البيت الأبيض وصف نشر الوثائق بـ «الجريمة الخطرة»
كلينتون تتحرك لطمأنة شركاء واشنطن بعد تسريبات «ويكيليكس»
غادرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، أمس، واشنطن للقيام بجولة دولية تهدف إلى طمأنة الحلفاء بأن واشنطن تبقى شريكاً يحظى بصدقية على الرغم من تسريب البرقيات الدبلوماسية الاميركية عبر موقع «ويكيليكس»، والتي أدت إلى ردود فعل غاضبة حول العالم، ووصف البيت الأبيض نشرها بـ«الجريمة الخطرة».
وستلتقي كلينتون نظراءها من منظمة الأمن والتعاون في اوروبا التي تضم 54 عضوا في قمة تعقد في كازاخستان، قبل ان تزور اوزبكستان والبحرين لإجراء محادثات مع قادة هاتين الدولتين.
الصين مستعدة للتخلي عن كوريا الشمالية أفادت وثائق رسمية أميركية، كشفها موقع «ويكيليكس»، بأن الصين مستعدة لقبول توحيد شبه الجزيرة الكورية. وخلال عشاء فاخر العام الماضي، قال السفير الصيني في كازاخستان، تشينغ غوبينغ، ان بكين تعتبر البرنامج النووي الكوري الشمالي «مزعجاً جداً»، حسبما ورد في مذكرة دبلوماسية. ونقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن برقية أرسلها السفير الأميركي ريتشارد هوغلاند ان السفير الصيني قال ان «الصين تأمل إنجاز اعادة توحيد سلمية، لكنه يتوقع ان يبقى البلدان منفصلين في الأمد القصير». وفي مذكرة اخرى، نقل عن نائب وزير خارجية كوريا الجنوبية، شون يونغ وو، أن «للصين تأثيراً في كوريا الشمالية اقل مما يعتقد الناس». وأضاف أن «بكين لا ترغب إطلاقاً في استخدام الرافعة الاقتصادية لإحداث تغيير سياسي في بيونغ يانغ، وقادة الجمهورية الشعبية لكوريا الشمالية يعرفون ذلك»، مستخدماً الاسم الرسمي للشمال. ويعتقد المسؤول الكوري الجنوبي ان قادة الحزب الشيوعي الصيني «ما عادوا يعتبرون كوريا الشمالية حليفاً مفيداً أو أهلاً للثقة». وهو يرى ان كوريا الشمالية«انهارت اقتصادياً،وستنهار سياسياً بعد عامين أو ثلاثة اعوام من وفاة زعيمها الحالي كيم جونغ ايل»، معتبرا أن الصين «لن تكون قادرة على وقف انهيار كوريا الشمالية بعد وفاة زعيمها كيم جونغ ايل»، حسبما نقلت «الغارديان» عن الوثيقة. في سياق متصل، أعربت الصين أمس، عن املها ألا يحدث ملف تسريب البرقيات الدبلوماسية الاميركية «اضطرابا في العلاقات الصينية ـ الأميركية»، وفي ان تقوم واشنطن «بمعالجة الملف بشكل صائب». وقال الناطق باسم الخارجية هونغ لي في تصريح صحافي «لا نريد ان نشهد أي اضطراب في العلاقات الصينية ـ الاميركية مرتبط بهذه التسريبات. وأضاف «نأمل أن تقوم واشنطن بمعالجة صائبة» لهذا الملف. وأشارت بعض البرقيات الدبلوماسية التي كشف عنها موقع «ويكيليكس» الى ان الصين ضالعة خصوصاً في نقل مكونات صواريخ كورية شمالية إلى إيران قد تكون نقلت عبر أراضيها. شافيز يدعو كلينتون إلى الاستقالة دعا الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، أمس، وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون إلى الاستقالة، غداة نشر موقع «ويكيليكس» مذكرات دبلوماسية سرية أميركية. وقال شافيز في خطاب بثته محطة التلفزيون «في تي في» إن «الامبراطورية (الاميركية) تمت تعريتها وعلى كلينتون ان تستقيل». وأضاف أن «الاستقالة هي اقل شيء يمكنها ان تفعله، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المنحرفين الآخرين في وزارة الخارجية الاميركية». ورأى زعيم اليسار الراديكالي في اميركا اللاتينية، ان «أحداً ما يجب ان يدقق في التوازن العقلي لكلينتون»، مشيرا بذلك إلى برقية للدبلوماسية الاميركية متعلقة بالصحة العقلية للرئيسة الأرجنتينية كريستينا كيرشنر. وأضاف شافيز «أعتقد ان أحداً ما يجب ان يستقيل. لا أقول ان هذا الشخص هو الرئيس (باراك) اوباما». وأكد أن «الولايات المتحدة تهاجم الحكومات ولا تحترمها بما في ذلك حكومات حلفائها». وأشاد شافيز «بشجاعة» موقع «ويكيليكس». |
وفي البحرين ستلقي كلينتون خطاباً مهماً حول دور الولايات المتحدة في الأمن الإقليمي خلال منتدى سنوي، كما اضافت الخارجية الأميركية.
وقالت كلينتون «أود شخصياً أن اشدد لديهم على الأهمية التي اعلقها على المحادثات الصريحة والمثمرة التي أجريناها حتى الآن، وعزمنا مواصلة العمل معهم بشكل وثيق».
