عناصر من الشرطة الأفغانية يفتشون عدداً من المواطنين في نقطة أمنية جنوب قندهار. أ.ب

مقتل 30 مسلحاً بأفغانستان.. و4 بضربة أميركية في باكستان

قتل 30 مسلحاً من حركة «طالبان» في هجوم شنته القوات الدولية والأفغانية في إقليم بغلان، شمالي أفغانستان، فيما قتل أربعة مقاتلين اسلاميين بصواريخ اطلقتها طائرة اميركية من دون طيار على شمال غرب باكستان.

في الوقت الذي عقد فيه الرئيس الاميركي باراك أوباما آخر اجتماع مع وزرائه ومستشاريه العسكريين قبل ان يكشف غداً عن مراجعة لاستراتيجية الحرب في افغانستان تشتمل على تقييم للنتائج بعد عام من المراهنة على ان زيادة عدد القوات المنتشرة في البلد المضطرب ستؤدي الى سحق القاعدة وتكبح طالبان.

وقال حاكم إقليم بغلان، شمالي أفغانستان منشي عبدالمجيد إن «30 شخصاً ينتمون لحركة طالبان قتلوا، أمس، على يد القوات الأفغانية، وفي غارة شنتها قوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) في الإقليم».

وأضاف أن قوات مشتركة من الشرطة والجيش الأفغانيين اشتبكت مع عدد كبير من المسلحين بقرية أحمدزاي، بعدما بدأت «عميلة تمشيط» أول من أمس.

وأوضح أن قوات الحلف قصفت المسلحين الذين طوقوا القرية، مضيفا ان «ما لا يقل عن 30 من مقاتلي طالبان قتلوا في المعارك الأرضية والقصف».

وأشار إلى أن صاروخاً أطلقته طائرة للحلف دمر مدرسة، غير انه لم ترد انباء حول سقوط ضحايا من المدنيين.

وأكد عبدالمجيد أن المواجهات لم تسفر عن سقوط ضحايا من القوات الأفغانية.

وفي اسلام آباد قالت مصادر عسكرية باكستانية إن اربعة مقاتلين اسلاميين، قتلوا أمس، في سيارتهم بصواريخ اطلقتها طائرة اميركية من دون طيار على شمال غرب باكستان حيث تستهدف «سي.اي.ايه» تقريباً يومياً عناصر القاعدة وطالبان.

وأعلن مسؤول عسكري رفيع المستوى طالباً عدم كشف هويته، ان طائرة من دون طيار هاجمت سيارة كان يركبها مقاتلون في قرية سبالغا في اقليم وزيرستان الشمالية القبلي، معقل حركتي طالبان الباكستانية والأفغانية وتنظيم القاعدة.

وقال «كانت طائرة أميركية من دون طيار، وقتلت صواريخها اربعة مسلحين».

وتعد منطقة وزيرستان الشمالية معقل طالبان الباكستانية حليفة تنظيم القاعدة. وتعتبر طالبان الباكستانية وحلفاؤها اكبر المسؤولين عن سلسلة من 420 اعتداء، معظمها انتحارية، اسفرت عن سقوط 4000 قتيل في مختلف انحاء باكستان خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

في سياق متصل، أنهى أوباما مراجعته للحرب في افغانستان، وعقد، أمس، آخر اجتماع مع وزرائه ومستشاريه العسكريين قبل ان يكشف اليوم عن مراجعة للاستراتيجية في الحرب في افغانستان تشتمل على تقييم للنتائج بعد عام من المراهنة على ان زيادة عدد القوات المنتشرة في البلد المضطرب ستؤدي الى سحق القاعدة وتكبح تمرد طالبان.

وأمضى البيت الابيض اشهراً في نفي التوقعات بتغيير استراتيجيته في افغانستان. وأصبح الهدف الذي حدده اوباما في 2011 بالبدء في سحب القوات الاميركية من ذلك البلد يعتبر الآن رمزيا اكثر منه تغييرا عسكريا.

وقال المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس في تقييم لقرار اوباما ارسال 30 الف جندي اضافي الى افغانستان «حققنا تقدماً ولا تزال امامنا تحديات».

وأضاف «لايزال لدينا الكثير من التحديات سواء على مستوى الامن او الحكم».

وكشف اوباما عن بعض ملامح النهج الذي يرجح ان يعتمده بالنسبة لافغانستان في زيارة الى ذلك البلد هذا الشهر، إذ قال للجنود انهم يحققون اهدافهم مؤكداً انهم سينجحون.

