فوز ساحق للحزب الحاكم ونجاح 9 وزراء.. و«الإخوان» أبرز الخاسرين
تشير المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات المصرية، إلى فوز ساحق لرموز الحزب الوطني الحاكم، بينما لم يفز أي من مرشحي «الإخوان» في الجولة الأولى، وخسر المستقلون معظم مقاعدهم في المجلس السابق، بينما نجح الوزراء التسعة الذين خاضوا الانتخابات التي رافقتها أعمال عنف واتهامات بالتزوير والبطلان من المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان، وقتل شخصان بالرصاص عندما أطلق، أحد أنصار مرشح مستقل، النار من مسدسه مبتهجاً بفوز مرشحه.
وفي التفاصيل، فاز تسعة وزراء، واحتفظ رئيس المجلس بمقعده، كما فاز مرشحان من حزب الوفد، ومرشح من حزب العدالة، ومن أبرز الفائزين من رموز الوطني، رئيس ديوان رئيس الجمهورية زكريا عزمي، وأمين التنظيم أحمد عز.
أما الوزراء التسعة الفائزون فهم وزير الموارد المالية محمد نصر علام، ووزير الإنتاج الحربي سيد مشعل، ووزير التضامن الاجتماعي علي مصـيليحي، ووزير الزراعـة أمين أباظة، ووزير البترول سامح فهمي، ووزير التنمية المحلية عبدالسلام المحجوب، ووزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب، ووزير المالية يوسف بطرس غالي، ووزير التعاون الدولي فايزة أبو النجا.
وأعلنت جماعة «الإخوان»، أن أياً من مرشحيها لم يفز في الجولة الأولى، ومن أبرز الخاسرين محسن راضي وجمال زهران في دائرة بنها، وحمدي حسن النائب في دورتين متتاليتين أمام مرشح الوطني في دائرة مينا البصل بالإسكندرية عبدالحليم علام على مقعد الفئات الذي تفوق عليه بـ10 آلاف صوت.
ومن بين المرشحين الإعلاميين، حسم هشام مصطفى خليل، نجل رئيس الوزراء السابق، مقعد الفئات على دائرة قصر النيل، بعد تفوقه على الإعلامية جميلة إسماعيل بفارق نحو 2000 صوت. وأوضحت نتائج الفرز أن خليل حصد نحو 3000 صوت انتخابي، فيما كان نصيب اسماعيل نحو 1000 صوت، وأفاد شهود عيان بأن اللجنة أبطلت الأصوات الموجودة في الصندوق رقم ،24 وكانت إسماعيل قادت تظاهرات حاشدة نادت بسقوط الحزب الوطني واتهمته بالتزوير الفادح.
أيضاً خسر رئيس تحرير جريدة الأسبوع والنائب في البرلمان السابق، الصحافي مصطفى بكري، المنافسة أمام وزير الإنتاج الحربي سيد مشعل بدائرة حلوان، ما دعا أنصار بكري للتظاهر أمام مقر لجنة الفرز، عقب إعلان اللجنة العامة للانتخابات فوز مشعل، وحطموا اللافتات الدعائية التي تحمل صور الوزير، منددين بتزوير النتائج لمصلحة الوزير.
أيضاً خسر الصحافي محمد شردي مرشح حزب الوفد في دائرة المناخ بمحافظة بورسعيد المنافسة أمام طارق عمار مرشح الحزب الوطني.
كما تأكدت خسارة الفنانة سميرة أحمد مرشحة حزب الوفد في دائرة باب الشعرية والموسكي على مقعد الفئات.
وفي دائرة الساحل خسر كابتن نادي الأهلي طاهر أبو زيد مرشح الوفد على مقعد الفئات من المنافسة.
وفي المنوفية، تمكن مرشح الوطني عفت السادات من اقتناص مقعد فئات تلا من شقيقيه زين وأنور، كما حسم فخري طايل (وطني) مقعد العمال، بينما حصد أمين مبارك ابن عم الرئيس مبارك مقعد الفئات في بندر شبين، وتقررت الإعادة في دائرة مركز شبين بين مرشح الإخوان سعد الحسيني ومرشح الوطني سعيد القصاص. كما تجري الإعادة بين الإخوان والوطني أيضاً في دائرة الشهداء بين أحمد العيساوي (وطني)، ويوسف تعيلب (أخوان) على مقعد العمال.
