7 قتلى في هجوم استهدف البرلمان الشيشاني
هاجم أربعة أشخاص من المتمردين الشيشان، أمس، مبنى البرلمان الشيشاني في غروزني، في عملية جريئة، وقتلوا ثلاثة اشخاص قبل أن يلقوا حتفهم بتفجير أنفسهم أو قتلهم بأيدي قوات الأمن. فيما أصدر القضاء الروسي مذكرة توقيف دولية بحق الزعيم الانفصالي الشيشاني احمد زكاييف اللاجئ في لندن.
ووقع الهجوم في الجمهورية الروسية في الواقعة في القوقاز، التي لم تتمكن موسكو في بسط السلم فيها بشكل نهائي.
أبرز اعتداءات حركات التمرد في القوقاز يندرج هجوم أمس الذي استهدف مقر البرلمان الشيشاني في غروزني، في اطار سلسلة طويلة من عمليات تشنها حركة التمرد في القوقاز الروسي، اذ لم تفلح موسكو في ارساء السلم على الرغم من حربين منذ .1994 وفي ما يلي ابرز تلك الاعتداءات التي تبنتها حركات التمرد او نسبت اليها منذ بداية حرب الشيشان الثانية سنة 1999: أغسطس 1999: داغستان: مئات المقاتلين يهاجمون داغستان مخلفين مئات القتلى. سبتمبر 1999 موسكو: خمسة اعتداءات على مبانٍ تخلف نحو 100 قتيل. 19 أغسطس 2002: الشيشان: اسقاط مروحية روسية، 121 قتيلاً. 23 اكتوبر 2002: موسكو: مجموعة مسلحة تحتجز 800 شخص في مسرح دوبروفكا وتنتهي العملية بسقوط 129 قتيلاً بين الرهائن اثر هجوم القوات الروسية. 27 ديسمبر 2002: الشيشان: 83 قتيلاً في اعتداء انتحاري في غروزني. 5 يوليو 2003: موسكو: 15 قتيلاً في اعتداء انتحاري خلال حفل موسيقي. 1أغسطس2003: أوسيتيا الشمالية: 50 قتيلاً في اعتداء انتحاري بشاحنة ملغمة على مستشفى عسكري. 6 فبراير2004: موسكو: 41 قتيلاً في اعتداء استهدف المترو. 9 مايو 2004: غروزني: مقتل الرئيس الشيشاني أحمد قديروف في اعتداء. 22 يونيو 2004: أنغوشيا: 200 متمرد يهاجمون نزران: 88 قتيلاً معظمهم من الشرطيين والعسكريين. 23 اغسطس2004: امرأتان انتحاريتان تفجران طائرتين، 89 قتيلاً. 1 سبتمبر 2004: أوسيتيا الشمالية: كوماندوز يحتجز 1000 شخص طوال ثلاثة ايام في مدرسة ببسلان. سقوط اكثر من 330 قتيلا، منهم 186 طفلا بعد هجوم القوات الروسية المثير للجدل. 13 أكتوبر2005: كاباردينو بلكاريا: متمردون يهاجمون نالتشيك. قتل 92 مسلحاً و33 من قوات الأمن و12 مدنياً. 17 اغسطس2009: أنغوشيا: 24 قتيلاً في اعتداء انتحاري ضد الشرطة الأنغوشية. 27 نوفمبر 2009: انفجار عبوة يتسبب في خروج قطار موسكو سان بطرسبورغ عن سكته ومقتل 39 شخصاً. 29 مارس2010: موسكو: اعتداء انتحاري مزدوج في المترو وسقوط 40 قتيلا. 9 سبتمبر2010: أوسيتيا الشمالية: 16 قتيلاً في اعتداء بالسيارة المفخخة في فلاديقوقا. غروزني ــ أ.ف.ب |
وقالت وكالات الأنباء الروسية عن لجنة مكافحة الإرهاب إن أربعة اشخاص مجهولين دخلوا البرلمان، وفجّر اثنان منهما نفسيهما في المبنى فقُتلا»، واضافت ان «اثنين آخرين علقا في الطابق الأول وتم القضاء عليهما».
