«القاعدة» يمهل الأقباط 48 ساعة للإفراج عن «مسلمات مأسورات».. ومصر ترفض الزج باسمها في الإجرام

مقتل 52 بينهم كاهنان بهجوم لتحرير رهائن داخل كنيسة في بغداد

البطريرك دلي يتفقد الكنيسة عقب المجزرة وسط حماية أمنية مكثفة. إي.بي.إيه

قتل 52 شخصاً بينهم 35 مسيحياً وكاهنان وسبعة من رجال الشرطة في مجزرة وقعت خلال قداس وسط بغداد، مساء أول من أمس، حين اقتحم عناصر من تنظيم القاعدة كاتدرائية السريان الكاثوليك في الكرادة أعقبه هجوم شنته القوات الامنية لتحرير الرهائن. وفيما أمهل ما يسمى «دولة العراق الاسلامية» الموالي لـ«القاعدة» الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة للإفراج عما زعم أنهن مسلمات «مأسورات في سجون أديرة» في مصر، رفضت القاهرة «الزج باسمها» في «الاعتداء الاجرامي» في العراق الذي لقي إدانات عربية ودولية واسعة.

وقال وكيل وزارة الداخلية العراقية الفريق حسين كمال، أمس، إن 52 شخصا بين رهائن ورجال شرطة قتلوا، أول من أمس، عندما دهمت قوات الامن كنيسة سيدة النجاة في بغداد لإنقاذ أكثر من 120 كاثوليكياً عراقياً احتجزهم مسلحون على صلة بتنظيم القاعدة رهائن.

وأضاف أن 67 شخصاً أصيبوا أيضاً خلال الغارة على الكنيسة في أدمى هجوم بالعراق منذ أغسطس الماضي.

وكان مسلحون احتجزوا رهائن داخل الكنيسة أثناء قداس الاحد وطالبوا بالافراج عن سجناء من تنظيم القاعدة في العراق ومصر. وشنت القوات الأمنية العراقية بمؤازرة من الجيش الاميركي هجوما لتحرير الرهائن فقتلت ثمانية من المسلحين التسعة. وكان المسلح التاسع فجر نفسه قبل تدخل القوات العراقية والاميركية، بحسب مصدر امني.

وأفاد مصدر في الشرطة الاتحادية طلب عدم نشر اسمه، بأن «المهاجمون كانوا بين الاطفال مع أسلحتهم. معظم الضحايا قتلوا أو جرحوا أثناء اقتحام القوات الامنية المكان».

وكثيرا ما تستهدف الاقلية المسيحية في العراق من جانب متشددين، ويجرى تفجير كنائس واغتيال قساوسة.

وقال مسؤولون إن بعض المهاجمين استخدموا سترات ناسفة أو ألقوا قنابل أثناء الغارة.

من جهته، قال مسؤول في وزارة الداخلية العراقية رافضاً الكشف عن اسمه «قتل 37 رهينة، بينهم خمس نساء وسبعة اطفال».

وأوضح انه خلال الهجوم «قتل سبعة من العناصر الامنية، واصيب 15 آخرون بجروح».

وقال اسقف الكلددان في بغداد شليمون وردوني ان اثنين من الكهنة قتلا، فيما اصيب ثالث بالرصاص في كليته. وأضاف «ينتابني شعور بالحزن الشديد، لا يسعنا الا القول انه عمل غير انساني، حتى الحيوانات لا تتصرف بهذه الطريقة».

من جهته، تفقد بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق عمانوئيل الثالث دلي الكنيسة عقب المجزرة وسط حماية أمنية مشددة.

وفي الفاتيكان دان البابا بنديكتوس السادس عشر «العنف العبثي والوحشي» ضد «أشخاص عزل» في العراق.

وقال خلال الصلاة الملائكية في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان «أصلي من اجل ضحايا هذا العنف العبثي، عنف من الوحشية لدرجة انه يستهدف اشخاصا عزلا مجتمعين في بيت الله الذي هو بيت محبة وتسامح».

وقال احد الرهائن البالغ من العمر 18 عاما، رافضا التعريف باسمه، ان «رجالا يرتدون ملابس عسكرية اقتحموا الكنيسة حاملين أسلحتهم وقتلوا كاهنا على الفور. لقد احتميت داخل قاعة صغيرة حيث كان يوجد اربعة مصلين آخرين».

وأضاف «بعدها بقليل، دخل اثنان من المسلحين الى القاعة وأطلقا النار في الهواء وعلى الارض، ما أدى الى جرح ثلاثة اشخاص، ثم دفعا بنا الى صحن الكنيسة. حصل بعدها تبادل اطلاق نار وسمعنا دوي انفجارات. وقد تناثر الزجاج على الناس».

