أبناء المسلمين في فرنسا يعترضون على دروس «المحرقة» و«نظرية داروين»

طالبتان مسلمتان تمرّان بجانب شعار نازي على جدار في باريس.أ.ف.ب

أفاد تقرير رسمي فرنسي بتنامي الطلبات التي يتقدم بها الطلاب المسلمون وأولياء أمورهم إلى نظام التعليم الرسمي في فرنسا، وطالب التقرير المدرسين برفضها من خلال شرح المبادئ العلمانية للدولة.

وأشار المجلس الأعلى للاندماج إلى تنامي مشكلات الطلاب من أبناء المهاجرين، الذين يعترضون على تدريس مواد عن المحرقة النازية أو الحروب الصليبية أو نظرية النشوء والارتقاء، ويطالبون بتوفير وجبات حلال (على الطريقة الاسلامية)، ويرفضون الثقافة الفرنسية وقيمها.

وجاء في التقرير الذي نشرت مسودته صحيفة «جورنال دو ديمانش»، لقد «أصبح من الصعب على المدرسين مقاومة الضغوط الدينية». وسيقدم التقرير النهائي الى الحكومة الفرنسية الشهر المقبل.

وقال التقرير «يجب أن نؤكد مجددا الآن على العلمانية، وندرب المدرسين على كيفية التعامل مع المشكلات التي لها علاقة باحترام هذا المبدأ».

وقال رئيس المجلس الأعلى للاندماج باتريك جوبير للصحيفة، إن المجلس قرر دراسة مدى تكيف الطلاب، من أبناء المهاجرين، مع نظام التعليم الرسمي، لأن «هذا الأمر يقع في قلب التحديات التي يجب على المجتمع الفرنسي مواجهتها».

وتوصلت الدراسة إلى أن المدرسين كثيرا ما يواجهون اعتراضات، عندما يدرسون مواد عن الأديان في العالم، أو المحرقة النازية (الهولوكوست)، أو حرب فرنسا في الجزائر، أو عندما يناقشون الأحداث التي لها علاقة بإسرائيل والفلسطينيين والوجود العسكري الأميركي في دول اسلامية.

وقال «يجد المدرسون بشكل متكرر أن أولياء الأمور المسلمين يرفضون دراسة ديانات أخرى لأبنائهم»، وتظهر مشكلات أخرى على السطح عند تدريس مواد عن المحرقة اليهودية (الهولوكوست)، مثل ترديد نكات، ورفض مشاهدة أفلام «عن معسكرات التعذيب النازية». وأضاف التقرير أن «التوتر غالبا ما يأتي من طلاب يقولون إنهم مسلمون».

ووجد المدرسون أن بإمكانهم مناقشة تجارة العبيد عبر جانبي الأطلسي، لكنهم يواجهون انتقادات من طلاب عندما يتطرقون إلى تاريخ العبودية في إفريقيا، أو في الشرق الأوسط.

وفي إشارة الى تنامي الفكر المناهض لنظرية داروين للنشوء والارتقاء في الدول الاسلامية «ينتقد الارتقاء من قبل طلاب يطرحون أفكارا دينية عن الخلق دون أي نقاش».

وفي بعض المناطق التي يوجد بها الكثير من المهاجرين، لا يتردد العديد من الطلاب على منافذ الأطعمة والمشروبات في المدارس لأسباب دينية، على الرغم من أن معظمها يقدم بدائل إذا كانت الأطباق تتضمن لحم الخنزير.

وذكر التقرير أن بعض الطلاب المسلمين يضايقون المفطرين في نهار رمضان، ويضايق بعض الأولاد الذين يؤكدون هويتهم الاسلامية، ويرفضون القيم الفرنسية البنات اللاتي يبلين بلاء حسنا في الفصول، ويصفونهن بأنهن «متواطئات مع الفرنسيين القذرين».

وأفاد التقرير بأن بعض الفتيات يطلبن إعفاءهن من المشاركة في فصول الألعاب الرياضية أو السباحة، لأن اختلاطهن بالأولاد حرام.

وأضاف أن المدارس الفرنسية يجب أن تصر على مبدأ التعليم المختلط والحقوق المتساوية والاحترام المتبادل.

وقال «أن تكون مواطنا فرنسيا يعني أن يقبل المرء آراء مختلفة عن رأيه، وهذا هو ثمن حرية الرأي والتعبير».

واستطرد «مبدأ العلمانية يؤدي الى وضع الدين في إطار نسبي بحت، إنها ثورة فلسفية تتقبلها الأديان بصعوبة».

تويتر