وقالت لجنة التحقيق في النيابة العامة، الروسية والشيشانية، ان ثلاثة متمردين فجّروا انفسهم في البرلمان، وأضافت أن شرطيين يحرسان البرلمان ومدنياً قتلوا واصيب 17 آخرون بجروح. وكانت حصيلة سابقة لوزارة الداخلية اشارت الى سقوط اربعة قتلى، واعلنت الحكومة الشيشانية انها تمكنت من «تصفية» المهاجمين.
ونقلت وكالة «انترفاكس» عن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، قوله «ان عملية تصفية المهاجمين وتحرير النواب والموظفين استغرقت ما بين 15 و20 دقيقة»، وأضاف ان جميع النواب احياء وتم اخلاؤهم من موقع البرلمان وهم في امان. وتباحث قديروف مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الذي كان شن في 1999 الحرب الثانية في الشيشان.
وهنأ وزير الداخلية الروسي رشيد نور غالييف، الموجود منذ الاثنين في غروزني، قوى الأمن الشيشانية، بحسب وكالة ايتارتاس الرسمية، معتبراً ان«وزارة الداخلية الشيشانية تصرفت بشكل مهني». واكد ان الشيشان «مستقرة وآمنة». وكان الوزير اقر في سبتمبر الماضي، بأن الوضع يزداد «تعقيداً» في هذه الجمهورية القوقازية الروسية.
من جهته، اكد المتحدث باسم رئيس البرلمان سليم ياخيخانوف، الذي كان موجوداً في المبنى عند وقوع الهجوم، أنه تمت تصفية جميع الإرهابيين.
وأضاف «سمعنا عند الصباح اطلاق نار في الساحة، وأدركنا ان هناك محاولة لأخذنا رهائن، صعدنا للاحتماء في الطابق الثالث حيث بقينا حتى نهاية العملية».
وهذه العملية التي شنها المتمردون في الشيشان في اطار حركتهم المستمرة في منطقة القوقاز الروسي، ولم تتمكن موسكو من انهائها منذ اكثر من 15 عاماً، هي الأكبر منذ هجومهم نهاية اغسطس، على القرية التي ولد فيها الرئيس الشيشاني.
وفي موسكو اعلنت النيابة العامة، أمس، ان القضاء الروسي اصدر مذكرة توقيف دولية بحق زكاييف اللاجئ في لندن.
واوضحت النيابة انه بموجب هذه المذكرة الجديدة فان «زكاييف ملاحق بسبب اختبائه من العدالة خارج روسيا».
واضافت أنه «في 2001 كان زكاييف موضع مذكرة توقيف دولية، لكن منذ ذلك الحين تغير عدد الجرائم التي يتهم بها بشكل كبير»، ما اقتضى «إضافة الى تغير القوانين الروسية؛ اصدار مذكرة جديدة».
ويحظى زكاييف المعروف باعتداله والمتحدث باسم الرئيس الشيشاني الانفصالي اصلان مسخادوف، الذي قتل في عام ،2005 بوضع لاجئ في بريطانيا وهو متهم بارتكاب انشطة «إرهابية» من قبل موسكو التي تطالب باستلامه، وكان تم توقيفه في 17 سبتمبر الماضي في بولندا، حيث قدم للمشاركة في مؤتمر دولي لأنصار استقلال الشيشان. غير ان محكمة بولندية قررت الإفراج عنه في اليوم نفسه. وبعد الحرب الأولى في الشيشان (1994-1996) بين القوات الروسية والقوات الاستقلالية، تنامى التوجه الإسلامي للتمرد الذي لم يقتصر على الأراضي الشيشانية وتحول في منتصف العقد الجاري الى حركة اسلامية مسلحة تنشط في كامل مناطق القوقاز الشمالي. وتشهد جمهوريات هذه المنطقة الجبلية في جنوب روسيا مثل انغوشيا وداغستان والشيشان، هجمات وكمائن واعتداءات بشكل يومي تقريبا. وكانت الحكومة الروسية قررت ربيع 2009 انهاء «عملية مكافحة الإرهاب» المتسمرة في الشيشان منذ نحو 10 سنوات.