منتجع الرئاسة في شرم الشيخ صورة لمصر لا يعرفها الشعب
من يتساءل عن كيف ابتعد الرئيس المصري حسني مبارك عن احتياجات المصريين الحقيقية على أرض الواقع، ليس عليه أن ينظر إلى أبعد من منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر، الذي لجأ إليه مبارك، بعد أن أطاح به الشعب الاسبوعالماضي.
فشرم الشيخ بشوارعها الواسعة التي يزين النخيل جانبيها، أبعد ما تكون عن المدن الصناعية الملوثة الهواء، والقرى الريفية المتهالكة التي يقطنها أغلب المصريين العاديين.
مبارك مُصرّ على الموت على أرض مصر قال مسؤول سعودي، أمس، إن حسني مبارك الرئيس المصري المخلوع استسلم لمرضه، ويريد أن يموت في منتجع شرم الشيخ المطل على البحر الاحمر الذييقيم فيه منذ أن أطاح الشعب بحكمه. وعانى مبارك (82 عاماً) مشكلات صحية في السنوات القليلةالماضية، وسافر الى ألمانيا، حيث أجريت له جراحة لاستئصال حويصلة مرارية في مارس الماضي. وتواترت التقارير عن تدهور حالتهالصحية منذ تنحيه يوم الجمعة الماضي، بعد أن حكم البلاد نحو 30 عاما. وقال مسؤول في السعودية إن المملكة عرضت استضافة مبارك، لكنه كان مصراً على أن يموت في مصر. ولم يتسن على الفور الحصول على تأكيدات رسمية من الحكومة السعودية. وقال المسؤول السعودي الذي طلب عدم نشر اسمه «انه لم يمت، لكنهليس في حالة طيبة على الاطلاق، ويرفض المغادرة. لقد استسلم، ويريد أن يموت في شرم». شرم الشيخ ــ رويترز |
فهناك في شرم الشيخ يستلقي السياح لأخذ حمامات الشمس، ويشربون الخمر علناً على نسمات هواء البحر. ويقول سكان إن شرم الشيخ اجتذبت مبارك لقضاء أوقات أطول فيها في أواخر فترة حكمه التي امتدت نحو 30 عاماً، حيث يتنزه مع زعماء أجانب أو يستشفي من مرض.
وقال المحلل في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية نبيل عبدالفتاح، إن «مبارك كان لا يريد أن يرى أو يسمع حقيقة ما يحدث.».
وأضاف «ساعد ذلك في توسيع فجوة الصدقية بين مبارك والاجيال الجديدة، خصوصاً في القاهرة والاسكندرية ومدن دلتا النيل مثل المنصورة». كما أن الامان الذي يوفره البحر والجبال في البلدة الواقعة على الطرف الجنوبي لشبه جزيرة سيناء، جعل من شرم الشيخ موقعاً طبيعياً مميزاً يختاره مبارك لعقد اجتماعات قمة مهمة.
وعقدت القمة الاقتصادية العربية في منتج فاخر قريب من فيلا أسرة مبارك، قبل أقل من أسبوع من بدء الاحتجاجات في مصر.
وقال صاحب مطعم إنه رأى مبارك بنفسه يقود سيارة وحده قبل ثماني سنوات.
ويقول بعض السكان نقلا عن تقارير إعلامية غير مؤكدة، وشائعات ترددت محلياً، ان مبارك دخل في غيبوبة بعد الثورة، أو أصيب باكتئاب، ويرفض العلاج.
وأبلغ مصدر عسكري «رويترز» بأن مبارك «يتنفس»، لكنه لم يدل بمزيد من التفاصيل بشأن حالته. وقال مصدر آخر مقرب من العائلة انه ليس بخير، لكنه لم يوضح. وحولت شركات التطوير العقاري التي جذبتها الطبيعة الجميلة لشبه جزيرة سيناء شرم الشيخ من مكان للصيد يحيط به خليج رملي الى مركز للسياحة. وقال علاء، وهو مدير مطعم، رفض إعطاء اسمه كاملاً، انه ينظر إلى مبارك بفخر في الاغلب، ويلقي اللوم على مستشارين سيئين في ما يتعلق بالفساد الذي أثار غضب المحتجين.
ويقول ابراهيم محمد (27 عاماً)، عامل في أحد الفنادق، «إذا رأيت أشخاصا يؤذونني ولم تمنعهم فأنت تؤذيني».
وتابع «كنا نراقب العالم في الخارج، أنا بشر أيضا، خلقنا كلنا سواء. لذلك كان عليّ أن ابحث عن الحرية والديمقراطية، إذا لم تمنحني ذلك سأخذه، فهو حقي».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news