سيؤول تجري أكبــر تدريبـات بالذخيرة الحية وسط صمت بيونغ يانغ
أعلنت كوريا الجنوبية، أمس، عن مناورات عسكرية برية وبحرية تتضمن أكبر تدريبات على الاطلاق بالذخيرة الحية قرب كوريا الشمالية، بينما كان التوتر قد بدأ يتراجع في شبه الجزيرة الكورية بعد هجوم بيونغ يانغ على جزيرة كورية جنوبية.
وتأتي التدريبات التي تشارك فيها المدفعية وطائرات مقاتلة وأكبر عدد من الأفراد في تدريب في زمن السلم بعد تدريب بالذخيرة الحية للمدفعية الكورية الجنوبية يوم الاثنين على جزيرة يونبيونغ الواقعة قرب الحدود البحرية بين الكوريتين، ومن المرجح ان تثير حنق بيونغ يانغ.
وقال البريجادير جنرال جو اون شيك في بيان «سنتأكد من توجيه ضربة موجعة اذا حاول الشمال تكرار الموقف الذي حدث عند القصف المدفعي لجزيرة يونبيونغ».
ولم يرد أي رد فعل من كوريا الشمالية وأوردت وكالة الانباء المركزية الكورية الشمالية تقارير عن زيارة الزعيم كيم جونغ ايل لمحطة للطاقة.
كما أعلنت كوريا الجنوبية انها بدأت أمس، تدريبات بالذخيرة الحية تستمر ثلاثة ايام قبالة ساحلها الشرقي.
ولم يذكر مسؤول اعلامي بوزارة الدفاع في سيؤول تفاصيل، لكن وكالة انباء يونهاب قالت، ان التدريبات تجري على بعد نحو 100 كيلومتر جنوبي الحدود البحرية مع كوريا الشمالية ويشارك فيها ما لا يقل عن ستة زوارق بحرية.
وعرضت كوريا الشمالية هذا الاسبوع السماح بعودة مفتشي الامم المتحدة على برنامجها للاسلحة النووية، ما صعد تكهنات بشأن استئناف المحادثات السداسية لنزع سلاحها. وتنفس العالم الصعداء لمرور الأزمة. وسُئل ضابط في الجيش الكوري الجنوبي ما اذا كان القصف المدفعي لجزيرة يونبيونغ الشهر الماضي وراء التدريبات البرية الجديدة، فقال «نعم، انها استعراض للقوة في مواجهة هذا».
وذكر أن بلاده قامت بتدريبات في أكثر من 50 مناسبة، لكن حجم التدريبات الجديدة لم يسبق له مثيل.
وستجري التدريبات في منطقة بوتشيون على بعد يقل عن 50 كيلومتراً الى الشمال من قلب العاصمة الجنوبية سيؤول.
وتصاعدت الأزمة الأخيرة حين قصفت كوريا الشمالية يونبيونغ الواقعة الى الجنوب مباشرة من الحدود البحرية المتنازع عليها، ما ادى الى مقتل أربعة من
بينهم مدنيان في أسوأ هجوم على اراضي كوريا الجنوبية، منذ انتهاء الحرب الكورية عام .1953
وتحث الصين الحليف الرئيس الوحيد لكوريا الشمالية بشكل مستمر على الحوار لحل الأزمة، وامتنعت عن إلقاء اللوم على جارتها في قصف الجزيرة الكورية الجنوبية الشهر الماضي.
وأجرت كوريا الجنوبية مزيداً من التدريبات بالذخيرة الحية في الجزيرة الاثنين الاضي، ما زاد المخاوف من نشوب حرب شاملة، ولكن كوريا الشمالية لم ترد.
وبدلاً من ذلك عرضت قبول المفتشين النوويين الذين قامت بطردهم من قبل. ولكن محللين قالوا انه لم يعرف مدى حرية الحركة التي ستتاح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأن كوريا الشمالية حدت من رقابتهم فيالماضي. وأضافوا ايضاً أن مصدر القلق الرئيس هو ما اذا كانت هناك مواقع نووية أخرى غير معروفة خارج «يونغبيون».
وتشتبه كوريا الجنوبية والولايات المتحدة في ان كوريا الشمالية لديها مزيد من المواقع الجاهزة لتخصيب اليورانيوم خارج يونغبيون، وهو المجمع الذي يُعد محور برنامج اسلحة البلوتونيوم الكوري الشمالي.
وقالت كوريا الشمالية التي رفضت الاشراف الكامل للوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ عام ،2002 وطردت المفتشين في ابريل الماضي، إنها لا تريد تخصيب اليورانيوم، الا للمستوى المنخفض المستخدم في صنع وقود لبرنامج مدني للطاقة النووية.
ولكن من اجل التحقق من ذلك تحتاج الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى حرية اطلاع مستمرة من دون قيود على كل انشطة كوريا الشمالية لتخصيب اليورانيوم.
ومازال مجلس الأمن الدولي يواجه طريقاً مسدوداً في جهوده لتخفيف التوترات في شبه الجزيرة الكورية، ولكن امتناع كوريا الشمالية عن الرد على مناورات كوريا الجنوبية، بالاضافة الى العرض المتعلق بالمفتشين النوويين اتاحا فرصة لالتقاط الأنفاس.
ولكن مسؤولاً في الحكومة الكورية الجنوبية طلب عدم ذكر اسمه، قال إن سيؤول لا يمكن ان تأخذ العرض الكوري الشمالي بشكل جدي، لأنه ليس رسمياً. وأضاف أن الأطراف الخمسة لابد أن تتفق اولاً على ما تعرضه لكوريا الشمالية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news