كوريا الشمالية تستعرض قوتها وتظهر الوريث المرجح للسلطة
أظهرت كوريا الشمالية أمس، إلى العالم في بث تلفزيوني نادر، الوريث المحتمل للسلطة كيم جونغ أون الذي حضر الى جانب والده الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل عرضاً عسكرياً ضخماً في بيونغ يانغ بمناسبة الذكرى الـ 65 لتأسيس الحزب الشيوعي الحاكم. فيما عثر على هوانغ جانغ يوب الذي يعد أرفع مسؤول كوري شمالي فر من بلاده ميتاً داخل منزله في كوريا الجنوبية.
ووقف كيم جونغ أون الذي يعتقد ان عمره 27 عاماً، الى جانب والده على منصة العرض مصفقاً وموجهاً التحية لآلاف الجنود المشاركين في العرض الى جانب دبابات وآليات تحمل صواريخ وأسلحة اخرى.
والعرض العسكري الذي يعتبر احد أضخم العروض التي تنظم في هذه الدولة الشيوعية المنعزلة منذ سنوات، اتاح للعديد من الكوريين الشماليين رؤية أون الذي يرجح ان يخلف والده في السلطة. وتمت دعوة بعض الصحافيين الاجانب.
وقالت وكالة انباء «يونهاب» الكورية الجنوبية التي ترصد عادة وسائل الاعلام الكورية الشمالية، انه كان البث المباشر الاول لعرض عسكري في كوريا الشمالية. وصعد أون هرم السلطة في اواخر سبتمبر الماضي مع ترقيته الى رتبة جنرال بأربع نجوم وتوليه مناصب بارزة اخرى في الحزب الحاكم.
ونظمت كوريا الشمالية العرض العسكري أمس، في مناسبة ذكرى تأسيس الحزب الحاكم، لكن يبدو أن الهدف من وراء ذلك هو التركيز على مرحلة الخلافة في السلطة. وكان كيم جونغ إيل تولى السلطة خلفاً لوالده مؤسس الجمهورية كيم ايل-سونغ الذي توفي عام .1994
وقد أصيب الزعيم الكوري الشمالي بجلطة قبل سنتين ومنذ ذلك الحين بدأ كما يبدو تسريع عملية انتقال السلطة رغم انه ليس هناك بوادر عن عزمه التنحي في مستقبل قريب.
وبالنسبة للعالم الخارجي، يبقى الغموض يحيط بشخصية أون الذي تلقى دروسه في سويسرا. وحتى أواخر سبتمبر، لم تتداول اي وسيلة اعلام رسمية اسمه كما لم تنشر له اي صورة من قبل. وكوريا الشمالية في خلاف مع الغرب بسبب اسلحتها النووية.
وتوعد رئيس هيئة اركان الجيش ري يونغ-هو في خطاب القاه خلال العرض العسكري باستخدام السلاح النووي في سبيل الدفاع عن النفس «اذا اعتدى الامبرياليون الاميركيون وأتباعهم على سيادة وكرامة البلاد»، كما افادت وكالة الانباء الرسمية الكورية الشمالية.
وقال بايك هاك-سون من معهد سيجونغ للأبحاث في كوريا الجنوبية إن الدعوة غير العادية لوسائل الاعلام الاجنبية لحضور العرض «هي محاولة لاظهار الزعيم المقبل علناً الى العالم الخارجي».
وأضاف أن «كوريا الشمالية تحاول ارساء صورة أون كزعيم من الجيل الجديد لديه توجهات دولية اكثر ورغبة اكبر في الاتصال مع العالم الخارجي».
والعرض شمل الجيش وسلاحي البر والبحرية الى جانب قوات الامن الداخلي.
من ناحية أخرى، أكد متحدث باسم شرطة سيؤول وفاة هوانغ (87 عاماً)، لكن من دون اعطاء تفاصيل، بعدما كانت محطة «واي تي ان» اشارت الى وفاته. وتحدثت تقارير اعلامية عن وفاة ناجمة عن اسباب طبيعية.
وكانت «واي تي ان» ذكرت نقلاً عن مصادر استخباراتية ان هوانغ جانغ-يوب وجد ميتاً داخل حمام منزله، اثر تعرضه لنوبة قلبية كما يبدو.
وشغل هوانغ سابقاً منصب سكرتير حزب العمال الحاكم في بيونغ يانغ برئاسة كيم جونغ-ايل، قبل ان يفر من بلاده عام 1997 خلال زيارة الى الصين.
وبقي محل اقامته طي الكتمان. وسبق ان تلقى تهديدات عدة بالقتل. وذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية ان الشرطة تعتقد ان وفاة هوانغ ناجمة عن اسباب طبيعية لأن حارسه الأمني كان نائماً في منزل هوانغ، وليس هناك اي مؤشرات تدل على اقتحام المنزل بالقوة. وقالت إنه سيتم اجراء تشريح للجثة.