الهاجري يعالج 82 أصمّ في غزة
قبل ما يقارب 10 أشهر، كان الطبيب الإماراتي، مازن الهاجري، في قطاع غزة ضمن وفد الهلال الأحمر الإماراتي، وقد أعاد السمع لـ35 أصمّ، معظمهم من الأطفال، وذلك بعد أن أجرى لهم عمليات زراعة قوقعة هي الأولى من نوعها في القطاع، ليعود مجدداً إلى غزة وقد أعاد السمع لـ47 أصم، بينما قام بمتابعة المرضى الذين أجرى لهم العمليات في المرة الماضية.
وغادر الطبيب الهاجري، اختصاصي أذن وأنف وحنجرة، قطاع غزة، الأربعاء الماضي، بعد أن أنهى مهامه التي حضر من أجلها، فيما غمرت الفرحة قلوب العائلات الفلسطينية التي بدأت تشاهد أطفالها الصم يلتفتون إلى الأصوات من حولهم، معتبرين أن ما قام به الهاجري هو عطاء من إنسان إلى شعب.
وقال الهاجري لـ «الإمارات اليوم»: «إن هذه الزيارة كانت من أجل زراعة 47 قوقعة لحالات الصم في غزة، ومتابعة الحالات التي زرعت لها قواقع في المرة الماضية، إذ وجدت بعض المشكلات في جهاز السمع الخارجي للقوقعة، وقمت بمعالجة هذه المشكلات، وإجراء صيانة وبرمجة للسماعات». وأضاف «في المرة الماضية أحضرت معي قطع غيار وسماعات تكفي لمدة أربعة أشهر، حيث كان مخططاً أن أعود إلى القطاع ما بين ثلاثة إلى أربعة أشهر، ولكنني لم أتمكن من الدخول في هذه الفترة، وحاولت إدخال هذه الأجهزة عبر البريد السريع، ولكن كانت هناك مشكلة في نقل مثل هذه الأجهزة إلى غزة». وتمكن الهاجري في هذه الزيارة من إجراء تدريب موسع لقسم السمعيات في مستشفى الشفاء بغزة، الذي يعتني بالبرمجة والتأهيل وصيانة أجهزة السمع الخارجية للقواقع، إذ تم تدريب ثلاثة اختصاصيين من هذا القسم. وأوضح الطبيب الإماراتي، أن الحالات التي أجرى لها عمليات زراعة قوقعة في المرة الماضية كانت ممتازة، وقال: «لم تمر عليّ حالات يعود اليها السمع بهذه السرعة خلال تسعة أشهر، هناك ثلاثة أطفال ينطقون جملاً من أربع كلمات، ويصعب في الكثير من الحالات أن ينطق أطفال خلال هذه الفترة، كما ان هناك العديد من الحالات تمكنت من إعادة كلمات كثيرة». وأجرى الهاجري خلال هذه الزيارة عمليات في غزة تحتاج إلى علاج في الخارج، مثل عملية تبديل عظمة الركاب، التي تحدث نتيجة إصابة هذه العظمة بالتكلس، فيما أحضر معه خلال هذه الزيارة قطع غيار وسماعات وأجهزة وإبراً تكفي لسنة مقبلة،
وقال الطبيب الإماراتي: «سأعود خلال ثلاثة أو أربعة أشهر، سواء توافرت القواقع أو لم تتوافر، لمتابعة الحالات التي زرعت لها قواقع، وتدريب الكوادر الطبية في غزة، والتحضير لمركز علاج الصم».
وبين أن المرة الماضية كان الدخول إلى غزة عن طريق الهلال الأحمر الإماراتي، الذي تبرع بالقواقع إلى جانب مؤسسة دار البر الخيرية في دبي، ومؤسسة زايد الخيرية، ومؤسسة الشيخ عيد الخيرية في قطر، أما المرة الثانية فكان الدخول عن طريق الهلال الأحمر القطري ومنظمة الصحة العالمية. فيما تبرعت مؤسسة الشيخ عيد الخيرية بـ30 قوقعة، أما بقية القواقع فتبرعت بها جهات خيرية من دبي وقطر، بالإضافة إلى تاجر من بنغلاديش وتاجر من اليونان، وسيدة من الكويت، وذلك بحسب الهاجري. وفي ما يتعلق بمرض الصمم في فلسطين، أوضح الطبيب الإماراتي أن نسبة الصم في فلسطين هي الأعلى في العالم نسبة إلى عدد السكان، إضافة إلى أن كل أسبابه مجتمعة، وأهمها أصوات الصواريخ والانفجارات والحروب، إضافة إلى الأسباب الطبيعية كزواج الأقارب والتهاب السحايا والأعمال الوراثية.
عطاء إنسان
من جهة أخرى، اعتبر الدكتور حسين عاشور، اختصاصي أذن وأنف وحنجرة، مدير مجمع الشفاء الطبي، أن ما يقوم به الدكتور الهاجري هو عطاء من إنسان إلى شعب بحاجة إلى من يساعده ويقف الى جانبه، إذ إنه أسهم في إيجاد مركز صيانة وتأهيل وبرمجة لأجهزة القواقع. وقال عاشور لـ«الإمارات اليوم»: «كان الهاجري يعمل بشكل متواصل داخل غرفة العمليات، وكان يعمل من الصباح الباكر حتى بعد منتصف الليل، حتى يفي بوعده لزراعة القواقع وإعادة السمع الى اطفال غزة، وفي بعض المرات عمل أكثر من 36 ساعة متواصلة، فيما كان يجمع الصلوات، ويؤثر العمل على تناول الطعام.