«نوبل للسلام» للمنشق الصيني السجين ليو تشياوبو
فاز المنسق الصيني المسجون ليو تشياوبو (54 عاماً) بجائزة نوبل للسلام هذا العام، اذ أوضحت لجنة نوبل النرويجية في أوسلو، امس، أن اختيار تشياوبو جاء تكريماً له على نضاله وجٍهوده المستديمة وغير العنيفة في الدفاع عن حقوق الإنسان في الصين. وفيما سارعت بكين بالتنديد بالقول إنه خطأ فاحش في حق الجائزة ان تمنح لـ«مجرم»، حسب وصفها، واستدعت السفير النرويجي، توالت ردود الفعل المرحبة عالمياً بقرار اللجنة.
وأثنت اللجنة النرويجية على ليو في حيثيات الجائزة قائلة إنها منحت له «لكفاحه الطويل والسلمي من أجل حقوق الإنسان الأساسية في الصين، واضافت «تؤمن اللجنة منذ وقت طويل بأن هناك ارتباطاً وثيقاً بين حقوق الإنسان والسلام»، وقال رئيس اللجنة المانحة للجائزة توربيورن جاجلاند، ان الصين صاحبة ثاني أكبر اقتصاد في العالم يجب أن تتوقع أن تتعرض لتدقيق أكبر مع تنامي قوتها مثلما حدث مع الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية. وقال للصحافيين «يجب أن نتكلم عندما لا يمكن للآخرين الكلام، مع صعود الصين يجب أن يكون لنا حق الانتقاد، نريد أن تتقدم هذه القوى التي تريد أن تصبح الصين أكثر ديمقراطية».
ونددت الصين بشدة بمنح نوبل للسلام للناشط ليو تشياوبو، ووصفت الأمر بأنه خطأ فاحش يتعارض وأهداف الجائزة. واستدعت وزارة الخارجية السفير النرويجي في بكين لإبلاغه باستيائها من القرار، وقال بيان اصدرته وزارة الخارجية الصينية على لسان المتحدث باسمها، وبث على موقع الوزارة الالكتروني «سيضر ذلك بعلاقات الصين مع النرويج»، وقال البيان «إنه خطأ فاحش في حق جائزة السلام»، واضافت الوزارة أن «ليو تشياوبو مجرم حكمت عليه الأجهزة القضائية الصينية بالسجن بسبب انتهاكه للقانون الصيني». ولم يتلق رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو أسئلة من الصحافيين في مؤتمر صحافي بتركيا بعد اعلان منح الجائزة لليو.
واعتبرت زوجة المعارض الصيني المعتقل فوزه بجائزة نوبل للسلام لعام ،2010 بأنه شرف كبير. وأفادت شبكة «إن.آر.كيه» النرويجية بأنه لم يسمح للزوجة ليو تشياوبو بمغادرة منزلها في مجمع سكني غرب بكين للتحدث للصحافيين المنتظرين في الخارج. وذكرت القناة أنها بعثت برسالة عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي، قالت فيها إنها تشعر بصدمة كبيرة وسعادة غامرة وتأسف لأن زوجها لا يستطيع المشاركة في هذه اللحظة»، مضيفة أن الفوز بجائزة نوبل يمثل شرفاً كبيراً ولكنه ينطوي أيضاً على مسؤوليات جسيمة، وذكرت وسائل إعلام نرويجية أن السلطات في الصين حجبت بث شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية إلى الصين.
ورحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بمنح الجائزة للمنشق وطالب الصين بإطلاق سراحه، كما رحب الدالاي لاما ورئيس تايوان مايينغ جيو، بمنح ليو تشياوبو الجائزة.
من جانبها، دعت فرنسا والمانيا وليو شيا، زوجة ليو تشياوبو، الى الافراج عن المنشق بينما وجهت الحكومة النرويجية تهانيها للفائز. من جهة اخرى، هنأ رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو، الحائز «نوبل»، ورأى في ذلك رسالة قوية لكل الذين يناضلون، عبر العالم، من اجل الحرية وحقوق الانسان، لكنه لم يدع الى الإفراج عن ليو تشياوبو. في المقابل اعربت منظمة العفو الدولية في بيان عن الأمل في ان يؤدي منح ليو تشياوبو جائزة نوبل الى تشديد الضغط الدولي من اجل الإفراج عنه والعديد من المعتقلين السياسيين في الصين. واعتبرت ان ذلك يسلط الأضواء على انتهاكات حقوق الانسان في الصين، واعرب شانغ باوجون محامي ليو تشياوبو، عن امله في الإفراج سريعاً عن موكله، معتبراً منح موكله جائزة نوبل خبراً ساراً جداً.
وقال «آمل ان يفرج عنه سريعاً بفضل هذا القرار، حتى وإن كان من السابق لأوانه التحدث عن ذلك»، مضيفاً «آمل ان تزيد الصين في الانفتاح اكثر وان ترفض القيود على حرية التعبير، متوقعاً تحسناً كبيراً مقارنة بالوضع الحالي».
ويتم تسليم هذه الجائزة تقليدياً في 10 ديسمبر، تاريخ وفاة مؤسسها الصناعي والمحسن السويدي الفريد نوبل. والجائزة عبارة عن ميدالية وشهادة وشيك بقيمة 10 ملايين كورونة سويدية (نحو مليون يورو). ولم يعرف على الفور من سيتسلم الجائزة اذا لم يتسن لليو المسجون ذلك.
وحكم على ليو بالسجن 11 عاماً اعتباراً من ديسمبر، بتهمة تخريب سلطة الدولة.