واشنطن تحذّر: «ويكيليكس» انتهك القانون
رفضت الولايات المتحدة إجراء أي تفاوض مع موقع «ويكيليكس» بشأن نشر ملايين الوثائق السرية الأميركية، معتبرة ان هذا الموقع المتخصص على الإنترنت انتهك القانون الأميركي بحصوله عليها، وان نشرها يشكل خطوة «خطيرة».
وكتب المستشار القانوني لوزارة الخارجية هارولد كوه، في رسالة موجهة الى مؤسس الموقع جوليان أسانج ومحاميه، ونقلت الى الإعلام «لن ندخل في اي تفاوض حول نشر أو كشف وثائق سرية للإدارة الأميركية، تم الحصول عليها بصورة غير قانونية».
وأضاف كوه «كما تعلمون، إن كنتم حصلتم على أي من هذه الوثائق، التي تدعون أنكم ستنشرونها، من أي مسؤولين حكوميين أو أي وسيط آخر من دون الإذن اللازم، فيكون ذلك تم بانتهاك القانون الأميركي، ومن دون الأخذ بالعواقب الخطيرة المترتبة على هذا العمل».
وأكد أن انتهاك القانون مستمر طالما ان هذه المواد بحيازة «ويكيليكس».
وبحسب مسؤولين اميركيين، فإن أسانج وجّه رسالة، يوم الجمعة الماضي، الى وزارة الخارجية حاول فيها الرد على مخاوف الولايات المتحدة من ان يؤدي نشر الوثائق الى تعريض بعض الأشخاص للخطر.
وقال المسؤولون إن أسانج طلب في رسالته معلومات حول الأشخاص الذين قد «يتعرضون لخطر كبير» بسبب وثائق «ويكيليكس».
ورد المستشار القانوني لوزارة الخارجية «على الرغم من رغبتكم المعلنة في حماية حياة هؤلاء الأشخاص، فقد قمتم بعكس ذلك وعرّضتم حياة العديدين للخطر». وحذر كوه من ان نشر الوثائق ستترتب عليه «عواقب خطيرة» وسيعرض للخطر «العديد من الأبرياء» من صحافيين وناشطين حقوقيين وأصحاب مدونات إلكترونية وجنود. وأضاف أن ذلك سيعرض للخطر أيضاً العمليات العسكرية الجارية، بما فيها عمليات التصدي للإرهابيين، وسيضر بالتعاون بين الدول.
ويثير نشر هذه الوثائق، المتوقع في وقت وشيك، قلق العديد من الحكومات، فيما كثفت واشنطن اتصالاتها مع شركائها في مسعى للتخفيف من وقع الصدمة.
فقد اتصلت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، بقادة كل من فرنسا وافغانستان وبريطانيا والصين لإخطارهم بشأن مضمون البرقيات الدبلوماسية التي يحتمل ان يكون حصل عليها موقع «ويكيليكس»، محذرة من مخاطر نشر الوثائق الجديدة.
ويتوقع أن ينشر الموقع ثلاثة ملايين وثيقة صادرة من السفارات الأميركية في جميع انحاء العالم، بينها تحليلات وتقارير اجتماعات مع قادة اجانب ومذكرات وبرقيات ورسائل مختلفة، تحتوي على معلومات عن مراسلات اميركية وآراء سرية لدول من بينها استراليا وبريطانيا وكندا واسرائيل وروسيا وتركيا. وبحسب موقع فرنسي على الإنترنت مطلع على نشاطات «ويكيليكس»، فإن صحفاً مثل «نيويورك تايمز» و«دير شبيغل» و«غارديان» و«الباييس» و«لوموند» ستنشر تحليلاتها الأولية للوثائق.
وهذه الوثائق السرية كان استخدامها مخصصاً بشكل حصري للحكومة الأميركية، وتحذر وزارة الخارجية منذ ايام من مخاطر وتداعيات نشرها على الولايات المتحدة وحلفائها. وبين الموضوعات المحتمل ان تتضمنها التسريبات ملفات الشرق الأوسط، وايضا افغانستان والعراق البلدان اللذان كانا في صلب تسريبات سابقة نشرها «ويكيليكس». ويستعد العديد من الحكومات في العالم خصوصاً الحكومة الأميركية لمواجهة التداعيات التي يمكن ان تنتج عن نشر «ويكيليكس» ملايين الوثائق الجديدة التي يتوقع ان تشتمل على مراسلات دبلوماسية اميركية محرجة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news