وأضافت للصحافيين «من الواضح ان هذه مسألة تثير قلقاً كبيراً، لأننا لا نريد لأحد في أي من الدول التي قد تكون تأثرت بهذه التسريبات المزعومة، ان تساوره الشكوك حول نوايانا وحول التزاماتنا».
وتابعت قبل ان تستقل طائرتها «السياسة تصنع في واشنطن».
وقالت ان الرئيس الاميركي باراك أوباما وأنا، «كنا واضحين جداً حيال اهدافنا في التعامل مع مجموعة واسعة من التحديات العالمية التي نواجهها، وسنواصل القيام بذلك».
وكانت كلينتون عمدت مع مسؤولين اميركيين عدة، الى تحذير اكثر من 10 حكومات إزاء هذه التسريبات قبل كشفها، في محاولة لتطويق عواقب مضمونها، ووصف البيت الابيض نشر الوثائق بـ«الجريمة الخطرة».
وقال الناطق باسم الرئاسة الاميركية روبرت غيبس، إن «ويكيليكس» والذين ينشرون هذه المعلومات «مجرمون»، معتبراً ان هذه التسريبات تشكل «انتهاكات خطرة للقانون، وتهديداً خطراً للذين يقودون ويساعدون سياستنا الخارجية».
وأولى مبادرات كلينتون في هذا المجال كانت لقاءها أمس وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو لبحث مسألة البرقيات الأميركية.
وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية، فيليب كراولي، انهما «تحدثا بشأن قضايا (ويكيليكس) ووزير الخارجية قدر التعليقات المباشرة والصريحة التي أدلت بها» كلينتون.
وأضاف ان كلينتون عقدت «اجتماعاً مثمراً جداً» مع وزير الخارجية التركي، وأكد داود أوغلو ان انقرة «تتبع سياسة خارجية مبدئية ثبت على مر الوقت انها شفافة بما في ذلك علاقاتنا مع الولايات المتحدة».
وأضاف «سنواصل اتباع السياسة الخارجية المبدئية نفسها لإحلال سلام اقليمي وشامل بالتنسيق مع الإدارة الأميركية».
ووصفت كلينتون داود أوغلو بأنه «زميل وصديق»، عملت معه بشكل وثيق في الأشهر الـ22 الأخيرة في عهد اوباما.
وكشف موقع «ويكيليكس» ووسائل اعلام عديدة في العالم، اكثر من ربع مليون وثيقة، من بينها 7918 برقية من السفارة الاميركية في أنقرة.
وفي ردها على اسئلة الصحافيين أقرّت كلينتون بأن تسريب البرقيات ترك اثراً سلبيًا على المحادثات الصريحة حول قضايا ذات اهتمام مشترك التي يجريها دبلوماسيون أميركيون مع محاوريهم الأجانب.
بوش يدعو إلى ملاحقة مسربي الوثائق
اعتبر الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، أول من أمس، أنه ينبغي «ملاحقة» المسؤولين عن تسريب وثائق موقع «ويكيليكس». وقال بوش إن «عملية التسريب تتسبب بأضرار كثيرة، وينبغي ملاحقة من يقفون وراءها». وأضاف «أصبت بخيبة امل حين علمت ان بعض الأشخاص لا يحترمون الاتفاق الذي وقعوه مع الحكومة لعدم كشف بعض الأسرار». وجاء كلام بوش في اطار حوار مباشر على موقع «فيس بوك»، لمناسبة جولة يقوم بها للترويج للكتاب الذي يتضمن مذكراته، مع مؤسس «فيس بوك»، مارك زوكربرغ وتيد ايليوت المحامي السابق للبيت الأبيض خلال ولايته الرئاسية، وشدد على ان التسريبات التي تكشف تعليقات أو أحاديث ليست معدة لإعلانها، تقوض الثقة، وهي أمر أساسي ليتمكن القادة العالميون من العمل معاً. وقال«حين (يتم نشر) أحاديث مع قادة أجانب في الصحف، فهذا أمر غير مستحب، بالنسبة إلي، فانني لا أحبذ ذلك». |
وقال السفير الأميركي السابق في موسكو، جيمس كولينز ان التسريبات ستعقد قدرة واشنطن على القيام بمفاوضات متعددة الأطراف بما يشمل تلك المتعلقة بأفغانستان لان شركاء الولايات المتحدة أصبحوا يخشون ان تصبح التفاصيل علنية.
وورد في البرقيات الدبلوماسية التي حصل عليها الموقع ان أحد مخبري الدبلوماسيين الأميركيين المعتمدين في انقرة وصف داود أوغلو بأنه «خطر للغاية»، وحذر من تأثيره الإسلامي في رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان.
كما كشفت وثائق نشرها «ويكيليكس» واطلعت عليها مجلة «دير شبيغل» الألمانية ان الدبلوماسيين الأميركيين لا يثقون بأردوغان الذي يصفونه بأنه «منعزل» وغير محاط بمصادر تمده بمعلومات جيدة.
وورد في الوثائق أيضاً ان الدبلوماسيين الأميركيين في انقرة غير واثقين من استقرار حكومة أحد أهم حلفاء الولايات المتحدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news