صورة وظلال

 

يحكم الكسندر لوكاشنكو، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية التي جرت أمس في بيلاروسيا، بلاده بقبضة من حديد منذ 16 عاماً، ويناور بين روسيا والغرب، حيث يوصف بالمستبد أو بـ«آخر دكتاتور في أوروبا».

وفي بيلاروسيا يحظى لوكاشنكو (56 عاماً) بشعبية لدى قسم كبير من مواطنيه الذين يستميلهم حفاظه على بعض الارث السوفييتي مع اقتصاد موجه وتغطية اجتماعية نسبية. ونال لوكاشنكو الذي يحكم البلاد منذ 16 عاماً نحو 80٪ من الأصوات في الدورة الاولى للانتخابات، كما اعلنت اللجنة الانتخابية، التي أشارت ايضاً الى أن حفل التنصيب سيجري بحلول 19 فبراير المقبل. وفي الغرب يعتبر الكثير من المراقبين والمدافعين عن حقوق الإنسان لوكاشنكو قائداً مستبداً ومتسلطاً، وكثيراً ما تصفه وسائل الإعلام بـ«آخر دكتاتور في أوروبا»، في استعادة لعبارة أطلقها عليه الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الابن. ولايكاد هذا المدير السابق لمزرعة تابعة للدولة يتحمل النقد، ولا يتوانى عن إطلاق نعت «أعداء الشعب» على معارضيه، الذين ينددون بتسلط النظام، حيث تُنتهك حرية الصحافة ويضطهد الناشطون السياسيون. وقال لوكاشنكو أمس، بعد أن أدلى بصوته في مينسك، إن مرشحي المعارضة «ليسوا مستعدين ببساطة للانتخابات»، رافضاً أي دعاوى بتزوير الاقتراع. وبدأ نجم لوكاشنكو، المولود لأم مزارعة وأب مجهول في 1954 في كوبيس (شرق)، يصعد في ،1990 حين انتخب عضواً في السوفييت الأعلى لبيلاروسيا، وبعد عام نالت بيلاروسيا استقلالها.

وقاد بعد ثلاث سنوات لجنة برلمانية نددت بفساد السلطة الذي شكل المحور الرئيس لحملته الانتخابية الناجحة في ،1994 التي فاز على اثرها في أول انتخابات رئاسية في بيلاروسيا المستقلة.

وسريعاً ما اتخذ إجراءات لاستقرار الاقتصاد، وبدأ يحتكر شيئاً فشيئاً جميع السلطات. وفي 1996 حل البرلمان واستبدله بمجلس جديد مكون من 110 أعضاء مقربين منه. وبعد انتقادات لتجاوزاته وجهتها إليه الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي، اتهم لوكاشنكو حكومات أجنبية بالتآمر عليه، وطرد في 1998 العديد من سفراء البلدان الغربية. ومنذ أن تولى الحكم غاب الكثير من خصومه، ولم يُعثر لهم على أثر. وأعيد انتخاب لوكاشنكو، الخطيب المفوه، والشخصية الجذابة، لولاية ثانية ثم ثالثة اثر انتخابات اعتبرها الغرب غير ديمقراطية. وبعد ثلاث سنوات من الانتخابات الرئاسية عام 2006 التي فاز فيها بنسبة 83٪، بحسب الارقام الرسمية، أقر لوكاشنكو بنفسه بأنه زوّر النتائج. وقال في هذا الصدد «اعطيت أوامري حتى لا تكون النتيجة 93٪، بل بنحو 80٪، لأن نتيجة فوق 90٪ يصعب تقبلها نفسياً».

ويتهمه خصومه بأنه مصاب بأعراض ذهانية، وبأنه حوّل البلاد الى متحف ستاليني، بعد أن روّج خطب ونظريات لينين حين كانت بيلاروسيا إحدى جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق.

ولوكاشنكو الفخور بلقبه «باتكا» (أي أبو بيلاورسيا)، يزهو بأنه يقود بلداً مثالياً. وجاء في سيرته الذاتية في موقع الرئاسة «لا يوجد فساد ولا جريمة منظمة ولا فوضى» في بيلاروسيا.

ولوكاشنكو والد لثلاثة أبناء، وهو فخور بشكل خاص بنيكولاي البالغ من العمر ست سنوات، والمولود خارج إطار الزواج، حتى انه يصحبه معه في زيارات الدولة، ويلبسه أحياناً زياً عسكرياً لمناسبة حضور عرض عسكري.

تويتر