إنقاذ أول دفعة من عمّال المناجم في تشيلي
تواتر وصول المجموعة الأولى من العمال الـ33 المحاصرين منذ أكثر من شهرين في عمق منجم في تشيلي الى السطح أمس في كبسولة انقاذ مصنعة خصيصاً لهذا الغرض.
وأخذ العمال الـ12 الذين وصلوا الى السطح يقفزون في الهواء ويلوّحون بقبضاتهم ويعانقون احباءهم، وانفجر الاقارب والاصدقاء يصيحون في فرحة لدى وصول أول الناجين وهو أب لطفلين. ووصل فلورينسيو افالوس الى السطح واستنشق الهواء أول مرة منذ 69 يوماً بعد حادث مأساوي وقع على عمق 652 متراً تحت سطح الارض.
وبعد ان عانقه وقبّله الاقارب بدا افالوس بصحة جيدة بعد رحلة سالمة الى السطح استمرت 16 دقيقة. ثم عانقه بعد ذلك الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا، الذي أمر بإصلاح أنظمة السلامة بالمناجم. وكان الناجي الثاني هو العامل ماريو سيبولفيدا، الذي علت صرخاته الفرحة، وصعدت الى السطح قبل ان يخرج ضاحكاً من كبسولة الانقاذ لتحيط به ضحكات أقاربه الذين كانوا ينتظرونه.
وفور ان خرج من الكبسولة فتح حقيبة صفراء كان يحملها وأخرج منها تذكارات من صخور المنجم ودسّ واحدة بقوة في يد الرئيس التشيلي، وأخذ يحتضن كل من يقابله. ثم وصل الى السطح العاملان الثالث والرابع.
وتوالى خروج العمال تباعا. واختبرت فرق الانقاذ بنجاح من قبل كبسولة الانقاذ التي ترفعهم الى السطح.
وقال وزير التعدين لورانس جولبورن، يوم الإثنين، للصحافيين ان القفص الذي صمم خصيصاً على شكل رصاصة أُنزل بالكامل تقريباً بطول عمق منفذ الخروج دون اي عوائق.
واضاف انه فور البدء في عملية الاجلاء ستستغرق عملية رفع العمال الى اعلى من داخل المنجم المنهار الواقع على مسافة نصف ميل تحت الارض 48 ساعة.
وظل عمال المنجم محاصرين وسط الظلام في المنجم منذ انهياره في الخامس من اغسطس، وهو منجم للذهب والنحاس في صحراء أتاكاما.
واطلق على كبسولة الانقاذ اسم «فينكس» نسبة الى طائر الفينيق الاسطوري.
وكان البيت الابيض أعلن ان الرئيس باراك اوباما «يصلّي» لنجاح عملية انقاذ 33 عامل منجم عالقين منذ اكثر من شهرين في منجم بشمال تشيلي. وجاء في بيان للبيت الابيض باللغتين الانجليزية والاسبانية «افكارنا وصلواتنا هي مع العمال الشجعان وعائلاتهم ومع الرجال والنساء الذين يعملون بقوة من اجل انقاذهم».
وأضاف اوباما «بما ان عملية الانقاذ لن تنتهي قريباً وان عملاً صعباً مازال بالانتظار، فنحن نصلي كي يتمكن العمال بنعمة الله من الخروج سالمين من المنجم والعودة الى عائلاتهم سريعاً». وأوضح «نحن بالاضافة الى ذلك فخورون بجميع الاميركيين الذين عملوا مع اصدقائنا التشيليين على الارض وقيامهم بكل ما يمكنهم القيام به من اجل عودة العمال الى منازلهم».