واشنطن تسعى إلى زيادة تدخلها العسكري في باكستان
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» أن مسؤولين عسكريين اميركيين كباراً في افغانستان، يسعون إلى زيادة التدخل البري للقوات الخاصة عبر الحدود الى داخل المناطق القبلية الباكستانية، الا انهم يلقون ممانعة من مسؤولين في ادارة الرئيس باراك اوباما. غير ان قيادة قوات الحلف الأطلسي، كما اسلام اباد، سارعت الى نفي الخبر.
وقالت «نيويورك تايمز» على موقعها الإلكتروني نقلاً عن مصادر رفيعة المستوى، ان هؤلاء المسؤولين يقترحون تصعيد العمليات العسكرية في باكستان بعد نفاد صبر الولايات المتحدة من ضآلة جهود باكستان للقضاء على معاقل المسلحين في تلك المناطق. ويقتصر تدخل القوات الأميركية في باكستان حتى الآن على عمليات سرية محدودة وغارات تشنها طائرات من دون طيار.
إلا ان متحدثاً باسم القوة الدولية للمساعدة على ارساء الأمن في افغانستان (ايساف) التابعة للحلف الأطلسي، قال ان اي ايحاء بالتخطيط لعمليات برية في باكستان «عارٍ من الصحة».
وصرح مساعد الأميرال غريغوري سميث بأن «القوات الأميركية وقوات ايساف طورت مع شركائها الأفغان علاقة عمل قوية مع العسكريين الباكستانيين لمواجهة القضايا الأمنية ذات الاهتمام المشترك». وأضاف أن هذا التعاون يعترف بسيادة افغانستان وباكستان وحريتها في ملاحقة مسلحين وإرهابيين في مناطقها الحدودية.
وتثير هذه العمليات استنكار الحكومة الباكستانية، ولو ان البرقيات الدبلوماسية الأميركية التي سربها موقع «ويكيليكس» أخيراً، أشارت الى ان المسؤولين السياسيين والعسكريين في اسلام اباد يوافقون ضمنياً على هذه الضربات.
وقال قادة عسكريون للصحيفة إن خطة العمليات الخاصة، التي لم تتم المصادقة عليها بعد، يمكن ان تساعدهم في الحصول على معلومات في غاية الاهمية في حال اعتقال ناشطين ونقلهم عبر الحدود الى افغانستان ليتم استجوابهم.
وأكد مسؤولون أميركيون أنهم يفضلون القبض على القادة العسكريين لحركة طالبان او «تنظيم حقاني» وليس قتلهم، وذلك للحصول منهم على معلومات حول أي مخططات مستقبلية.
وقال مسؤول اميركي رفيع المستوى طلب من الصحيفة عدم الكشف عن اسمه «نحن اليوم اقرب من اي وقت مضى للحصول على الموافقة لعبور الحدود».
ورداً على المقال، اعلن سفير باكستان في واشنطن حسين حقاني أن بلاده «قادرة على التعامل مع تهديد الناشطين» وأنه «لم يسمح لأي جنود اجانب بالدخول او بالقيام بأي عمليات على اراضينا».
وقال إنه «لم يتم التفاوض خلال رحلته في اي موضوع يمكن ان يوحي بتصعيد او بتدخل احادي الجانب من قبل قوات الحلف الأطلسي خارج التفويض الذي تنتشر بموجبه في افغانستان».
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الباكستانية، أمس، أن قواتها اجرت تجربة ناجحة على صاروخ عابر للقارات قادر على حمل رؤوس نووية.
واوضح البيان ان القيادة الاستراتيجية في الجيش اختبرت بحضور رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني، الصاروخ «قهوري هدف 5» الذي يبلغ مداه 1300 كلم.
وصرح جيلاني للقادة العسكريين بأن باكستان فخورة بقدراتها الدفاعية وقوة ردعها النووي.
واضاف ان هذه القدرات تشكل قاعدة السياسة الأمنية في البلاد وسيستمر تطويرها.