صدامات بين شماليين وجنوبيين في الخرطوم
استخدمت شرطة مكافحة الشغب، أمس، عصياً لتفريق نحو 40 شخصاً من مؤيدي استقلال جنوب السودان، بعد صدامات في الخرطوم مع متظاهرين شماليين يؤيدون وحدة البلاد، في استعراض علني نادر للانقسامات المتزايدة جراء الاستفتاء الوشيك على انفصال الجنوب، فيما أكد وزير الخارجية علي كرتي رفض الحكومة الحرب والتدخلات الخارجية.
وظهرت مجموعة من 40 جنوبياً يلوّحون بلافتات ويرددون شعارات تدعو إلى الاستقلال عند تجمع حاشد يشارك فيه 2000 شخص للتضامن مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير، والذي يتزامن موعده مع زيارة مبعوثين من مجلس الامن إلى العاصمة السودانية الخرطوم. وقال شهود إن المحتجين الجنوبيين، وكان معظمهم يرتدي قبعات وقمصاناً برتقالية اللون، وصلوا الى التظاهرة وهم يرددون هتافات تدعو إلى الاستقلال. واقترب مؤيدون للوحدة من الجنوبيين في وسط الخرطوم وطالبوهم بالمغادرة، وتقدموا صوبهم. وقال شهود إن شرطة مكافحة الشغب ضربت الجنوبيين بقبضاتهم وبالهراوات واعتقلت بعضهم. وضرب مسؤولون أيضاً ثلاثة غربيين من بينهم صحفيان، بعد أن طلبوا منهم مغادرة المكان.
وكان من المقرر أن يجتمع مبعوثو مجلس الامن، وبينهم سوزان رايس، سفيرة الولايات المتحدة لدى الامم المتحدة، مع وزير الخارجية السوداني علي كرتي في جزء آخر من وسط الخرطوم، في التوقيت نفسه الذي وقع فيه الاحتجاج. من جانبه، أعلن وزير الخارجية السوداني امام سفراء الامم المتحدة، أن بلاده لا تريد الحرب، لكنها لن تقبل نتيجة الاستفتاء المقبل حول تقرير مصير الجنوب اذا حصلت تدخلات. وصرح الوزير علي كرتي أمام وفد السفراء الذي أنهى جولة من أربعة أيام في السودان، «إننا لا نريد الحرب». وأكد كرتي التزام بلاده بإجراء الاستفتاء في موعده المحدد، أي التاسع من يناير، لكنه حذر من ان بعض التفاصيل يجب ان تحسم لاسيما في استفتاء ابيي. وقال للدبلوماسيين «اننا لا نريد أي تدخل في الاستفتاء، وهذا شرطنا الوحيد لقبول نتائج الاقتراع». على صلة توقع المبعوث الأميركي السابق إلى السودان، أندرو ناتسيوس، تأجيل الاستفتاء، نتيجة بطء سير التحضيرات اللوجستية لعمليات الاقتراع، إلى جانب بعض المشكلات الأخرى. من جهة اخرى، قال دبلوماسيون، امس، إن رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير، طلب من مبعوثي مجلس الامن الدولي نشر قوات حفظ سلام على طول الحدود بين شمال السودان وجنوبه، قبل استفتاء الجنوب. وصرح دبلوماسي لـ«رويترز»، طالباً عدم ذكر اسمه، «طلب سلفاكير نشر قوات حفظ سلام تابعة للامم المتحدة على الحدود بين الشمال والجنوب»، وأضاف أن الطلب قدم خلال اجتماع في جوبا عاصمة الجنوب يوم الاربعاء. وقال ستجري دراسة الطلب، لكن مبعوثي الامم المتحدة لم يتعهدوا بأي شيء لكير. وأكد دبلوماسي آخر مع وفد مجلس الامن الزائر التقرير. وتأتي أنباء الطلب الذي تقدم به كير وسط تزايد التوتر على طول الحدود غير المرسمة جيداً. وتبادل زعماء الشمال والجنوب الاتهامات بحشد قوات هناك.