محمد عبدالله محمد: أميركي «يحكم» الصومال
قوبل تعيين الرئيس الصومالي شريف شيخ أحمد للدبلوماسي الصومالي السابق محمد عبدالله محمد، رئيساً جديداً للوزراء بكثير من اللامبالاة من الصوماليين الذين مازالت الحرب الأهلية تعصف ببلادهم وتحرمهم أدنى مقومات الاستقرار في حياتهم اليومية.
وجاء تعيين محمد الذي يحمل الجنسية الأميركية لعمر عبدالرشيد شرماركي، الذي قدم استقالته منذ نحو ثلاثة أسابيع بعد خلافات عميقة ومتشعبة مع الرئيس شريف الذي وصف محمد بأنه «الرجل المناسب الذي سيتعامل مع الوضعية الصعبة التي تعيشها البلاد».
وبعد مصادقة البرلمان الصومالي على تعيين محمد الحاصل على الماجستير في العلوم السياسية من إحدى الجامعات الأميركية، سيباشر رئيس الوزراء الجديد خطواته واتصالاته لتشكيل حكومته الجديدة ليعرضها على البرلمان للمصادقة عليها.
وبعد تعيينه كشف محمد عبدالله عن بعض الملامح الرئيسة لبرامج عمله حينما قال إن أولويته هي تحقيق الأمن ومواجهة المسلحين الذين قال انهم يقفون وراء إراقة الدماء في الصومال، وذلك إما بقتالهم أو بالمصالحة معهم إن كانوا مستعدين لذلك، وهو ما يعني مواصلة القتال ضد المسلحين مع ابقاء الباب مفتوحاً للتفاوض معهم. وطبقاً لمقربين واصدقاء فإن نمط الحياة الأميركية الذي عاشه رئيس الوزراء الجديد لسنوات أكسبه روحاً براغماتية وعملية ليبرالية وقدراً كبيراً من الانفتاح في الحوار. ويجمع محللون سياسيون في مقديشو على أن رئيس الوزراء الجديد المولود في العاصمة الصومالية عام ،1962 وشغل منصب مراقب مالي في السفارة الصومالية بواشنطن عام ،1985 وتنقل بين مناصب في منظمات حقوقية، يواجه مهمة صعبة وعويصة في تحقيق الاستقرار واخراج الصومال من دوامة الحرب التي تعصف به من خلال خطوات صغيرة تبدأ بتوسيع نطاق عمل المحصور حالياً في جزء من العاصمة مقديشو. وحاول مسلحو حركة الشباب الذين يستلهمون نهج «القاعدة» وجماعة مسلحة اصغر هي «حزب الإسلام»، السيطرة على الكثير من مناطق العاصمة وأجزاء كبيرة من وسط الصومال وجنوبه. كما حاولوا مراراً الإطاحة بالرئيس الصومالي، لكن الذي منعهم من ذلك قوة الاتحاد الإفريقي البالغ قوامها 7200 جندي، التي تتولى حماية المباني والمواقع الرئيسة في مقديشو.
ويرى استاذ العلوم السياسية بجامعة قطر أفيار عبدي ألمي، انه يأمل أن يساعد الماضي الشخصي لعبدالله محمد وعمره الصغير نسبياً، في اعادة تنظيم الحكومة من خلال منظور جديد «وآمل ان يشكل حكومة صغيرة وفعالة، فلديه فرصة جيدة جداً لتحقيق تأثير إيجابي».
ويقول زعيم محلي يدعى حسن محمد، إن أصول محمد الجنوبية قد تساعده في اقناع بعض العناصر المسلحة من الجنوب بالانضمام إلى الحكومة.
وبعد أن استكمل دراسته في ولاية نيويورك، حصل محمد على الجنسية الأميركية، وعمل موظفً في بلدية مدينة بوفالو في منطقة اريك، وطبقا لوزارة الاعلام الصومالية فإن محمد المنحدر من منطقة جدو جنوب الصومالي يحمل شهادة الماجستير في العلوم السياسية، ويعمل حالياً في مهنة التدريس، وهو متخصص في ادارة المشروعات وحل النزاعات، كما انه ينتسب الى عشيرة دارود المتفرعة من قبيلة ماريهان، وعاش لسنوات في الولايات المتحدة.