في تظاهرة أمام مبنى محافظة الجيزة احتجاجاً على وقف العمل في بـناء كنيسة
مقتل قبطي في مواجهات مع الشرطة المصـرية
قتل متظاهر قبطي، أمس، وجُرح قرابة 15 آخرين ونحو 20 من رجال الشرطة في مواجهات وقعت في حي الطالبية بمحافظة الجيزة (جنوب القاهرة)، بين الشرطة والأقباط الذين كانوا يحتجون على قرار السلطات المحلية وقف اعمال بناء مبنى خدمات تابع للكنيسة، قالت السلطات إن التصريح النهائي للبناء لم يصدر بعد.
وبدأت الاشتباكات بين رجال الأمن ومتظاهرين أقباط تجمهروا أمام مبنى محافظة الجيزة بشارع الهرم.
وقال مصدر أمني إن قوات مكافحة الشغب استخدمت العصي والقنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين الذين كانوا يحتجون على أمر بوقف البناء في مبنى خدمات تابع لكنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل، وان المتظاهرين رشقوا القوات بالحجارة، وأضاف أن الشرطة حاولت تفريق المتظاهرين بعد أن أغلقوا لنحو ساعتين شارع الأهرام المؤدي الى المنطقة الأثرية غربي القاهرة، وأوضح أن الاشتباك بدأ بعد تحطيم متظاهرين مبنيين خشبيين صغيرين، أحدهما مروري والآخر أمني، وسيارة خاصة أمام مبنى المحافظة.
وأشار إلى أن المتظاهرين هُرعوا الى شوارع جانبية بعد إلقاء قنابل الغاز المسيلة للدموع، وأغلقوا أحدها وحطموا عدداً من السيارات الخاصة، قبل أن يتوجهوا الى مبنى حي العمرانية القريب ويحطموا واجهته الزجاجية وشاحنة صغيرة تابعة له.
وقال مصدر طبي إن ثلاثة من الجرحى أصيبوا بالرصاص وفي حالة خطيرة، وقال مندوب من «رويترز» إن اشتباكاً آخر وقع أمام الكنيسة.
وقالت صحف محلية ان السلطات أوقفت دخول معدات البناء الى الموقع لعدم حصول الكنيسة على ترخيص، لكن الكنيسة تقول ان لديها ترخيصاً قائماً وانها تواصل البناء من دون معدات.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية الرسمية، انه «ألقي القبض على 93 من مثيري الشغب» خلال هذه الاشتباكات.
وأكدت أن «طالباً مسيحياً توفي متأثراً بإصابته بعيار ناري في الفخذ، وذلك بعد نقله الى مستشفى أم المصريين (المجاور) لإسعافه».
وأوضح مصدر أمني أن الضحية شاب يدعى كاريوس جاد شكر، وفي التاسعة عشرة من عمره.
وكثيراً ما وقعت صدامات في مصر خلال السنوات الأخيرة بسبب مسألة بناء كنائس جديدة أو توسيع كنائس قائمة.
ويقضي قانون يُعرف باسم «الخط الهمايوني» موروث من العهد العثماني بألا يتم بناء كنيسة جديدة او توسيع أي كنيسة قائمة إلا بقرار من رئيس الجمهورية الذي خول سلطاته في هذا المجال الى المحافظين. وانتقد المتظاهرون ما سموه بـ«اضطهاد» الأقباط في مصر والتفرقة في بناء دور العبادة والتضييق عليهم في الحصول على التصاريح الخاصة بالبناء.
وقالت الوكالة المصرية ان نحو 3000 متظاهر مسيحي تجمعوا، صباح أمس، في محاولة منهم لاستكمال اعمال بناء لمجمع خدمات طبية واجتماعية وتحويله الى مبنى كنسي، على الرغم من عدم الحصول على الترخيص النهائي باستكمال البناء، ووجود مخالفات فنية وهندسية في عملية البناء.
وألقت الوكالة بمسؤولية الاشتباكات على المواطنين الأقباط، وقالت ان هؤلاء «تعدوا على قوات الأمن التي كانت موجودة لحفظ الأمن والحيلولة دون حدوث اعمال شغب، الأمر الذي اسفر عن اصابة نائب مدير امن محافظة الجيزة وقائد قوات الأمن المركزي بالمحافظة، وخمسة ضباط شرطة آخرين، وعدد من جنود الشرطة»، واكدت الوكالة ان السلطات المحلية لم تصدر تصريحاً نهائياً باستكمال أعمال البناء نظراً للمخالفات التي ارتكبتها الكنيسة، وأوضحت ان الكنيسة سعت الى «تحويله الى مبنى كنسي لممارسة الشعائر الدينية، في حين ان التصريح الصادر عن السلطات المحلية يخولها فقط الحق في اقامة مبنى مخصص للخدمات».
وقال محافظ الجيزة اللواء سيد عبدالعزيز، في مؤتمر صحافي «تمت السيطرة على الموقع تماماً وعاد الهدوء بعد احداث الشغب التي سببها بعض الإخوة المسيحيين بسبب محاولتهم تحويل مبنى خدمي الى كنيسة بمنطقة العمرانية».
وأكد المحافظ، في تصريح لصحيفة «اليوم السابع» الإلكترونية، أن السبب في الأزمة هو إقامة عدد من المواطنين مبنى خدمات، بناء على ترخيص بدور أرضي وثلاثة أدوار، لكنه تم تحويل المبنى إلى كنيسة، وهو أمر مخالف لقانون البناء الموحد. وأوضح أنه تم تشكيل لجنة لدراسة الوضع القانوني لتحويل المبنى إلى كنيسة وتقديم الرسومات إلى اللجنة لدراستها وفقاً للقانون.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news