وفي شمال سيناء خسر نشأت القصاص الشهير بنائب الرصاص مقعده، كما خسر مرشح الإخوان عبدالرحمن الشوربجي من الجولة الأولى.
وأكدت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس، ان الانتخابات المصرية لم تكن حرة، وقالت في تقرير اصدرته إن الانتخابات اتسمت بتقارير عن منع مؤيدي المعارضة من دخول اللجان الانتخابية والتعرض لأعمال العنف، فيما اعتبرت جماعة «الإخوان»، انها باطلة بسبب التزوير.
وأكد القيادي الرفيع في جماعة الإخوان عصام العريان لوكالة فرانس برس، ان الانتخابات باطلة، والتزوير واضح، مشيراً إلى انه يتم التلاعب حتى في نتائج فرز الصناديق.
وفي سياق متصل أعلن حزب الغد المصري المعارض، جبهة أيمن نور، عدم اعترافه بنتائج الانتخابات، مؤكداً أن هذه الانتخابات هي الأعنف والأكثر مغايرة لإرادة الناس والأوسع تدخلاً وسطوة من جهات الأمن وبلطجة الحزب الحاكم.
وأكد رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان حافظ أبو سعدة ان نسبة المشاركة في الانتخابات هي بحدود 10٪، في حين تحدثت الصحف الحكومية المصرية عن نسبة تصل الى 25٪، ما يعني مشاركة 10 ملايين من 40 مليون ناخب مسجل، وهي نسبة تزيد قليلا على نسبة المشاركة في انتخابات 2005 التي بلغت قرابة 23٪.
وقتل شخصان بالرصاص، وأصيب ثلاثة آخرون بجروح عندما أطلق أحد أنصار مرشح مستقل النار من مسدسه مبتهجاً إثر فوز مرشحه، بحسب مصادر أمنية وقضائية. وأوضحت المصادر انه أثناء عمليات فرز الأصوات في مقر لجنة مدرسة التجارة الثانوية بمدينة مشتول السوق بمحافظة الشرقية وإثر انباء عن فوز المرشح عادل بهية (مستقل)، انطلق احد أنصاره بسيارته مسرعاً مبتهجاً وقام بحركات بهلوانية وفقد السيطرة على السيارة فأصاب شخصا بكسر وجروح خطرة، وأضافت المصادر انه إثر الحادث وتجمهر الناس «أخرج السائق مسدساً وأطلق الرصاص، ما أدى الى مصرع كل من محمود محمد عبده وحمدي محمد فرج»، واصابة شخصين آخرين بجروح.
وقال شاهد إن اشتباكاً وقع أمس بين الشرطة وأنصار مرشح حزب الوفد الخاسر محمد العمدة بمدينة مدينة كوم امبو، وان العشرات أصيبوا بجروح أو اختناق.
وقال الشاهد لـ«رويترز» في اتصال هاتفي «بمجرد خروج العمدة من لجنة الفرز وإعلانه أنه خسر مقعده في مجلس الشعب ألقى مئات من أنصاره الحجارة على قوات الشرطة»، وأضاف أن الشرطة أوسعت بعض المحتجين على النتيجة ضرباً بالعصي والأيدي وأطلقت على آخرين قنابل الغاز المسيل للدموع.
وأعلنت اللجنة العامة للانتخابات في دائرة الحامول والبرلس بمحافظة كفر الشيخ التي ثار جدل واسع حول ما شهدته من عنف ومخالفات، ان المرشح الناصري حمدين صباحي ومنافسه من الحزب الوطني الحاكم عصام عبدالغفار سيخوضان انتخابات الإعادة الأحد المقبل.
وستعقد اللجنة الانتخابية مؤتمراً صحافياً اليوم لإعلان النتائج الرسمية.