عراقي يطالع أخبار تسريبات «ويكيليكس» في إحدى الصحف. إي.بي.أيه

لندن: تسريبات «ويكيليكس» خطيرة.. وبغــــداد ترى فيها أبعاداً سياسية

رأت الصحف العراقية أمس، أن ما كشفته الوثائق التي نشرها موقع «ويكيليكس» حول العراق له أبعاد سياسية أكثر مما هي إنسانية تهدف لكشف حقائق وإعادة الحق للضحايا العراقيين، في حين اعتبرت لندن المعلومات الواردة في تسريبات «ويكيليكس» خطيرة جداً، بينما أدانها قائد الجيوش الأميركية الاميرال مايك مولن، مؤكداً أنها تهدد حياة الكثيرين، من جانبها دعت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى فتح تحقيق بعد نشر الوثائق.

«التعاون» يطالب بتحقيق دولي

عبر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية، عن الدهشة وبالغ القلق، لما ورد في تقارير نشرت حديثا عن أعمال قتل وتعذيب واسعة النطاق على أيدي قوات الاحتلال الأميركي في العراق أو بمعرفتها، وغير ذلك من تجاوزات قانونية وخرق فاضح لحقوق الإنسان العراقي. وأشار العطية إلى أن الولايات المتحدة مطالبة بفتح تحقيق جاد وبشفافية تامة حول ما تضمنته تلك الوثائق المنشورة من معلومات. ودعا الأمم المتحدة والأسرة الدولية إلى اتخاذ خطوات حازمة للتحقيق في هذه التجاوزات ومساندة القانون الدولي في هذا الشأن، وإنصاف وتعويض

المتضررين من أهل العراق.

كما طالب العطية المحكمة الجنائية الدولية بالتحقيق الشامل والعادل في هذه المسألة، ومحاسبة مرتكبيها والمتورطين في سفك دماء الأبرياء من الشعب العراقي.

الرياض ــ وام

وتصدرت معلومات «ويكيليكس» عناوين الصحف الصادرة في بغداد أمس، لكن معظمها تحدث عن أزمة سياسية، مشيراً إلى أنها تستهدف الحكومة العراقية والعملية السياسية أكثر من كونها كشفت حقائق تتعلق بجرائم تعذيب ووقوع ضحايا جلهم من المدنيين.

ونشرت صحيفة العالم المستقلة تقريراً، جاء فيه «الأمر يبدو سياسياً أكثر فقد تعالت الاصوات لاتهام هذا الطرف أو ذاك (لاتهامها) بالتهاون في الحق العراقي». وأضاف أن «إمكانية تحويل هذه الوثائق إلى مادة تسقيط سياسي تبدو في متناول الجميع، ولكن ماذا عن الدماء العراقية؟».

أما صحيفة «البيان» التي يتولى رئاسة تحريرها المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، فقد تصدر صحفتها الاولى عنوان «معلومات ويكيليكس انتقائية وتوقيت نشرها يكشف عن دوافع سياسية». وقال عنوان آخر على صدر صحيفة «الزمان» الدولية المستقلة إن وثائق ويكيليكس تهدد جهود تشكيل الحكومة. من جانبها، قالت صحيفة «العدالة» السياسية إن المهم اخذ محتوى ومضامين التقرير بدقة وتوجيهها بما يحقق العدالة لتأخذ مجراها وتعيد الاعتبار والحق الضائع إلى أصحابه من العراقيين.

وعلى الصعيد ذاته، رأى النائب حسن السنيد المقرب من المالكي، أن التقرير يمثل حملة إعلامية تستهدف الدولة والعملية السياسية، شنتها جهات كثيرة بينها قوى إقليمية وبعثيون ومتضررون من قيام النظام السياسي بعد عام .2003

وفي لندن اعتبر نائب رئيس الوزراء البريطاني نك كليغ، أمس، في حديث مع تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) أن «ما ورد عن حصول تجاوزات خلال حرب العراق في نحو 400 الف وثيقة سرية نشرها موقع ويكيليكس خطير جدا». وأضاف كليغ «يمكننا التنديد بالطريقة التي حصلت بها هذه التسريبات، لكنني أعتقد أن مضمونها خطير جدا».

