دين بواحدة فقط من التهم الـ286 الموجهة إليه

تبرئة أول متهم من «غوانتانامو» من تهم الإرهاب

رسم توضيحي لغيلاني الذي ينتظر صدور الحكم في 25 يناير المقبل. رويترز

خلصت هيئة محلفين اتحادية في نيويورك إلى أن أول مشتبه فيه ينقل من معتقل غوانتانامو العسكري ليواجه المحاكمة أمام محكمة مدنية أميركية غير مذنب بتهم الإرهاب، فقد دين بواحدة فقط من التهم الـ286 الموجهة اليه، وذلك في نكسة لخطط الرئيس باراك أوباما لمحاكمة المشتبه فيهم في قضايا الإرهاب. وقالت هيئة المحلفين، إن أحمد خلفان غيلاني، وهو تنزاني من زنجبار، عمره 36 عاماً، (المتهم بالتآمر في هجمات لتنظيم القاعدة بسيارات ملغومة عام 1998 على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا أسفرت عن مقتل 224 شخصاً)، مذنب بتهمة أقل هي التآمر لإتلاف أو تدمير ممتلكات أميركية بشحنة متفجرة. وتم تبرئة غيلاني من 276 تهمة للقتل والشروع في القتل وخمسة تهم أخرى بالتآمر، وكانت هذه هزيمة نادرة لمكتب المدعي العام الأميركي في نيويورك واستمرت مداولات هيئة المحلفين أسبوعاً.

وسيصدر الحكم عليه في 25 يناير وسيراوح بين السجن 20 عاما والسجن مدى الحياة، على ما أوضح المدعي العام. وقال رئيس مكتب الاعلام في وزارة العدل ماثيو ميلر «إننا نحترم قرار هيئة المحلفين ومرتاحون لمواجهة غيلاني عقوبة بالسجن 20 عاما حداً ادنى مع احتمال الحكم عليه بالسجن المؤبد لدوره في الاعتداءين على السفارتين».

وأعربت الجمعية الاميركية للحريات المدنية في بيان عن ارتياحها لهذا القرار، معتبرة أن «ذلك ينبغي ان يضع حدا للمخاوف التي لا أساس لها، والتي تقول ان نظامنا القضائي الفيدرالي لا يمكنه إجراء محاكمات عادلة ومنصفة ومجدية في قضايا الارهاب».

وغيلاني الذي يعد معتقلاً نموذجياً مولعاً بالروايات البوليسية المخصصة للقضايا القانونية ولد في زنجبار عام 1974 لعائلة متواضعة، وبعد طلاق والديه ووفاة أبيه عندما كان في الـ15 من عمره، عاشت عائلته في فقر مدقع، لكن الفتى تابع الدراسة والتحق بمعهد تقني درس فيه المعلوماتية.

وبدأ بحسب السلطات الاميركية العمل لحساب عملاء في تنظيم القاعدة عام ،1998 وشارك في شراء وإعداد الشاحنة المفخخة التي استخدمت في الاعتداء على السفارة الاميركية في دار السلام، وفي شراء المتفجرات التي استخدمت في العملية.

وقد دفع غيلاني المتزوج من اوزبكية تصغره بثماني سنوات ببراءته، مؤكداً انه لم يكن يعلم ان خزانات الاكسجين ومادة «تي ان تي» التي اشتراها ستستخدم في صنع قنابل.

وعشية الاعتداءات غادر تنزانيا للالتحاق بأسامة بن لادن في افغانستان. ولم ينف مطلقاً انه كان مرافقا شخصيا وطباخا لزعيم «القاعدة».

وفي 2001 انضم غيلاني بحسب «البنتاغون» الى مجموعة افارقة في قندهار (افغانستان) عام ،2001 مكلفة اعداد وثائق مزورة للشبكة الارهابية.

وبعد سقوط نظام «طالبان» في 2001 غادر افغانستان الى باكستان، حيث قبض عليه في يوليو 2004 قبل ان يتم تسليمه الى السلطات الاميركية في ديسمبر.

ثم اختفى في احد سجون الوكالة المركزية للاستخبارات الاميركية (سي آي ايه) في بلد لم يكشف. وكان في عداد 14 معتقلاً يعتبرون على «درجة عالية من الاهمية» ظهروا مجدداً في سبتمبر 2006 في «غوانتانامو».

وهو يؤكد على غرار الآخرين انه تعرض لسوء المعاملة أثناء احتجازه.

وقال أحد محاميه بيتر كيجانو انه وصل «خلال الشهرين الاولين في السجن السري الى حالة عجز بات معها غير قادر على الصمود جسديا وعاطفيا ونفسيا».

لكن الطبيب النفسي غريغوري ساثوف الذي امضى نحو 16 ساعة معه في السجن الاميركي المحاط بتدابير أمنية مشددة الذي نقل اليه في صيف ،2009 اعتبر في تقريره الذي نزعت عنه صفة السرية ان الرجل اجتاز محنة الاحتجاز بشكل يدعو إلى الدهشة.

وخلال المقابلات «بكى أحياناً، لكن في لحظات عادية، مثلما بكى حين تحدث عن وفاة والده».

ووصف تقرير مسؤول الوحدة التي احتجز فيها غيلاني وسط حراسة مشددة بـ«أنه شاب ذكي يتكلم (الانجليزية) جيدا ويختار كلماته، وأنه منطقي وبإمكانه وضع استراتيجية واجراء تفاوض».

تويتر