واشنطن تكشف عــن «بروفة» ســـبقت عملية الطرود المفخخة

أطلقت السلطات اليمنية، أمس، حملة واسعة تستهدف مخابئ القاعدة في محاولة لاعتقال السعودي إبراهيم العسيري، المطلوب أمنيا والمشتبه في قيامه بتصنيع الطرود المفخخة، وفيما وجهت محكمة صنعاء للمرة الاولى، تهمة الانتماء لـ«القاعدة» والتحريض على قتل الاجانب الى رجل الدين المتشدد أنور العولقي، اعلنت واشنطن أن تنظيم «القاعدة» أجرى في سبتمبر تجربة لارسال طرود الى شيكاغو ضبطتها السلطات الأميركية، بينما عززت الحكومات الغربية الاجراءات الامنية في قطاع الشحن.

وفي التفاصيل، صرح مصدر حكومي يمني رفيع المستوى، بأن قوات الأمن أطلقت أمس ،حملة موسعة تستهدف مخابئ القاعدة في محافظتي مأرب وشبوة شرق العاصمة في محاولة لاعتقال السعودي المطلوب أمنياً والمشتبه الرئيس في قيامه بتصنيع الطرود المفخخـة إبراهيم العسيري.

وقال المصدر إن العملية تهدف إلى القبض على العسيري، وايضاً ستحاول القوات تعقب رجل الدين المتشدد والأميركي المولد أنور العولقي، المطلوب لاتهامه بالتحريض على تنفيذ هجمات ضد أهداف داخل الولايات المتحدة.

على صلة، وجهت المحكمة الجزائية اليمنية المتخصصة في شؤون الارهاب أمس للمرة الاولى، تهمة الانتماء لـ«القاعدة» والتحريض على قتل الاجانب الى العولقي. وأتى ذلك في اطار الجلسة الاولى لمحاكمة ثلاثة اشخاص بينهم العولقي، في قضية مقتل مهندس فرنسي الشهر الماضي بالقرب من صنعاء.

وهي المرة الأولى التي يتهم فيها العولقي رسمياً في اليمن بالانتماء لـ«القاعدة» وبالتحريض على قتل اجانب.

وأعلن الادعاء العام ان القاتل المفترض الذي مثل لوحده امام المحكمة، تم تحريضه طوال اشهر من قبل انور العولقي المطلوب لدى واشنطن.

ووجهت المحكمة إلى هشام محمد عاصم «حضورياً» وأنور العولقي «غيابياً» وقريبه عثمان العولقي «غيابياً» تهمة «تشكيل عصابة مسلحة للقيام بأعمال اجرامية واستهداف الأجانب ورجال الأمن تحت مسمى تنظيم القاعدة».

ووجهت الى المتهم الأول عاصم تهمة قتل المهندس الفرنسي جاك سبانيولو وجرح مقاول بريطاني آخر، بينما اتهم العولقي شخصياً بالتحريض على قتل الاجانب ورجال الأمن.

ووجهت ايضاً الى المتهم الثالث عثمان العولقي تهمة التحريض على قتل اجانب.

وحكمت المحكمة الجزائية المتخصصة في شؤون الارهاب بمحافظة حضرموت امس، بالسجن اربع سنوات على 15 يمنياً، وسعودي واحد بتهمة محاولة الالتحاق بتنظيم القاعدة في العراق، حسب ما افاد مصدر قضائي لوكالة فرانس برس.

من جهة اخرى، سلم 14 عنصرا في تنظيم القاعدة انفسهم الى السلطات المحلية بمحافظة ابين، جنوب اليمن، على ما اعلنت وزارة الدفاع اليمنية.

وفي واشنطن اعلن مسؤولون ان المخابرات الأميركية فحصت طروداً أرسلت من اليمن إلى شيكاغو سبتمبر الماضي، وأن الأمر ربما كان تجربة على إرسال المتفجرات التي عثر عليها الأسبوع الماضي على متن رحلة جوية إلى شيكاغو.

ونقلت قناة «أيه. بي. سي» الإخبارية عن مسؤولين اميركيين في وقت متأخر أول من امس القول ان الطرود، التي أرسلت في وقت سابق كانت تحوي كتبا وأوراقا وأقراصا مدمجة وأدوات منزلية، ولم يعثر فيها على مواد متفجرة، إذ جرى تسليم الأشياء بصورة طبيعية.

كما نقلت صحيفة نيوريوك تايمز عن مسؤولين القول، ان الطرود أرسلت من قبل شخص ما في اليمن معروف بصلته بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، إلى ما يبدو أنها «عناوين عشوائية» في شيكاغو.

وقال مسؤول انه أثناء عملية الفحص كانت السلطات تدرس احتمالية أن يكون تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يستكشف أساليب نظام الشحن.

وعززت الحكومات الغربية الاجراءات الامنية في قطاع الشحن.

وشملت الاجراءات الامنية الجديدة منع طائرات الشحن القادمة من اليمن من الهبوط في مطارات عدة، في خطوة رأى فيها اليمن عقابا جماعيا.

وعبرت صنعاء أمس، عن اسفها واستغرابها لقرار ألمانيا منع جميع الرحلات الجوية القادمة من اليمن بعد اكتشاف الطردين المفخخين، معتبراً ان القرار الالماني يشكل عقاباً جماعياً.

وقال متحدث رسمي في تصريح نقلته وكالة الانباء اليمنية الرسمية (سبأ)، إن «اليمن يعرب عن اسفه واستغرابه لقرار ألمانيا التي تربطها باليمن علاقة صداقة وتعاون متطورة».

وقال المتحدث «كان من المفروض ان يقف شركاء اليمن وأصدقاؤه الى جانبه وتعزيز جهوده من اجل الحاق الهزيمة بالارهاب، بدلاً من اللجوء الى اتخاذ مثل هذه القرارات التي لا يمكن تفسيرها الا بكونها عقاباً جماعياً وغير منطقي لليمن وشعبه».

من جانبها، منعت هولندا طائرات الشحن القادمة من اليمن من الهبوط في اراضيها، وذلك بعد اكتشاف الطردين المفخخين. وقال المتحدث باسم جهاز التنسيق الوطني ضد الارهاب هو ادموند ميشايرت لوكالة فرانس برس «توصلنا الى اتفاق مع شركات الطيران والمشرفين على الشحن لتعليق كل عمليات الشحن والرسائل البريدية المشحونة جواً من اليمن الى هولندا، أو عبر هولندا الى دول أخرى».