مقتل جندي «أطلسي» و10 مدنيين أفغان بينهم طفلان

كرزاي يخفّف شروطه في محادثات السلام

عناصر من فرقة طبية أميركية يسعفون جندياً أصيب بانفجار عبوة ناسفة في إقليم قندهار. أ.ف.ب

قال العضو في المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان، النائب عطا الله لودين، إن الرئيس الافغاني حامد كرزاي لم يعد يتمسك بالشروط التي وضعها لاجراء محادثات سلام مع «طالبان»، وانه خول المجلس الجديد المكلف ببدء المفاوضات سلطة كاملة. فيما قتل أمس جندي من قوات حلف شمال الأطلسي في انفجار داخل طائرة هليكوبتر تابعة للحلف بعد هبوطها شرق أفغانستان، بينما قتل 10 مدنيين في هجوم صاروخي وانفجار جنوب وشرق أفغانستان.

وتراجع كرزاي عن الشروط الصعبة التي وضعها لبدء المحادثات مع المسلحين، وعلى رأسهم حركة طالبان، بعد أن طالب دوماً بان تنبذ «طالبان» والجماعات المتشددة الاخرى العنف، وتنبذ «القاعدة»، وان تقر الدستور الافغاني الجديد، وتلقي السلاح قبل بدء محادثات السلام. لكن لدى افتتاح المجلس الاعلى للسلام، قال كرزاي إن حكومته لن تتدخل في قرارات المجلس، بينما يسعى الى بدء المحادثات.

وفسر لودين تصريحات كرزاي على انها تراجع عن مطالبه التي طالما تمسك بها. وقال إن «الشروط السابقة كانت الى حد ما قاسية وصارمة. لقد أعطى المجلس سلطة غير مشروطة هذه المرة».

وأضاف «في السياسة يحدث هذا اللين. وهذا الاقتراح من جانب فخامته. كرزاي هو حكيم جداً ان يعطي المجلس الاعلى للسلام السلطة الكاملة».

ورفض وحيد عمر المتحدث باسم كرزاي، التعليق على تفسير لودين لتصريحات كرزاي، واكتفى بالقول إن الحكومة تحترم استقلال المجلس، لكنها ستعمل على ضمان ألا تبدد تحركاته ما أنجز في الآونة الاخيرة.

وأضاف عمر أن الحكومة ستدرس اي قرار يتخذه المجلس لنضمن ان نحتفظ بالمكاسب التي تحققت خلال السنوات التسع الماضية.

وهاجمت «طالبان» المجلس، ووصفت رئيسه برهان الدين رباني، وهو رئيس أفغاني سابق، بأنه عقبة في طريق السلام.

لكن لودين الذي شارك من قبل في محادثات مع بعض المتشددين قال إن بعض اللين من جانب كرزاي قد يدفع «طالبان» الى تقديم بعض التنازلات.

وأضاف أن القوات الاجنبية ستنسحب في نهاية المطاف من البلاد، و«طالبان» بحاجة الى ان تتفق مع كابول على خطة ما بعد الانسحاب.

وقال: «نأمل ان تأتي (طالبان) بشروطها. ونحن في المجلس سنناقشها مهما كانت صارمة بشأن انسحاب القوات الاجنبية».

إيطاليا تبدأ سحب قواتها من أفغانستان الصيف المقبل

 

قال وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني، أمس، إن بلاده يمكنها أن تبدأ في سحب القوات من أفغانستان الصيف المقبل، بعد أن شيّعت البلاد أربعة من جنودها قتلوا في هجوم للمسلحين مطلع الاسبوع.

وتعرضت حكومة رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني لضغوط جديدة من جانب المعارضة لسحب القوات، بعد الخسائر التي أعادت فتح النقاش بشأن ما اذا كانت المهمة الافغانية قد تحولت الى حرب أخرى في الخارج.

وأضاف فراتيني لصحيفة «لا ريبوبليكا» ذات الميول اليسارية «أريد ان أؤكد لأسر جنودنا الذين ماتوا ميتة الأبطال أن هناك خطة سياسية لافغانستان، وأن أحبابهم لم يرسلوا الى هزيمة مؤكدة في مهمة مستحيلة». وأكد أن ايطاليا وهي من بين أكبر المساهمين الاوروبيين في قوة يقودها حلف شمال الاطلسي في افغانستان ستخفض قواتها بالتنسيق مع الحلفاء.

وقال إن الاجتماع المقرر في لشبونة في نوفمبر المقبل، سيكون مهماً لمناقشة نقل السلطة الامنية للقوات الافغانية.

وأضاف «في توقيت لم يتقرر بعد سيبدأ سحب القوات تدريجياً في صيف ،2011 بنيّة استكماله بحلول 2014». وأشار إلى أن البرلمان سيقرر ما اذا كانت الطائرات الايطالية ستزود بالقنابل لدعم الجنود، وهي خطة مثيرة للجدل، إذ تعتبر المهمة في أفغانستان انسانية.

روما ــ رويترز

وحذر لودين ايضاً من ان المحادثات قد تتعطل، اذا أصرت الدول الغربية على الشروط التي كررها دوماً كرزاي، أو اذا رفض اي قرارات للمجلس تتعارض معها.

وقال المبعوث الاميركي ريتشارد هولبروك، في برلين، أول من أمس، إن اي محادثات يجب ألا تتجاوز «الخطوط الحمراء» والتي تتماشى بشكل عام مع شروط كرزاي. وأكد لودين أن تعاون باكستان مهم لإنهاء الصراع، إذ ساندت إسلام اباد بعض الجماعات المتشددة ووفرت ملاذاً آمناً لـ«طالبان».

من ناحية أخرى، قالت القوة الدولية المساعدة على إرساء الأمن في أفغانستان (إيساف) التي يقودها حلف الاطلسي ان انفجاراً داخل طائرة هليكوبتر تابعة للحلف تسبب في سقوط قتيل واصابة سبعة، بعد هبوط الطائرة في شرق أفغانستان. وقال متحدث باسم (إيساف) إن قوات امن افغانية وافراداً من (إيساف) كانوا على متن الطائرة من طراز تشينووك، ولكنه أحجم عن ذكر جنسية الضحية. وذكر المتحدث ان المصابين السبعة من القوة الدولية ونقلوا إلى منشأة طبية تابعة للقوة للعلاج. وكانت القوة ذكرت في بيان سابق ان اثنين قتلا واصيب .10 وكان هناك 26 شخصاً على متن الطائرة وقت الانفجار الذي وقع في قاعدة صغيرة قرب الحدود الباكستانية. وقالت قوة المعاونة إن سبب الانفجار لم يعرف بعد. وفي كابول قالت وزارة الداخلية إن مسلحين يشتبه في انتمائهم لـ«طالبان» أطلقوا صاروخاً أصاب مركبة خلال سيرها في منطقة يحيى خيل في إقليم باكتيكا في شرق البلاد، ما أدى إلى مقتل ستة أشخاص هم طفلان وسيدة وثلاثة رجال. وفي حادث آخر قال المتحدث باسم حاكم إقليم زابل، محمد جان رسول يار، إن أربعة مدنيين قتلوا بانفجار قنبلة كانت مزروعة على جانب طريق في مركبتهم في منطقة شاه جوي.

تويتر