بارقة أمل تلوح لتسوية مشكلة جزر الكوريل
انتفض الياباني العجوز توشيو كويزومي سخطاً، عندما سمع أن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف قام أخيراً بزيارة لجزيرة كوناشيري الباردة، ذات الرياح العاصفة. وقال كويزومي (87 عاماً) وهو أحد السكان السابقين في شيكوتان، إحدى جزر كوريل الأربع المتنازع عليها بين موسكو وطوكيو في شمال شرق اليابان، منذ عام 1945 «هذا ثاني أكثرالأحداث البشعة في حياتي بعد استيلاء القوات السوفييتية على الجزر».
تطالب اليابان بالجزر التي تطلق عليها اسم «الأراضي الشمالية»، وقد استولت عليها القوات السوفييتية في أواخر شهر أغسطس وأوائل سبتمبرعام ،1945 بعد قبول طوكيو شروط إعلان بوتسدام، الخاص باستسلامها في نهاية الحرب العالمية الثانية، التي استسلمت اليابان فيها في أغسطس من العام ذاته.
يتذكر كويزومي، الذي يرأس رابطة من السكان السابقين في هذه الجزر، أن القوات السوفييتية «اقتحموا الجزيرة بعد الحرب، ورفعوا العلم الأحمر على جزيرتنا وأعلنوا أنها تابعة لها، ثم طردونا منها».
كان كويزومي بين أكثر من 17 ألف ياباني أجبروا على ترك جزر هابوماي وشيكوتان، والجزيرتين الأكبر كوناشيري وإيتوروفو.
وعندما التقى رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان، الرئيس الروسي على هامش قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والباسيفيك في يوكوهاما، منتصف
نوفمبر الماضي، اعرب عن احتجاجه على زيارة الأخير للجزيرة، غير أن الاحتجاج قوبل بتعليق من موسكو مؤداه أن مدفيديف ببساطة يتنقل داخل بلاده.
وقال كويزومي «التزمّت الروسي، وسياسة الباب الدوار التي تنتهجها القيادة اليابانية» هما السبب الرئيس لبقاء الجانبين على خلاف طيلة 65 عاماً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مضيفاً «لا أعتقد أن روسيا ستتفاوض بجدية في وقت تفتقد فيه اليابان زعيماً قوياً».
يشار إلى أن «كان» هو سادس رئيس وزراء لليابان خلال خمس سنوات.
وقال خبير العلاقات الروسية اليابانية بمركز الأبحاث السلافية في جامعة هوكايدو في سابورو، نوبو أراي «إن أحد السيناريوهات المحتملة هو التوصل الى اتفاق بتسليم جزيرتي شيكوتان وهابوماي، نقطة بدء للمفاوضات».
ينص إعلان مشترك تم التوصل اليه عام ،1956 على أن تعيد موسكو الجزيرتين لدى التوصل الى اتفاق سلام، لكن الجزيرتين تشكلان 7٪ فقط من إجمالي أراضي الجزر الأربع. وقال أراي «لا يمكن تصور (بالنسبة لروسيا) أن تعيد الجزيرتين الأخرييناللتين لم تذكرا في الإعلان».