كاتساف.. مسيرة سياسية متواضعة تنتهي بفضيحة
الرئيس الإسرائيلي السابق موشيه كاتساف الذي دين، أمس، بالاغتصاب والتحرش الجنسي هو أول رجل سياسة من اليمين يتولى رئاسة إسرائيل، بعد مسيرة سياسية غير لافتة انتهت بالفضيحة.
وانهارت صورة الرجل المحترم والنزيه التي كان يصدرها كاتساف (65 عاماً) الذي يتحدر من اصل إيراني، عندما كُشفت اولى الفضائح الجنسية المتورط فيها في يوليو .2006 وشحب لونه وتمتم «لا لا» عند صدور الحكم الذي لا سابق له في تاريخ اسرائيل أمس.
ودين ايضاً بعرقلة القضاء، وهو يواجه إمكان الحكم عليه بالسجن بين ثمانية و16 عاما، ومن المقرر ان يصدر الحكم في يناير.
وقالت الموظفة السابقة التي اتهمته باغتصابها عندما كان وزيراً للسياحة في اواخر تسعينات القرن الماضي، وهو ما دانته به المحكمة «لكن كان بوجهين، شخص طيب في النهار وشرير في الليل. لقد رأيت جانبه السيئ».
وكاتساف السياسي المحنك من حزب الليكود (يمين)، انتخب رئيساً عام 2000 من قبل النواب الاسرائيليين الذين فضلوه على شيمون بيريز، السياسي المخضرم على الساحة السياسية الاسرائيلية، ما اثار مفاجأة كبرى. وقد خلفه بيريز في المنصب في يوليو ،2007 بعد استقالته في يونيو من العام نفسه.
وكاتساف هو اول رجل سياسي من اليمين يتولى المهام الفخرية الى حد كبير لرئيس الدولة لولاية من سبع سنوات، يمكن تجديدها لفترة غير محددة.
وقد خاض قبل ذلك مسيرة سياسية لمدة 23 عاماً، لكن من دون أن يبرز كثيراً، حيث حصل فقط على حقيبتي النقل والسياحة.
ولد كاتساف في إيران عام 1945 لدى عائلة مؤلفة من ثمانية أطفال، ووصل الى اسرائيل عام ،1948 وأقام في احد المخيمات التي كانت مخصصة آنذاك للمهاجرين الجدد في كريات مالاشي جنوب القدس المحتلة. وقد استقر بعد ذلك فيها مع زوجته غيلا واولادهما الخمسة.
وعام 1969 انتخب رئيساً لبلدية كريات مالاشي حين كان في الرابعة والعشرين من العمر، ليصبح بذلك أصغر رئيس بلدية في اسرائيل.
وكاتساف حائز اجازتين في التاريخ والاقتصاد، وقد دخل الى الكنيست عام ،1977 واعطى صورة السياسي المعتدل نظراً للهجته المعتدلة وبراغماتيته.
ويقدم كاتساف نفسه على أنه يهودي ملتزم ويحترم التقاليد، وكان دائماً مدافعاً عن القضايا الاجتماعية والمهمشين وغالبيتهم من اليهود الشرقيين.
وقد عارض موشيه كاتساف اتفاقات اوسلو التي ابرمت مع منظمة التحرير الفلسطينية عام ،1993 قبل أن يكون من بين اوائل شخصيات اليمين التي اعتبرتها واقعاً قائماً. وفي بادرة بارزة، تبادل بعض الكلمات بالفارسية مع الرئيس الايراني آنذاك محمد خاتمي على هامش مراسم دفن البابا يوحنا بولس الثاني في الفاتيكان في أبريل ،2005 كما صافح الرئيس السوري بشار الأسد.