وأمهل تنظيم «دولة العراق الاسلامية» الكنيسة القبطية المصرية 48 ساعة للافراج عما أسماه «مسلمات مأسورات في سجون أديرة» في مصر، بحسب مركز سايت الاميركي المتخصص في مراقبة المواقع الالكترونية الاسلامية.

وبحسب «سايت» فإن تهديدات «القاعدة» لأقباط مصر تأتي عقب دعوات للتحرك من أجل زوجتي كاهنين قبطيين قيل ان إحداهما اعتنقت الاسلام، ولهذا السبب تم احتجازها داخل احد الاديرة، وان الثانية ابدت رغبتها في إشهار الاسلام فاحتجزت بدورها في احد الاديرة.

كاميليا ووفاء.. قبطيتان في قلب التوترات

كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين هما المصريتان القبطيتان اللتان تحدثت عنهما مجموعة تابعة لتنظيم القاعدة في العراق، لتبرير الهجوم على كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد، أول من أمس، الذي قتل خلاله 37 مسيحيا.

وتكاد شحاتة وقسطنطين ان تكونا أشهر امرأتين في مصر لكونهما زوجتي اثنين من قساوسة الكنيسة القبطية، سرت شائعات واسعة حول اعتناقهما الإسلام، ما أثار توترا بين المسلمين والمسيحيين تفجر في تظاهرات داخل كاتدرائية الاقباط في القاهرة احتجاجاً على «خطف المرأتين وأسلمتهما بالقوة»، وتظاهرات مضادة أمام عدد من المساجد اعتراضاً على «اخفاء الكنيسة المرأتين وارغامهما على العودة إلى المسيحية».

وكانت شحاتة «اختفت» لمدة خمسة أيام في يوليو الماضي قبل ان تتمكن أجهزة الامن من التعرف إلى مكان اقامتها لدى صديقة لها. وأرغمت المرأة الشابة التي غادرت منزل الزوجية بعد مشاجرات عائلية على العودة الى الكنيسة في حراسة الشرطة.

وسرت شائعات واسعة حول اعتناقها الاسلام، وهو ما نفته الكنيسة القبطية ونفاه الازهر الذي يحتفظ بسجلات تضم أسماء من يترك المسيحية الى الاسلام.

أما قسطنطين، فقد «اختفت» كذلك لفترة قصيرة عام ،2004 وترددت آنذاك شائعات حول اعتناقها الاسلام قبل ان تسلمها اجهزة الامن الى الكنيسة.

وأثارت قضية قسطنطين، التي أكدت الكنيسة أنها «أرغمت على ترك دينها»، غضب البابا شنودة ثالث بطريرك الأقباط الارثوذكس الذي قرر الاعتكاف في دير وادي النطرون لمدة 15 يوماً تعبيراً عن احتجاجه على موقف الدولة الذي اعتقد أنه يتسم بالتساهل إزاء من يحاولون أسلمة المسيحيين.

القاهرة ــ أ.ف.ب

وبث التنظيم ايضاً تسجيلاً مصوراً منسوباً الى «مقاتل» يقود مجموعة انتحارية ويهدد بدوره الكنيسة القبطية في مصر، ويقول إن زوجتي الكاهنين المعتقلتين هما كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين، كما ذكر «سايت».

وفي القاهرة، أكدت مصر إدانتها الشديدة للاعتداء على كاتدرائية السريان الكاثوليك في بغداد ورفضها «الزج باسمها في مثل هذه الاعمال الاجرامية».

وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية حسام زكي ان مصر «تدين بشدة العمل الإرهابي الهمجي» الذي استهدف الكاتدرائية في بغداد.

وكثفت قوات الأمن المصرية، أمس، إجراءاتها الأمنية حول جميع الكنائس والكاتدرائيات في العاصمة ومختلف المحافظات عقب التهديدات باستهداف الكنائس في مصر.

وقال مصدر أمني مصري إن وزارة الداخلية المصرية نظمت حملات مرورية مكثفة حول الكنائس والكاتدرائيات، لمنع أي انتظار للسيارات أمامها، كما قامت قوات الأمن بزيادة التدقيق في هويات مرتادي الكنائس. واستنكرت الكنائس المصرية الأربعة الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية والمعمدانية، بيان تنظيم القاعدة، الذي اعتبره عدد من رجال الدين المسيحى نوعاً من «الهلوسة الإرهابية» لا يتعدى مجرد الكلام.

وقال أسقف المعصرة وحلوان وسكرتير البابا السابق الأنبا بسنتي «نحن نستنكر هذا الحادث المؤسف، وهذا التهديد ليس للكنيسة فقط، بل هو تهديد صريح لأمن مصر».

تويتر