مبارك بحث مع عباس (يسار) آخر تطورات عملية السلام فى الشرق الأوسط. غيتي

عباس: لن نفاوض إسرائيل «ما بقـي الاستيطان»

أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، أنه لن يقبل مفاوضات مع اسرائيل «ما بقي الاستيطان»، وفيما طرح الاحتلال مشروع بناء 130 وحدة سكنية استيطانية في القدس المحتلة، وهدد بعملية كبيرة وحاسمة في غزة، شنت المقاتلات الحربية الاسرائيلية غارات على أهداف في القطاع، في وقت قالت فيه واشنطن إنها لاتزال تأمل في اتفاق سلام بحلول اغسطس المقبل، على الرغم من فشل جهودها في حمل اسرائيل على تجميد الاستيطان.

6700 أسير في سجون الاحتلال

أكد مركز الأسرى للدراسات أن هناك ما يقارب 6700 أسير وأسيرة في السجون الإسرائيلية موزعين على أكثر من 20 سجناً ومعتقلاً ومركز تحقيق وتوقيف، في ظروف لا تليق بحياة الآدمي.

وذكر مركز الأسرى في بيان له، أمس، أن من هؤلاء ما يقارب 300 طفل في سجن الدامون ومجدو وحوارة، وسجون ومعتقلات أخرى، و34 أسيرة في سجني هشارون والدامون، وما يقارب 200 معتقل إداري، وما يسمى «المقاتل غير شرعي»، بعد انتهاء المحكومية، أو من دون تهمة أو محاكمة، ضمن قانون الطوارئ المخالف للديمقراطية وحقوق الانسان.

وأضاف أن هناك عدداً من النواب والوزراء السابقين والعشرات ممن هم في زنازين العزل الانفرادي منذ سنوات طويلة، وأكثر من 1000 حالة مرضية، منهم من يعاني أمراضاً خطيرة كالسرطان والقلب والكلى والربو وأمراض أخرى، في استهتار طبي مقصود، ومن دون تلقي الرعاية اللازمة من قبل إدارة مصلحة السجون وأجهزة الأمن الإسرائيلية. غزة ــ وام

وتفصيلاً، اعلن الرئيس الفلسطيني انه لن يقبل مفاوضات مع اسرائيل ما بقي الاستيطان، وذلك في ختام لقاء عقده أمس في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك.

وقال عباس بعد اللقاء الذي استمر ساعة وربع الساعة «أياً كانت النتائج والمشاورات، اننا لن نقبل مفاوضات ما بقي الاستيطان، وابلغنا هذا الامر للاميركيين، ولابد من مرجعية واضحة للسلام».

واضاف «لجنة المتابعة العربية سنضع امامها كل شيء، وبعدها ننتقل للقيادة الفلسطينية، وبعدها يكون القرار».

وذكر موقع «أخبار مصر» الرسمي أن المباحثات تناولت الخيارات والبدائل التي يمكن أن تلجأ إليها السلطة الوطنية الفلسطينية لإنقاذ عملية السلام، والخروج من المأزق الراهن عقب توقف المفاوضات نتيجة استمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلية.

كما تطرقت المباحثات إلى مسألة المصالحة الفلسطينية الفلسطينية، بهدف استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية.

من جهته أعلن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، أن الإدارة الأميركية لم تستطع إقناع إسرائيل بوقف الاستيطان، ما يجعل المفاوضات بلا معنى أو ربما تكون غطاء لتمكين الاحتلال الاسرائيلي من مواصلة سياساته اللستيطانية.

وقال موسى في مؤتمر صحافي عقده مع رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير صائب عريقات «لا توجد الآن أية مساحة لمفاوضات مباشرة، لأن أي مفاوضات مع استمرار الاستيطان تعني أن ما يباع إلينا هو فرض شروط الاحتلال».

