حكي الخرائط
بحيرة تشاد: كتلة مائية كبرى مهدّدة بالاختفاء
دعت ليبيا المجموعة الدولية لإنقاذ ما تبقى من بحيرة تشاد، وسط القارة الإفريقية، وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة قد حذرت العام الماضي، من أن كارثة إنسانية تلوح حول البحيرة نظرا لتناقص موارد المياه باستمرار. وفي ما مضى كانت بحيرة تشاد، التي يطل على شواطئها كل من الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا إحدى أكبر الكتل المائية في العالم. ونتيجةأ لظواهر تغير المناخ، والتقلّبات الجوية، والضغوط السكانية خلال العقود الماضية انكمشت رقعتها بحدود 90٪، لتتراجع مساحتها من 25 ألف كيلومتر مربّع عام ،1963 أإلى أقل من 1500 كيلومتر مربّع في عام .2001 وتتوقع وكالة الفضاء الأميركية (ناسا) اختفاء البحيرة بالكامل في حال استمرار الانحسار على الوتيرة الحالية خلال 20 عاما.
ويواجه سكان منطقة البحيرة الذين يبلغ عددهم نحو 30 مليون نسمة، احتدام المنافسة على المياه المُتناقصة. وقد انعكس انحسار المياه في البحيرة وتدهور الطاقات الإنتاجية لمنطقة حوض بحيرة تشاد بأسرها، سلبا على جميع الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، كما أسفر عن استنزاف الموارد الطبيعية مع زيادة ملحوظة في حركة النزوح ونشوب النزاعات.
وتعمل الأمم المتحدة بالتعاون مع هيئة حوض بحيرة تشاد، التي أنشئت عام ،1964 على تقنين استخدام المياه والموارد الطبيعية الأخرى لدول الحوض. وتسعى المنظمة بالتنسيق مع الهيئة الإفريقية إلى استحداث نماذج جديدة للاستخدام واستغلال المياه وتطبيقها، مع مراعاة الحفاظ على الأساليب الزراعية التقليدية السائدة، وضمان الأمن الغذائي لسكان المنطقة. ووفقاً لما خلصت إليه بحوث هيئة حوض بحيرة تشاد، فإن تناقص تدفق المياه إلى البحيرة إنما يقتضي تغييراً جذرياً في أساليب إدارة مواردها المائية، واعتماد مخطط لإعادة تكوين الرصيد المائي للبحيرة. وعلى مدى السنوات الـ40 الماضية، شهد التدفّق المائي من نهري «تشاري» و«لوغونيه»، بوصفهما المَصدرين الرئيسين للبحيرة تناقُصاً حاداً. واقترح الخبراء دراسة جدوى تتناول برنامجاً طموحاً لتحويل تدفق المياه من رافد «آوبانغوي» الرئيس المنبثق عن نهر الكونغو، لربطه بمجرى نهر «تشاري» الذي يصب في بحيرة تشاد مباشرة، علما أن زحف الرمال يهدد مجرى تشاري. ويبدو أن إنقاذ البحيرة لن يكون سهلا بالنسبة لدول الحوض الفقيرة، حيث يتطلب جهودا دولية، وتقديم المساعدة الفنية على مدى سنوات طويلة.