العراق: «التحالف» يختار المالكي مرشحه لرئاسة الحكومة
أعلن التحالف الشيعي اختيار رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي مرشحاً لرئاسة الوزراء، خلال اجتماع عقده أمس، وبغياب اثنين من مكوناته، منهياً بذلك خلافات استمرت شهوراً عدة عطلت تشكيل الحكومة، وتزامن الاعلان مع مقتل ثلاثة أشخاص في بغداد وتحذير من فتنة في كركوك.
وتفصيلاً، قال النائب عن تيار الاصلاح المنضوي ضمن الائتلاف الوطني، فالح الفياض للصحافيين في ختام الاجتماع، إن التحالف الوطني اختار «بالتوافق» نوري المالكي مرشحه الى رئاسة الوزراء. ودعا البرلمان إلى الانعقاد بأسرع وقت. وقاطع المجلس الاسلامي الاعلى بزعامة عمار الحكيم وحزب الفضيلة الاجتماع، في حين حضر النائب هادي العامري عن منظمة بدر المتحالفة مع الحكيم الاجتماع وحيداً. وجاء الاتفاق بعد فراغ سياسي غير مسبوق استمر 208 أيام من دون حكومة في العراق.
يذكر أن التحالف الوطني نجم عن اندماج ائتلافيين شيعيين فازا في الانتخابات التي جرت في السابع من مارس الماضي، هما دولة القانون (89 مقعدا) بزعامة المالكي، والائتلاف الوطني (70 مقعدا) بزعامة الحكيم. ويضم الائتلاف الوطني التيار الصدري (40 مقعدا) الذي اتخذ خطوة مفاجئة قبل ايام عبر تأييده انتخاب المالكي، الامر الذي أحدث انعطافة لمصلحة الاخير، بعد ان كان من اشد معارضيه ومنتقديه. وكذلك المجلس الاعلى (20 مقعدا) والفضيلة (سبعة مقاعد) وتيار الاصلاح (ثلاثة مقاعد) والمؤتمر الوطني (مقعد واحد). ويبدو من التطورات السياسية الاخيرة ان مصير الائتلاف الوطني أصبح على المحك.
من جهة أخرى، أعلن مصدر في وزارة الداخلية العراقية مقتل ثلاثة أشخاص بينهم اثنان من الصحوة، وإصابة سبعة آخرين بجروح، بانفجار عبوة ناسفة استهدفت أمس قوات الصحوة في منطقة الدورة، جنوب بغداد.
وقال المصدر إن ثلاثة اشخاص، بينهم اثنان من الصحوة قتلوا، وأصيب سبعة آخرون، بينهم احد عناصر الصحوة، بجروح بانفجار عبوة ناسفة. وأوضح ان الانفجار استهدف نقطة تفتيش لقوات الصحوة قرب مسجد السعدون في منطقة الدورة (جنوب). وأشار إلى أن الانفجار وقع بالتزامن مع توافد المصلين لأداء صلاة الجمعة.
على صعيد آخر، أفاد مسؤولون عراقيون أمس، بأن أجهزة الأمن الكردية طالبت عوائل عربية من الشيعة والسنّة بمغادرة مدينة كركوك تحت ذريعة انهم ليسوا من سكان المدينة الأصليين. وتأتي هذه الحملات قبيل إجراء التعداد العام للسكان في العراق المقرر له في الـ24 من أكتوبر الجاري. وحذر المسؤولون العراقيون من استمرار المطالبة الكردية بتهجير العرب والتركمان من كركوك التي قد تجر إلى اندلاع الفتنة القومية وتدهور الوضع الأمني في هذه المدينة التي تضم العرب والأكراد والتركمان والمسيحيين.
وقال نائب محافظ كركوك راكان سعدي الجبوري، إن عشرات من العرب تعرضوا خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى التهديد بالقتل والتهجير من قبل، ما لم يغادروا كركوك من قبل جهاز الأمن الكردي التابع للحزبين الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي جلال طالباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود برزاني رئيس إقليم كردستان في كركوك، وهو تحد للحكومة المركزية والقوات الأميركية والامم المتحدة، ولا يمكن السكوت عنه مهما كانت الأسباب. غير أن رفعت عبدالله وهو قيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني قال، «لا توجد عملية ترحيل أو تهجير للعرب من كركوك، وهذا الأمر لا أساس له من الصحة، وهو يهدف الى إثارة الفتنة القومية في المحافظة، وإن القوات المشتركة المكونة من الشرطة العراقية والبشمركة، يطبقون قرارات الحكومة الاتحادية ولم يقوموا بأي إجراءات من هذا النوع».