واشنطن تدين النشر بشدة.. وبغداد لا ترى فيها «مفاجأة»
«ويكيليكـس»: وثائق العراق السـريّة تكشف «حقيقة حمام الدم»
أعلن مؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانج، أمس، في مؤتمر صحافي عقده في لندن، أن الوثائق الـ400 ألف السرية للجيش الأميركي التي نشرها الموقع، تكشف «حقيقة» الحرب في العراق. وفيما قوبل نشر الوثائق بإدانة شديدة من واشنطن معتبرة أنه يمكن أن يعرّض للخطر القوات الأميركية والعراقيين، قالت وزارة حقوق الانسان العراقية إن الوثائق التي كشفها الموقع «لم تشكل أي مفاجأة».
وفي التفاصيل قال أسانج في المؤتمر الذي لم يعلن عنه حتى اللحظة الأخيرة وعقد في فندق كبير بوسط العاصمة البريطانية، إن «نشر الوثائق يستهدف كشف الحقيقة». واعتبر موقع ويكيليكس أن نشر 400 الف وثيقة للجيش الأميركي يشكل «أكبر عملية تسريب وثائق في تاريخ الجيش الأميركي». وقال أسانج إن «عدد القتلى أكبر بخمس مرات في العراق ويمثل حمام دم حقيقياً بالمقارنة مع أفغانستان».
وأضاف مؤسس ويكيليكس «في زمن الحرب، تبدأ الهجومات على الحقيقة قبل بداية الحرب وتستمر بعدها»، وذلك في إشارة إلى تكتم الجيش عن حالات التعذيب وحصيلة العمليات، وانتقادات وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» والحلف الاطلسي لتسريب الوثائق السرية «التي من شأنها تعريض حياة الجنود للخطر»، كما قالا.
وأوضح أسانج «نأمل تصحيح بعض الهجومات على الحقيقة التي حصلت قبل الحرب وخلال الحرب والتي تستمر بعد إنهاء الحرب بصورة رسمية».
وأشار أسانج إلى أن التدقيق في التقارير التي جمعها الجيش الأميركي تتيح التوصل إلى «حصيلة مفصلة لنحو 109 آلاف قتيل منهم 66 ألف مدني».
«إيراك بودي كاونت»: حصيلة قتلى العراق جاوزت 150 ألفاً قالت منظمة «إيراك بودي كاونت» أمس، إن إجمالي ضحايا حرب العراق جاوزت 150 ألف قتيل، 80٪ منهم مدنيون. وقال رئيس المنظمة المعنية بإحصاء ونشر أعداد ضحايا حرب العراق جون سلوبودا، خلال مؤتمر صحافي حول آخر ما نشره موقع ويكيليكس من مستندات عن حرب العراق: «يمكننا الآن القول إن إجمالي القتلى تجاوز 150 ألف قتيل». وقال سلوبودا إن السجلات الأميركية الخاصة بحرب العراق كشفت عن سقوط 15 ألف مدني إضافيين نتيجة «أحداث صغيرة» كانت تقع بشكل يومي. وأشار إلى أن تلك الأحداث شملت «(عمليات) تصفية مستهدفة، وإطلاق نار من سيارات، وجرائم قتل (عند) نقاط التفتيش الأمنية». وقال سلوبودا إن الوقائع اليومية التي شهدت مقتل شخص أو اثنين تمثل دليلاً وشاهداً على «مأساة الحرب الوحشية». وأضاف أن الإحصائية الجديدة التي كشفت عن سقوط 15 ألف شخص، يجب أن تضاف الآن للسجلات السابقة التي تمتلك منظمته نسخة منها والتي كشفت عن سقوط 107 آلاف قتيل. لندن ــ د.ب.أ |
من جهته، قال فيل شينر المحامي الذي يمثل منظمة بابليك إنترست لويرز للدفاع عن الحقوق المدنية، في المؤتمر الصحافي إن القوات البريطانية في العراق يمكن أن تكون قد تورطت في عدد من التجاوزات الموثقة، التي من شأنها تبرير الملاحقات أمام المحاكم البريطانية.
