رئيسة إيرلندا سابقاً روبنسون (يسار) والناشطة الهندية إيلا بهات والموفد الأممي سابقاً الإبراهيمي في غزة ضمن وفد الحكماء. أ.ف.ب

الاحتلال يوسّع مستوطنات الضفة متجاهلاً الإدانات

شرعت جرافات وآليات قوات الاحتلال الإسرائيلي، أمس، بأعمال توسعة في مستوطنة مقامة على أراضي بلدة يعبد جنوب جنين في الضفة الغربية المحتلة، غداة الإعلان عن المناقصات لبناء وحدات استيطانية جديدة في القدس المحتلة، والتي قوبلت بإدانات دولية واسعة، في حين وصل وفد من «الحكماء» إلى غزة للدعوة إلى رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، وسط حديث ومؤشرات إلى قرب اندلاع انتفاضة ثالثة «مدنية ومعولمة».

وتفصيلاً، أفاد شهود عيان فلسطينييون، بقيام جرافات وآليات قوات الاحتلال الإسرائيلي بأعمال توسعة في مستوطنة شاكيد المقامة على أراضي بلدة يعبد جنوب جنين في الضفة الغربية المحتلة، وتزامن التصعيد الجديد مع إدانة دول مجلس التعاون الخليجي امس بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس المحتلة.

وقال الأمين العام للمجلس عبدالرحمن العطية في بيان «أكدنا مرارا وتكرارا، وبما لا يدع مجالاً للشك، أن مثل هذه الخطوات والعبث الإسرائيلي لا يترك مصداقية لأي عمل من شأنه الإسهام في مصلحة كل الأطراف لتحقيق السلام الشامل». وأعربت فرنسا عن خيبتها العميقة من استئناف الحكومة الاسرائيلية الاستيطان في القدس داعية الى العدول عن هذا القرار، بحسب ما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية. كما دانت وزارة الخارجية المصرية الإجراء الذي قامت به الحكومة الإسرائيلية بطرح مناقصة لبناء 238 وحدة استيطانية جديدة في القدس المحتلة، واصفة هذه الخطوة بالاستفزازية. وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، السفير حسام زكي إنه يبدو أن الجانب الإسرائيلي يتراجع يوما بعد يوم عن تنفيذ التزاماته وتعهداته في جهود تحقيق السلام، وأنه بات يفضل بوضوح، زيادة وتيرة نشاطه الاستيطاني الاستعماري فوق الأراضي الفلسطينية المحتلة، على الانخراط الجاد في التفاوض من أجل تسوية النزاع بشكل نهائي.

كما دان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلي بشدة مصادقة الحكومة الإسرائيلية على بناء الوحدات الاستيطانية الجديدة في القدس المحتلة، واعتبر اوغلي أن هذه الخطوة استفزازية وتشكل استهتاراً بإرادة المجتمع الدولي.

من جهتها، أكدت اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية امس انها ستدرس بعمق كل الخيارات المطروحة في ظل تعثر المفاوضات المباشرة مع اسرائيل، ومنها خيار التوجه الى الامم المتحدة ومجلس الامن، مشيرة ايضا الى ضرورة مواصلة العمل لإنهاء ملف المصالحة الوطنية الفلسطينية. وتلا أمين سر اللجنة ياسر عبدربه بيانا عقب اجتماعها برئاسة الرئيس محمود عباس في مقر الرئاسة في رام الله، جاء فيه ان اللجنة ستدرس وبعمق جميع الخيارات المطروحة في ظل تعطل العملية السياسية واصرار اسرائيل على الجمع بين استمرار الاستيطان وبين ما يسمى المفاوضات المباشرة.

على صعيد آخر، وصل وفد من الحكماء أمس إلى غزة للدعوة إلى رفع الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، ودخل الوفد الذي يضم رئيسة ايرلندا سابقاً ومفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان سابقاً ماري روبنسون، والناشطة الهندية لحقوق النساء ايلا بهات، ووزير الخارجية الجزائري وموفد الأمم المتحدة سابقاً الأخضر الإبراهيمي إلى قطاع غزة من معبر رفح قادماً من مصر.

من جهة أخرى، رأى أكاديميون ومحللون فلسطينيون مؤشرات إلى قرب اندلاع انتفاضة فلسطينية جديدة، لكنها في رأيهم انتفاضة تختلف عن سابقتيها كونها «انتفاضة مدنية معولمة». وقال رئيس مؤسسة مواطن لدراسة الديمقراطية جورج جقمان، خلال مؤتمر في رام الله بالضفة الغربية، حول إمكان اندلاع انتفاضة جديدة يشارك فيها عشرات الأكاديميين والحقوقيين، إن هناك مؤشرات إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة تختلف عن الانتفاضتين السابقتين في 1987 و.2000 وأضاف ان المؤشرات المحلية والإقليمية والدولية تشير إلى انتفاضة يمكن وصفها بأنها انتفاضة مدنية معولمة.

بدوره قال المحلل السياسي والأستاذ المحاضر في جامعة بيرزيت، سميح شبيب لوكالة فرانس برس، «هناك مؤشرات اذا جمعناها مع بعضها بعضاً، نلحظ اننا بالفعل اليوم امام مؤشر نحو انتفاضة مدنية معولمة». وأضاف «هناك تململ دولي من إسرائيل، وهناك مثلاً سفن شريان الحياة الدولية التي حاولت الوصول الى غزة، وأيضا الدعوات التي تطلق في مختلف انحاء العالم لمقاطعة اسرائيل، هذه كلها مؤشرات، لكنها لم ترتقِ بعد الى وصفها بالانتفاضة». ودعا أكاديميون وسياسيون، من بينهم المفوض العام للهيئة المستقلة لحقوق الإنسان الفلسطينية ممدوح العكر، والمحلل السياسي هاني المصري، الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى فتح حوار غير تقليدي مع المؤسسات الفلسطينية، لمواجهة حالة الجمود السياسي الحالية.

الأكثر مشاركة