بسبب إسرائيل والتطبيع
جدل في نقابة الصحافيين المصريين حول الانضمام إلى الاتحاد الدولي
فجّر قرار مجلس نقابة الصحافيين المصرية بالانضمام الى الاتحاد الدولي للصحافيين، حالة من الغضب في الأوساط الصحافية، إذ اعتُبر متعارضاً مع قرار الجمعية العمومية بحظر التطبيع المهني والشخصي والنقابي مع الكيان الصهيوني العضو في الاتحاد الدولي.
وكان مجلس نقابة الصحافيين قد اتخذ قراره بالموافقة على انضمام النقابة المصرية الى الاتحاد الدولي يوم 25 سبتمبر الماضي، في غياب وكيلي المجلس ومقرر لجنة الشؤون العربية والخارجية، ومن دون مناقشة كافية بين الأعضاء الحاضرين.
واشار نقيب الصحافيين المصريين مكرم محمد احمد، الى ان تأخير صدور مثل هذا القرار كان سببه وجود اعضاء اشتراكيين في الدورة السابقة للمجلس، وان غيابهم حالياً ساعد في صدور القرار، مؤكداً انه لا تجوز مقاطعة المصريين المنظمات الدولية بسبب وجود اسرائيل فيها.
وقد شدد مئات من الصحافيين المصريين في بيان لهم، على رفض قرار مجلس نقابتهم، ونفوا ان يكون الانضمام تم بناء على مخاطبة من اتحاد الصحافيين العرب، حيث إن الاتحاد لايزال على موقفه من حظر التطبيع ومحاسبة اي نقابة تخرق هذا القرار، وان اتحاد الصحافيين العرب لم يتخذ موقفاً معلناً وواضحاً يطالب فيه النقابات والاتحادات والروابط الصحافية الأعضاء فيه بالانضمام الى الاتحاد الدولي.
وفنّد الصحافيون المصريون مقارنة النقيب بين وجود مصر في منظمات دولية بها اسرائيل، وبين قرار انضمام النقابة الى الاتحاد الدولي، واعتبروها مقارنة فاسدة تخلط الأوراق عن عمد، واكدوا اختلاف المنظمات الدولية التي تنظمها القوانين والمعاهدات الرسمية بين الدول عن المنظمات الشعبية التي يأتي بها اعضاء مجالسها المنتخبون والملزمون بإرادة جمعياتها العمومية.
واشار بيان الصحافيين الى ان الانضمام من شأنه تقويض قرارات الجمعية العمومية بحظر التطبيع، ويسهل على الزملاء الذين أُدينوا به التنصل من الالتزام بعدم التطبيع، ودعا البيان مجلس النقابة الى مراجعة القرار، خصوصاً أنه يتزامن مع تعرض القضية الفلسطينية للتصفية وهيمنة اسرائيل وفرض إرادتها على المجتمع الدولي.
من جهته، اكد مقرر الشؤون العربية بالنقابة جمال فهمي، انه بمعاونة اعضاء آخرين في مجلس النقابة قد أُحبط صدور القرار قبل ثلاثة اسابيع، وأبدى دهشته من حرص النقيب على قرار الانضمام، ونفى فهمي ان تكون هناك اي مخاطبة بين النقابة واتحاد الصحافيين العرب في هذا الشأن. واضاف فهمي ان ما ورد اليهم هو فقط رسالة من رئيس اتحاد الصحافيين العرب ابراهيم نافع، تحمل رأياً شخصياً، وأرجع فهمي رأي نافع الى طموحاته في تثبيت موقعه رئيسا للاتحاد، معرباً عن اسفه لسعي ممثلي نقابة الصحافيين الفلسطينيين والمغاربة الى انهاء الحظر على التطبيع مع اسرائيل.
وقال فهمي لـ«الإمارت اليوم» انه تقدم بطلب عقد اجتماع عاجل لمجلس النقابة لإعادة مناقشة القرار الخطير المخالف للجمعية العمومية، معتبراً ان قرار الانضمام للاتحاد الدولي سقطة في تاريخ مجلس النقابة، وتابع ان هذا القرار الخطير كان يجب عرضه على اعضاء الجمعية العمومية قبل اقراره.
وشكك عضو مجلس نقابة الصحافيين يحيى قلاش، في مدى شرعية اتخاذ قرار يخالف قرارات الجمعية العمومية التي تحظر كل اشكال التطبيع مع اسرائيل وممثليها، مؤكداً ان قرار الانضمام للاتحاد الدولي ليس ملكاً لمجلس النقابة بل لجمعيتها العمومية، وان قراراً بهذه الخطورة سيثير سخط الصحافيين المصريين ويطعن في صدقية نقابتهم التي ظلت منذ الثمانينات تحرص على اتخاذ موقف واضح ضد الكيان الصهيوني.
ودافع ابراهيم نافع عن موقفه الداعم للانضمام بقوله «لا يعقل ان تظل اكبر نقابة عربية خارج التأثير الصحافي العالمي»، وأضاف لـ«الإمارات اليوم» انه من الأفضل ان نقاوم المطامع الإسرائيلية، ولا نترك لها الميدان، مشدداً على أن نقابة الصحافيين المصرية سيكون لها تأثير كبير في تشكيل الاتحاد الدولي، وبالتالي على قراراته خصوصاً أنه سيكون لمصر 10 أصوات أثناء انتخابات الاتحاد، كما ان الصحافيين المصريين سيحصلون على دورات تدريبية على أحدث التطورات الصحافية فى العالم.
وطالب جامع توقيعات الرافضين للقرار، الصحافي ايمن شرف، بسرعة عقد جمعية عمومية لنقابة الصحافيين وابطال قرار المجلس. وقال لـ«الإمارات اليوم» ان نقابة الصحافيين تقود الآن الرأي العام المصري ضد اسرائيل، وتحولت سلالمها الى معبد للحرية والاحتجاج ضد التسلط الصهيوني. وقال الصحافي حسين سراج، المدان من قبل النقابة بتهمة التطبيع، لـ«الإمارات اليوم» ان الوقت قد حان لمراجعة الصحافيين لمفهوم التطبيع، خصوصاً ان اسرائيل سنلقاها في جميع المحافل الدولية. وتساءل هل سيكون القرار هو الانسحاب من جميع هذه الحافل؟
من جانبه، قال السكرتير العام للنقابة حاتم زكريا لـ«الإمارات اليوم» ان انضمام مصر لعضوية الاتحاد هدفه زيادة التكتل العربي في الاتحاد الدولي، وان النقابة المصرية ستواجه اسرائيل في الاتحاد ولن تطبّع معها، واضاف «لدينا خطة جاهزة لمواجهة اسرائيل، وتاريخ نقابتنا هو تاريخ مواجهة وليس تطبيعاً مع اسرائيل».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news