أميركا تنفي تعهد أوباما منح إسرائيل امتيازات عسكرية وسياسية.. والاحتـلال يغلـق معابر غزة

لا اختراق في محاولات إنقاذ المفـاوضات

أطفال فلسطينيون يمرون أمام جنديين إسرائيليين بالقرب من الحرم الإبراهيمي في الخليل. إي.بي.أيه

كثفت الولايات المتحدة وأوروبا، أمس، محاولات إنقاذ مفاوضات السلام المهددة بالانهيار بين إسرائيل والفلسطينيين، دون تحقيق اختراق حول استمرارها بسبب الاستيطان، وفيما نفى البيت الابيض تعهد الرئيس باراك أوباما منح إسرائيل امتيازات عسكرية وسياسية، أغلق جيش الاحتلال المعابر التجارية المؤدية إلى قطاع غزة.

وعقد المبعوث الخاص الى الشرق الاوسط جورج ميتشل لقاء أمس، هو الثاني في غضون 48 ساعة، مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس، كما التقى بعد ذلك في رام الله الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الذي اجتمع معه أول من أمس. وصرح المبعوث الاميركي إثر لقائه عباس، «نحن عازمون على مواصلة جهودنا لإيجاد أرضية تفاهم بين الجانبين تتيح استمرار المفاوضات المباشرة». ووعد ميتشل اثر ساعتين من المباحثات لم تتح الخروج من الطريق المسدود «سنواصل جهودنا المكثفة في الايام المقبلة».

من جهتها، التقت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في رام الله أمس، غداة محادثات مع عباس ولقاء مع نتنياهو. وأعلن الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبوردينة، ان اشتون أعربت عن دعمها للموقف الفلسطيني بضرورة استمرار تجميد الاستيطان الاسرائيلي ومواصلة المفاوضات المباشرة. وأضاف لوكالة فرانس برس، ان الوزيرة اشتون أكدت للرئيس عباس دعم الاتحاد الاوروبي لضرورة استمرار تجميد الاستيطان ومواصلة المفاوضات. وأوضح ان عباس وضع المسؤولة الاوروبية في صورة آخر تطورات الجهود الاميركية المبذولة حول عملية الاستيطان، وشرح لها الموقف الفلسطيني بخصوص هذه القضية. ولم تتوصل هذه التحركات الدبلوماسية إلى الاتفاق على مواصلة المفاوضات، التي استؤنفت قبل شهر واحد، بعدما استبعدت إسرائيل تمديد تجميد البناء في المستوطنات اليهودية، بينما يصر الفلسطينيون على وقف كامل للاستيطان، وهو ما أكده أبوردينة بالقول بعد لقاء ميتشل وعباس، انه لم يحدث أي اختراق في مسار المفاوضات.

وقال ابوردينة لوكالة فرانس برس «ليس هناك اختراق بعد، ولا يوجد تغيير في الموقف الإسرائيلي تجاه الاستيطان. الموقف الفلسطيني ثابت ابلغه عباس لميتشل، وهو انه لن تكون مفاوضات مادام الاستيطان مستمراً». واضاف ابوردينة ان الرئيس عباس وميتشل اتفقا على استمرار الجهود الأميركية والاتصالات الفلسطينية الأميركية، وتابع ابوردينة «الرئيس عباس سيعرض الموقف على القيادة الفلسطينية اليوم خلال اجتماعها، ليضعها في صورة تفاصيل ما يجري من جهود. حتى اللحظة لا نستطيع القول ان هناك نجاحاً أو فشلاً، لكن لا يوجد اي اختراق في هذه الجهود لاستمرار المفاوضات المباشرة لأن اسرائيل تواصل الاستيطان». من جهته حمل امين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه، اسرائيل مسؤولية عدم استمرار المفاوضات المباشرة.

وقال لفرانس برس «واضح ان الموقف الإسرائيلي لم يتغير، انه مستمر بالاستيطان بشكل واسع، ونعتبر ان الحكومة الإسرائيلية مصرّة على موقفها تجاه استمرار الاستيطان».

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات، إن الرئيس الفلسطيني طلب من ميتشل «الاستمرار في جهوده، وطلبنا ان توقف اسرائيل نشاطاتها الاستيطانية كافة، بما فيها النمو الطبيعي، لاعطاء عملية السلام الفرصة التي تستحق». وتابع عريقات «لسنا ضد المفاوضات واستمرارها، لكن الذي قرر استمرار الاستيطان هو الذي قرر وقف المفاوضات»، موضحا أن عباس نقل هذا الموقف الفلسطيني للرئيس الاميركي في رسالة خطية».

وقالت الصحف الاسرائيلية، أمس، ان نتنياهو رفض اقتراحاً للرئيس الاميركي باراك اوباما بوقف النشط الاستيطاني شهرين مقابل سلسلة من الوعود.

ويبدو أن الولايات المتحدة وعدت إسرائيل بتسليمها أسلحة متطورة ووقف كل محاولة لمناقشة إعلان دولة فلسطينية في الامم المتحدة، ودعم وجود عسكري إسرائيلي في وادي الأردن لفترة محددة بعد اقامة الدولة الفلسطينية. إلا ان البيت الابيض نفى ان يكون قد بعث برسالة بهذا المعنى. وذكرت صحيفة «اسرائيل هايوم» القريبة من نتنياهو ان رئيس الحكومة ينوي الحد من البناء الاستيطاني يبقيه بالوتيرة التي كان عليها في الاشهر الـ10 الاخيرة، أي 1200 مسكن، دون اعلان رسمي عن تجميد الاستيطان. وقالت صحيفة «هآرتس» اليسارية إن الولايات المتحدة تشعر بالغضب لرفض اسرائيل عرضها. وسارع البيت الأبيض بنفي الأخبار التي سربتها إسرائيل حول تسلم نتنياهو رسالة من أوباما يتعهد فيها منح إسرائيل امتيازات عسكرية وسياسية، وإبقاء الجيش الإسرائيلي في غور الأردن في حال وافقت على تجميد البناء في المستعمرات اليهودية والاستمرار في مباحثات السلام مع السلطة الفلسطينية. وقال المتحدث الرسمي باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بنيامين تشانغ ان أوباما لم يرسل بأي رسالة بهذا الصدد الى رئيس وزراء إسرائيل.

من جهة أخرى، واصل جيش الاحتلال إغلاق المعابر التجارية المؤدية إلى قطاع غزة، وأغلقت معبري كرم أبوسالم والمنطار بشكل كامل بسبب الأعياد اليهودية. يشار إلى أن معبر كرم أبوسالم مخصص لإدخال المساعدات والبضائع التجارية، ولضخ كميات محدودة من غاز الطهي والسولار الصناعي لمحطة توليد الكهرباء، فيما يتم فتح معبر المنطار لإدخال البضائع مثل القمح والأعلاف. وفي القدس المحتلة شددت سلطات الاحتلال إجراءاتها الامنية حول المدينة، ما أدى إلى عرقلة تدفق المصلين الفلسطينيين من القدس وضواحيها، ومن أراضي ،1948 إلى المسجد الأقصى المبارك لأداء صلاة الجمعة، ما أدى إلى انخفاض عدد المصلين بشكل كبير على غير العادة.

من جهة أخرى، قمعت قوات الاحتلال الاسرائيلي عدداً من المسيرات الفلسطينية الاسبوعية ضد الاستيطان وجدار الفصل العنصري، وأحيا الفلسطينيون يشاركهم عشرات من نشطاء سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب، الذكرى السنوية الـ10 للانتفاضة، والذي يصادف أيضاً اليوم الدولي للاعنف.

 

تويتر