نتنياهو يطالب أوباما بتبني «تعهّـدات بوش».. ويخطّط لقانون «الولاء لإسرائيل»

طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس الرئيس الاميركي باراك أوباما بالالتزام بالتعهدات الخطية لسلفه جورج بوش، مقابل تمديد جديد لتجميد الاستيطان، فيما سعى لسن قانون الولاء «لدولة الشعب اليهودي»، وذلك عشية انعقاد القمة العربية ولجنة المتابعة في سرت بليبيا للخروج بدعم عربي قوي لموقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس من المفاوضات، الذي ألمح الى امكانية الاستقالة في حال الفشل. وتزامن ذلك مع اصابة ثمانية فلسطينين في غارات جوية اسرائيلية على قطاع غزة.

وفي التفاصيل، ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» امس ان نتنياهو يطالب بأن يلتزم الرئيس الاميركي بالتعهدات الخطية لسلفه جورج بوش مقابل تمديد جديد لتجميد الاستيطان. وقالت الصحيفة انه لإقناع وزرائه بالموافقة على تجميد جديد لبناء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، «يحتاج نتنياهو الى نجاح سياسي، لهذا السبب يطالب باراك اوباما بأن يؤكد المواقف التي تبناها جورج بوش في رسالة العام 2004». وردا على سؤال، رفض مسؤول حكومي رفيع التعليق على معلومات الصحيفة.

واضافت الصحيفة ان بوش كان «عبر (في هذه الوثيقة) عن تأييده لأن تضم (اسرائيل) الكتل الاستيطانية الكبرى في اطار اتفاق نهائي. لكن الادارة الاميركية الحالية ترفض الاعتراف بهذه الرسالة». وتشير «يديعوت احرونوت» الى رسالة وجهها بوش في 14 أبريل 2004 الى رئيس الوزراء آنذاك ارييل شارون.

وكتب الرئيس الاميركي السابق في هذه الرسالة المتوافرة على الموقع الالكتروني لوزارة الخارجية الاسرائيلية انه «في ضوء الحقائق الجديدة على الارض، بما فيها تجمعات سكانية اسرائيلية كبيرة باتت موجودة، سيكون من غير الواقعي توقع ان تؤدي نتيجة المفاوضات حول الوضع النهائي الى عودة كاملة لخط الهدنة العام .1949 كل الجهود السابقة للتفاوض بشأن حل يقوم على دولتين (اسرائيلية وفلسطينية) افضت الى الخلاصة نفسها».

من جهة اخرى، يعتزم نتنياهو طرح اقتراح على مجلس الوزراء خلال جلسته الأحد المقبل يقضي بتعديل قانون الجنسية. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذا التعديل ينص عل إلزام أي شخص يريد الحصول على الجنسية الإسرائيلية بإعلان ولائه «لدولة إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية».

وقالت مصادر مقربة من نتنياهو إن تعديل قانون الجنسية يتلاءم مع المطالبة الإسرائيلية بأن يعترف العالم بإسرائيل دولة يهودية وديمقراطية. ووصف العضو العربي بالكنيست جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع البرلمانية قانون إعلان الولاء للإيديولجية الصهيونية للحصول على الجنسية الاسرائيلية بأنه قانون عنصري ومناف للديمقراطية.

وتوجه عباس امس لحضور اجتماعات القمة العربية ولجنة المتابعة في سرت بليبيا اليوم وغداً، متسلحاً بدعم قوي لموقفه الرافض لمواصلة المفاوضات المباشرة مع اسرائيل في ظل استمرار الاستيطان اليهودي. وأفاد المستشار الاعلامي في المجلس الوطني خالد مسمار بأن عباس لمح الى امكانية الاستقالة من منصبه في حال فشلت مفاوضات السلام مع إسرائيل، وذلك خلال لقاء في عمان مع أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني.

وقال خالد مسمار الذي شارك في الاجتماع ان عباس «سيضع النقاط على الحروف في قمة سرت وقد ألمح في اجتماعه مع اعضاء المجلس الوطني الى امور جديدة ومهمة سيطرحها على وزراء الخارجية العرب في القمة الاستثنائية». واكد انه من ضمن ما المح اليه الرئيس هو تقديم استقالته، فقد قال امام اعضاء المجلس ان «هذا الكرسي ربما اجلس عليه لاسبوع واحد فقط»، مضيفاً «أعتقد ان الكلام بوضوح اكبر سيكون في سرت».

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صالح رأفت ان الموقف الفلسطيني «لايزال على ما هو عليه». واشار رأفت الى ان القيادة الفلسطينية تأمل من اجتماع لجنة المتابعة والقمة العربية أن يخرج بموقف مساند للموقف الذي اعلنته منظمة التحرير.

وطالبت حركة حماس القمة العربية في سرت برفع «الغطاء عن اي شكل من اشكال المفاوضات لتداعياته الخطيرة على الحقوق والثوابت الفلسطينية».

وقال المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم «نطالب قمة سرت المنعقدة في ليبيا بضرورة رفع الغطاء عن اي شكل من اشكال المفاوضات لتداعياته الخطيرة على الحقوق والثوابت الفلسطينية»، داعياً الى ايجاد حاضنة عربية لمشروع المصالحة بين حركتي فتح وحماس.

على صعيد آخر اصيب ثمانية فلسطينيين بجروح متوسطة اثر غارات جوية شنتها الطائرات الحربية الاسرائيلية على اهداف في قطاع غزة استهدفت إحداها موقع تدريب تابع لكتائب عزالدين القسام، الجناح المسلح لـ«حماس»، وفقا لمصادر طبية وشهود عيان فلسطينيين.

وذكر احد الشهود ان طائرات ال اف 16 الاسرائيلية قصفت موقعا تابعاً لكتائب عزالدين القسام (الجناح المسلح لحركة حماس) في منطقة المقوسي، غرب غزة، أسفر عن وقوع اصابات عدة.

وذكرت مصادر أمنية ان الطائرات الاسرائيلية شنت أيضا غارة على حي الزيتون شرق مدينة غزة وأخرى على منطقة جحر الديك وسط القطاع من دون ان تسفر أي منهما عن وقوع إصابات.