان في الأمم المتحدة لا يمثل الموقف الرسمي لإسرائيل، فيما أثار الخطاب ردود فعل فلسطينية غاضبة ومن نتنياهو وعدد من وزراء حكومته.
ووصل ميتشل في وقت متأخر أول من أمس، الى المنطقة في مهمة تهدف الى محاولة انقاذ مفاوضات السلام التي يبدو انها تتجه الى الانهيار بعد رفض اسرائيل تمديد قرار تجميد الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة.
وقال نتنياهو في بيان عقب اللقاء: «هناك كثير من الشكوك والعراقيل على الطريق الى السلام. الجميع يفهم هذا الامر». وأضاف «أنا وحكومتي ملتزمان بالتوصل الى اتفاق سلام يحافظ على امن دولة اسرائيل ومصالحها الحيوية».
وأعرب عن أمله في ان تتواصل «المحادثات الجيدة» التي اجراها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس من اجل محاولة التوصل الى هذا الهدف.
ورفض نتنياهو تمديد قرار تجميد الاستيطان الذي اعلنته الحكومة الاسرائيلية في نوفمبر الماضي لمدة 10 أشهر، والذي انتهى العمل به الاحد الماضي. وأعلن عباس ان الرد الفلسطيني على استئناف اعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية سيصدر رسمياً بعد اجتماعات لجنة المتابعة العربية في الرابع من اكتوبر في القاهرة.
ونقل مكتب نتنياهو عن ميتشل قوله إنه جاء الى المنطقة لنقل رسالة تؤكد التزام واشنطن بالتوصل الى سلام شامل في المنطقة على الرغم من العديد من العراقيل. وسيتوجه ميتشل الذي عقد لقاء مقتضباً مع وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك بعيد وصوله، الى رام الله بالضفة الغربية اليوم للقاء عباس.
الزهار: عرفات أوعز إلى «حماس» بتنفيذ عملية في إسرائيل أكد القيادي في حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، محمود الزهار، أمس، أن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان قد أوعز الى «حماس» بالقيام بهجمات داخل اسرائيل بعد فشل مفاوضات السلام التي كان يخوضها معها. ونقلت صحيفة «فلسطين» المقربة من الحركة عن الزهار قوله إن الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات كان قد اوعز لحركة حماس بتنفيذ عدد من العمليات العسكرية في قلب الدولة العبرية، بعد ان شعر بفشل تفاوضه مع حكومة الاحتلال انذاك. وجاء حديث الزهار بحسب الصحيفة خلال لقاء سياسي نظمته أول من أمس، الكتلة الاسلامية في الجامعة الاسلامية بغزة. واعتبر الزهار ان توجه عرفات للمفاوضات مع اسرائيل هو «خطأ فادح وخطوة تكتيكية خاطئة ادت الى مقتله»، مطالباً السلطة الفلسطينية «بالتراجع الفوري والانسحاب من المفاوضات الجارية حالياً». وكانت الانتفاضة الفلسطينية الثانية قد انطلقت في الاراضي الفلسطينية في نهاية سبتمبر العام ،2000 بعد اسابيع قليلة على فشل مفاوضات السلام في كامب ديفيد بين عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي حينها ايهود باراك. وخلال الانتفاضة شنت المجموعات الفلسطينية المسلحة، خصوصا «حماس» وكتائب شهداء الاقصى المنبثقة من «فتح» عشرات الهجمات داخل الاراضي الاسرائيلية. ودأبت اسرائيل على اتهام عرفات بغض الطرف عن هذه الهجمات او حتى تشجيعها، الامر الذي طالما نفته القيادة الفلسطينية. غزة ــ أ.ف.ب |
في سياق متصل تمسك ليبرمان بما ورد في كلمته الليلة قبل الماضية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي أثارت ردود فعل غاضبة وسريعة من نتنياهو، خصوصاً أنه لم يجرِ تنسيقها مع مكتب رئيس الحكومة.
وكان ليبرمان قال في كلمته إن الأمر ربما يستغرق «عقوداً عدة» حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
وأصر ليبرمان في حديث إذاعي على أن تعليقاته تعبر عن وجهة نظره الواضحة والثابتة التي سبق وعبر عنها، كما أنها تحظى بدعم أغلبية الإسرائيليين.
كما انتقد باراك تصريحات ليبرمان، مؤكداً أن الغرض من خطاب وزير الخارجية هو إعاقة عملية السلام.
ورد ليبرمان على هذه الانتقادات، وقال إنه يتعين أن يحل حزب كاديما، الذي يقود المعارضة، محل حزب العمل الذي يقوده باراك، في الائتلاف الحكومي.
وأثار هذا التضارب في المواقف انتقادات للحكومة، إذ وصفها نائب عن حزب كاديما بأنها «تتحدث بأكثر من صوت، ولا يمثل فيها نتنياهو إلا وجهة نظرهه، وأنها حكومة بلا رئيس، بلا قائد وبلا توجهات».
وفي رام الله اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تيسير خالد، أن خطاب ليبرمان «فضح سياسة الحكومة الإسرائيلية وحقيقة مواقفها من السلام».
وقال في بيان إن خطاب ليبرمان «كشف مناورات الحكومة الإسرائيلية السياسية، وحقيقة موقفها من تسوية الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وحل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية».
واستخف خالد بالتوضيح الذي صدر عن مكتب نتنياهو، معتبراً أن هذا التوضيح «ينطوي على مناورة سياسية مكشوفة وعلى الكثير من النفاق السياسي بهدف تضليل الرأي العام الدولي بعد فضيحة وزير خارجيته، لأن ما صرح به ليبرمان في العلن هو ما تمارسه حكومة نتنياهو على الأرض من استيطان وتهويد وترانسفير». ودعا خالد إلى اجتماع عاجل للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير لتقييم الموقف في مواجهة «الوضع الخطير»، وما يترتب على سياسة استمرار النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية، كما حث على وقف المفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news