وقال نائب رئيس الوزراء الليبرالي-الديمقراطي إن «قراءة الوثائق مؤلمة وهي خطيرة جداً. اعتقد أن الإدارة الأميركية تود أن تعطي ردها. ولن نقول لها نحن ما عليها القيام به». ومضى يقول «يود الناس أن يحصلوا على رد لما يعد مزاعم خطيرة جداً يصفها الجميع بأنها تثير الصدمة».

من جانبها، دعت منظمة هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك الى فتح تحقيق بعد نشر موقع ويكيليكس الوثائق السرية للعديد من حالات التعذيب التي تستر عليها الجيش الاميركي في العراق. وقالت المنظمة في بيان «على العراق ملاحقة المسؤولين عن التعذيب وجرائم اخرى».

واعتبرت المنظمة أن على الولايات المتحدة ان تحقق كذلك لمعرفة ان كانت القوات الاميركية انتهكت الاتفاقات الدولية عبر تسليم مئات المعتقلين العراقيين الى سلطات بلادهم، رغم مخاطر تعرضهم للتعذيب.

كما دان قائد الجيوش الاميركية الاميرال مايك مولن على موقع «تويتر» نشر موقع «ويكيليكس» وثائق عسكرية سرية حول العراق، قائلاً انها تهدد حياة الكثيرين. وقال مولن في سطر واحد على موقعه «نشر ويكيليكس المزيد من الوثائق السرية المسروقة يهدد حياة كثيرين ويوفر معلومات قيمة للخصوم».

 «ويكيليكس»: البريطانيون كادوا يعتقلون الزرقاوي عام 2005

أظهرت وثيقة نشرها موقع «ويكيليكس» أن مروحية تابعة للجيش البريطاني كانت على وشك اعتقال الاردني أبومصعب الزرقاوي، زعيم القاعدة في العراق الذي قتل عام 2006 لكنها اضطرت للعودة أدراجها لنقص الوقود، بحسب التحليل الذي نشرته صحيفة «ذي اوبزرفر» البريطانية.

وجاء في الوثيقة التي نشرها «ويكيليكسش وحللتها الصحيفة» أنه بعد ظهر 17 مارس 2005 حددت أجهزة الاستخبارات البريطانية التي كان مقرها آنذاك في البصرة بجنوب العراق، مكان الزرقاوي وهو يتنقل على طريق قرب المدينة. وكانت قد وضعت مكافأة بقيمة 25 مليون دولار لمن يعثر عليه.

وقالت الوثيقة إن مروحية من نوع لينكس تغطي طلعاتها تلك المنطقة رصدت سيارة مشبوهة وأبقت على المراقبة لمدة 15 دقيقة، لكن بعد نفاد احتياطي الوقود اضطرت للعودة الى قاعدتها للتزود بالوقود مجدداً. وأضافت الوثيقة السرية للجيش الأميركي «نظرا لهذا الواقع، بقيت المنطقة المعنية من دون مراقبة لمدة تراوح بين 20 و30 دقيقة». وبعد انتهاء هذه المدة وصلت كتيبة بريطانية الى المنطقة، لكن بسبب عدم وجود دعم جوي لم تتمكن من القيام سوى بعمليات تفتيش عشوائية لم تعط نتائج.

من ناحية اخرى، أظهرت إحدى الوثائق الأميركية العسكرية المسربة، التي نشرها موقع «ويكيليكس» الإلكتروني، قرائن تدعم مزاعم أن الإيرانيين عبروا الحدود العراقية للقبض على ثلاثة أميركيين كانوا في نزهة.

وذكرت شبكة «سي إن إن» الإخبارية أمس، أن التقرير الميداني كان واحداً من 400 ألف مستند نشرها الموقع عن عمليات الولايات المتحدة وقوات التحالف في العراق.

وتطرق التقرير إلى عدد من الفواصل الحديدية العسكرية التي يعتقد أن الأميركيين الثلاثة كانوا يتنزهون بجوارها أو ألقي القبض عليهم عندها، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية التي راجعت الوثيقة مع مسؤول حكومي أميريكي.

 

الأكثر مشاركة