وأضاف أن المشاورات مستمرة لعقد اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية خلال الأسبوع المقبل، حيث يتخلل هذا الأسبوع أمران، الأول زيارة مبعوث السلام لمنطقة الشرق الأوسط جورج ميتشيل للمنطقة الاثنين المقبل، ليعرض بعض الأمور على الرئيس الفلسطيني وعلى المعنيين بالأمر في المنطقة، والثاني هو أن تجتمع لجنة المتابعة العربية بعد انتهاء اجتماع عباس مع ميتشل.

وتوجه رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، وصائب عرقات، أمس، الى واشنطن لاجراء محادثات مع المسؤولين الاميركيين حول الازمة التي تواجهها مفاوضات السلام.

من جانبه سيتوجه وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك، الى واشنطن لعقد لقاءات مع كبار مسؤولي الدفاع في الادارة الاميركية، كما اعلن مكتب باراك في بيان.

واعلنت الولايات المتحدة انها لاتزال تأمل في أن يتوصل الاسرائيليون والفلسطينيون الى اتفاق سلام بحلول اغسطس المقبل، رغم فشل جهودها في حمل اسرائيل على تجميد الاستيطان.

على صلة ذكرت الإذاعة الاسرائيلية انه سيطرح على ما تسمى اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء الإسرائيلية الأسبوع المقبل مشروع بناء 130 وحدة سكنية في مستوطنة غيلو جنوب القدس المحتلة.

وقالت الإذاعة إن اللجنة المحلية في بلدية الاحتلال بالقدس قد صادقت على هذا المشروع الأسبوع الماضي.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي، قد صرح بأن «موقف الولايات المتحدة بالنسبة للبناء في المستوطنات اليهودية لم يتغير، ونحن لا نقبل شرعية المستوطنات الإسرائيلية، وسنستمر في التمسك بهذا الموقف». وجاءت تصريحاته بعد يوم واحد من إعلان الولايات المتحدة وإسرائيل عن فشل المحادثات الجارية بينهما بشأن تجديد العملية السلمية.

وفي رام الله اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تيسير خالد، الدعوة الأميركية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإجراء مباحثات منفردة قبل وقف البناء الاستيطاني الإسرائيلي «مناورة سياسية خطيرة».

وقال إن هذه الدعوة تنطوي على تواطؤ بين الإدارة الأميركية وإسرائيل، لقطع الطريق على الآفاق الايجابية التي فتحها الاعتراف البرازيلي والأرجنتيني بدولة فلسطين في حدود عام .1967

وفي اطار التصعيد شنت المقاتلات الحربية الاسرائيلية، فجر أمس، غارات على اربعة اهداف في قطاع غزة إثر اطلاق صواريخ على جنوب اسرائيل اسفرت عن اصابة شخص بجروح.

وأوضح المتحدث العسكري الاسرائيلي ان الغارات استهدفت مصنعين لإنتاج وتخزين الاسلحة، إضافة الى مركزين لنشاطات المقاومة في شمال القطاع. وأضاف المتحدث أن الغارات تمت ردا على إطلاق قذائف وصواريخ على جنوب إسرائيل خلال 24 ساعة اسفرت عن سقوط جريح. كما أصيب منزل خال بصاروخ.

من جهته وصف رئيس أركان جيش الاحتلال جابي اشكنازي الوضع على الحدود مع غزة بأنه هش وخطير، مشيراً إلى انه يلاحظ في الفترة الأخيرة تدهوراً في الأوضاع الأمنية والكثير من العبوات الناسفة في منطقة الحدود.

وقال اشكانزي مخاطباً الوحدة «202» لكتيبة المظليين إن الجيش الاسرائيلي يجهز نفسه لعمليات قد تحدث على حدود القطاع في الفترة القريبة.

وأضاف «ستحدث أمور جديدة على طول الحدود، ويجب أن نكون جاهزين للعمل بصورة أوسع، فالمعركة المقبلة أكبر، ويجب أن تنتهي بصورة واضحة نكون نحن المنتصرين فيها، لاننا نتفوق على الجانب الآخر بصورة كبيرة».

الأكثر مشاركة