وقال اوباما «لقد قلنا اننا سنوقف زخم تمرد طالبان. وهذا ما نفعله». الا انه اقر انه لاتزال امام الجنود ايام صعبة في الحرب التي اودت بحياة نحو 700 جندي اجنبي حتى هذا الوقت من العام.

وفيما يصر البيت الابيض على ان الحرب تسير بالشكل الصحيح بحيث يمكن للقوات الافغانية تولي بعض السلطات الامنية بما يسمح لبعض القوات الاميركية بترك افغانستان، يبدو ان تاريخ الانسحاب سيكون الآن نهاية عام .2014

ومن بين الجوانب المهمة في استراتيجية اوباما الجديدة تشجيع جهود باكستان للقضاء على مسلحي القاعدة المتمركزين في مناطق القبائل الحدودية الشمالية الغربية التي يغيب عنها القانون، نظراً إلى أن بإمكانهم التسلل عبر الحدود الى افغانستان لمهاجمة القوات الاميركية.

ومن بين النقاط التي ستثير اهتمام المراقبين في تقرير اوباما موقف الادارة الاميركية من باكستان بعد تقرير رفعته الادارة الى الكونغرس هذا العام يتهم فيه القوات الباكستانية بتجنب اثارة «نزاع مباشر» مع قوات طالبان والقاعدة.

هولبروك يفارق الحياة بدعوة إلى وقف حرب أفغانستان

توفي مساء أول من أمس، الموفد الأميركي الخاص الى باكستان وأفغانستان ريتشارد هولبروك، احد الدبلوماسيين الأميركيين الأكثر خبرة، الذي ينسب اليه انقاذ عشرات آلاف الارواح عبر مهمات السلام التي قام بها، وذلك بعد ثلاثة ايام على اصابته بأزمة قلبية قبل اكمال مهمته الأخيرة الصعبة.

ووجه الرئيس الاميركي باراك اوباما تحية للدبلوماسي المخضرم البالغ من العمر 69 عاماً واصفاً اياه بأنه «عملاق فعلي للسياسة الخارجية الاميركية جعل اميركا اقوى واكثر أماناً واحتراماً». وأضاف اوباما ان «التقدم الذي احرزناه في افغانستان وباكستان ينسب بجزء كبير الى الجهود التي قام بها ريتشارد هولبروك من دون كلل من اجل المصلحة الوطنية لأميركا وسعيه الى السلام والأمن». وقد خضع هولبروك الذي اصيب بعارض صحي الجمعة لعملية جراحية في الشريان الاورطي، ثم خضع لعلمية ثانية نهاية الاسبوع.

وافادت صحيفة «واشنطن بوست» أمس بأن هولبروك دعا قبيل خضوعه لعملية جراحية طويلة في نهاية الاسبوع الى وقف الحرب في افغانستان. وقال هولبروك لطبيبه الجراح الباكستاني قبيل دخوله الى غرفة العمليات «يجب وقف هذه الحرب في افغانستان»، كما ذكرت الصحيفة نقلا عن مقربين من العائلة لم تكشف هوياتهم.

وقد بدأ هولبروك مسيرته الدبلوماسية في فيتنام قبل نحو 50 عاماً. وفي 1995 عينه كلينتون مساعداً لوزير الخارجية مكلفا الشؤون الاوروبية. وبصفته هذه كان مهندس اتفاقات دايتون التي انهت في 1995 حرب البوسنة، وقد اطلق عليه بعد ذلك لقب «كيسنجر البلقان». ومن اجل التفاوض على الاتفاق الذي لايزال يعتبر حتى اليوم من اكبر نجاحات الدبلوماسية الاميركية، قام هولبروك بزيارات عدة الى يوغوسلافيا السابقة، ولم يتردد في اعتماد لهجة قوية مع الرئيس الصربي السابق سلوبودان ميلوسيفيتش.

وفي ردود الفعل الدولية، اعتبر الرئيس الافغاني حامد كرزاي الذي كانت علاقاته صعبة في بعض الاحيان مع الراحل، ان رحيل هولبروك يشكل «خسارة للشعب الاميركي».

وفي اسلام آباد، اعلن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري أن «باكستان فقدت صديقاً» برحيل هولبروك. عواصم ــ وكالات

الأكثر مشاركة