وفيما كشفت الوثائق عن علم الجيش الأميركي بانتهاكات لحقوق الإنسان كانت تجري في العراق، حمل «ويكيليكس» رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي مسؤولية الإشراف على إدارة فرق «للقتل والتعذيب»، وتصور هذه الوثائق «وجهاً خفياً للمالكي وهو يقود فرقاً عسكرية تنفذ أوامره في الاغتيالات والاعتقالات»، لكن الحكومة العراقية قللت من أهمية تلك الوثائق.
كما كشفت الوثائق تفاصيل حرب في الظل على الأرض العراقية بين القوات الأميركية وإيران، خصوصا استعمال طهران ميليشيات لقتل أو خطف أميركيين.
وفي المؤتمر الصحافي نفسه، أعلن المتحدث باسم «ويكيليكس» كريستن هرافنسون عن نشر وثائق عسكرية أميركية جديدة قريباً حول الحرب في أفغانستان هذه المرة. وقال هرافنسون إن «ويكيليكس» لم يستثمر إلا نحو تقرير واحد من ست من الوثائق المتعلقة بافغانستان تمهيداً لدرسها والتدقيق فيها، وبات هذا العمل منتهياً والتقارير ستنشر قريباً، موضحاً أن عدد الوثائق الجديدة سيبلغ 15 ألفاً.
ودانت الولايات المتحدة نشر «ويكيليكس» الوثائق عن حرب العراق، معتبرة أنه يمكن أن يعرض للخطر القوات الأميركية والعراقيين، ولن يكشف أي جديد بشأن الحرب. وقال الناطق باسم «البنتاغون» جوف موريل: «بكشف معلومات حساسة كهذه يواصل (ويكيليكس) تعريض حياة قواتنا وشركائها في التحالف والعراقيين والأفغان العاملين معنا، للخطر».
وأضاف أن هذه الوثائق «معلومات أولية جمعتها وحدات عسكرية» ولا تتضمن تحليلاً «استراتيجياً ولا معلومات رفيعة المستوى».
من جهتها، دانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون «بأوضح العبارات» أي تسريب لمعلومات يشكل تهديداً لحياة الأميركيين. ورفضت كلينتون مناقشة تفاصيل المعلومات التي نشرها «ويكيليكس»، وقالت لصحافيين «لكنني أعتقد بقوة أنه علينا الإدانة بأوضح العبارات كشف أفراد أو منظمات عن أي معلومات سرية قد تهدد حياة العاملين الأميركيين وشركائهم والمدنيين».
بدوره، حذر الأمين العام للحلف الأطلسي أندرس فوغ راسموسن، في برلين من تسريبات جديدة لموقع ويكيليكس. وأضاف «هذه التسريبات يمكن أن تعرض حياة جنود ومدنيين للخطر».
وفي أول رد فعل عراقي رسمي على نشر الوثائق، صرح الناطق باسم وزارة حقوق الإنسان العراقية كامل الأمين، لوكالة فرانس برس بأن وثائق ويكيليكس «لم تشكل أي مفاجأة».
وقال إن «التقرير لم يشكل أي مفاجأة لأننا أشرنا إلى أمور كثيرة حدثت، بينها ما وقع في سجن أبي غريب، وكثير من الحالات التي قامت بها القوات الأميركية. وأضاف «بالنسبة الينا لم نفاجأ بمعلومات جديدة».
ميدانياً أعلنت مصادر أمنية عراقية إصابة 11 جندياً عراقياً بينهم ضابط برتبة عقيد أمس، جراء انفجار عبوة لاصقة. وقالت المصادر إن العبوة التي كانت موضوعة بالقرب من نقطة تفتيش للجيش العراقي في منطقة أبي غريب غربي بغداد، انفجرت ما تسبّب في إصابة 11 جندياً عراقياً بجروح بينهم ضابط برتبة عقيد يدعى بكر محمد آمر أحد أفواج الجيش العراقي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news