القرضاوي أم المصلين في ميدان التحرير.. وواشنطن تدعم المرحلـة الانتقاليـة في مصر بــ 150 مليون دولار

مليونية «جمعة النصر» تطالب بتعـجيل الإصلاحات

«مليونية جمعة النصر» في ميدان التحرير.. وفي الإطار القرضاوي خلال خطبة الجمعة أمس. أ.ب ــ أ.ف.ب

احتشد في ميدان التحرير وسط القاهرة أمس آلاف المصريين احتفالاً بسقوط نظام الرئيس السابق حسني مبارك، وتكريماً للقتلى الذين سقطوا خلال تظاهرات الاسابيع الماضية، وللتأكيد على مطالبهم التي لم تتحقق بعد، لاسيما الافراج عن الموقوفين، وأم المصلين في صلاة الجمعة بالميدان الداعية المصري الشيخ يوسف القرضاوي، في حين أعلنت الولايات المتحدة منح مصر 150 مليون دولار مساعدات اقتصادية ودعماً للمرحلة الانتقالية السياسية.

العادلي أمضى ليلته الأولى في سجن طرةمكان الشاطر وهشام طلعت

امضى وزير داخلية عهد الرئيس المصري السابق حبيب العادلي، ليلته الاولى، أول من أمس، في احد السجون القريبة من القاهرة، التي استخدمها خلال سنين توليه منصبه لسجن معارضي النظام. وقالت مصادر مطلعة إن رجال الامن اقتادوا العادلي عصراً الى سجن مزرعة طرة، بعد وقت قصير من إصدار النائب العام المصري عبدالمجيد محمود، قراراً بحبسه مع وزراء الإسكان والسياحة السابقين، وأمين تنظيم الحزب الوطني الحاكم سابقاً أحمد عز. واظهرت افلام فيديو نشرت على الـ«يوتيوب» العادلي وهو ينزل من سيارة «بيك آب» تابعة للشرطة، تستخدم عادة لنقل المجرمين، ويُقتاد من قبل رجال الامن الى باب السجن. وقالت المصادر إن العادلي امضى الليلة الاولى في قاعة السجن نفسها التي يقضي فيها خيرت الشاطر، نائب مرشد الإخوان المسلمين، وحسن مالك، القيادي في الجماعة، فترة سجنهما، بتهم يقول الاخوان انها لفقت من قبل العادلي. وقالت المصادر ان من بين الذي تستضيفهم قاعة السجن الملياردير هشام طلعت مصطفى، المدان بالتحريض على قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم. القاهرة ــ يو.بي.آي

وتفصيلاً، خرج أمس المصريون في مسيرة مليونية الى ميدان التحرير، أطلقوا عليها اسم «جمعة النصر»، احتفالا بالاطاحة بمبارك، ولتذكير الجيش الذي تسلم السلطة في البلاد بقوة الشارع والتعجيل بتنفيذ مطالبهم بالاصلاحات.

وفي ظل أجواء احتفالية اقيمت صلاة الجمعة في الميدان، وأم المصلين فيها يوسف القرضاوي، الذي دعا الى تشكيل حكومة جديدة، والإفراج فوراً عن كل المعتقلين السياسيين. وقال القرضاوي في الخطبة التي نقلها التلفزيون «أطالب الجيش المصري بأن يحررنا من الحكومة التي ألفها مبارك». وقال في خطبته «أقول كلمة للانظمة الحاكمة، لا تكابروا، لا تناطحوا المريخ، ولا تقفوا أمام التاريخ وامام شعوبكم». واضاف «فلا يستطيع احد ان يحارب الاقدار، ولا أن يؤخر النهار اذا طلع، الدنيا تغيرت، والعالم تقدم، والعالم العربي تغير من داخله، فلا تقفوا امام الشعوب، حاولوا التفاهم معها، لا تحاولوا ان تأخذوها بالكلام الفارغ، حاوروها محاورة حقيقية، لا بالترقيع، ولكن بالعمل البنّاء الذي يضع الاشياء في مواضعها، ويحترم عقول الناس، ويحترم عقول هذه الشعوب».

وتزامن الاحتفال مع مرور أسبوع على تنحي مبارك تحت ضغط تظاهرات لم تشهد مصر مثلها من ذي قبل. ورغم هذه الاجواء الاحتفالية السائدة، ابقى الجيش على انتشار دباباته في محيط الميدان، وعمد الجنود الى التدقيق في هويات المتوافدين اليه، بالتعاون مع اللجان الشعبية. وشارك الجيش ايضاً في بث الاجواء الاحتفالية، إذ عزفت فرقة موسيقية عسكرية ألحاناً وطنية وسط ترحيب الحشود.

ويأتي هذا التجمع تلبية لدعوة «ائتلاف شباب ثورة 25 يناير»، تكريما «لشهداء الحرية والكرامة والعدالة».

وكان ائتلاف شباب الثورة دعا الى مواصلة الضغط حتى تحقيق كل المطالب، لاسيما الافراج فوراً عن كل الموقوفين.

من جهته، اطلق المجلس الاعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون مصر اثر الاطاحة بمبارك صفحة رسمية على موقع «فيس بوك» الشهير للتواصل الاجتماعي. وقال الجيش في الصفحة التي حملت عنوان «الصفحة الرسمية للمجلس الاعلى للقوات المسلحة»: «يسعد المجلس الاعلى للقوات المسلحة أن يتواصل مع ابنائه على موقع الـ(فيس بوك)، على أن يتم الرد على كل التساؤلات في خلال 24 ساعة من طرحها». ووصل عدد اعضاء الصفحة الى أكثر من 48 ألف عضو، بعد أقل من 24 ساعة من تدشينها.

في سياق آخر، أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، أن الولايات المتحدة ستمنح مصر 150 مليون دولار مساعدات اقتصادية، ودعماً للمرحلة الانتقالية السياسية الجارية في هذا البلد. وقالت كلينتون إن مساعدها للشؤون السياسية وليام بيرنز ومستشار البيت الابيض المكلف شؤون الاقتصاد الدولي ديفيد ليبتون، سيتوجهان الى مصر الاسبوع المقبل. واضافت اثر اجتماع مغلق مع أعضاء في مجلس الشيوخ خصص للشرق الاوسط، أن هذين المسؤولين سيجريان مشاورات مع المسؤولين المصريين حول الطريقة التي يمكننا معها ان نقدم هذه المساعدة بشكل فاعل مع احترام الاولويات.

«حرس القرضاوي» منع وائل غنيم من اعتلاء المنصة

 

وائل غنيم لحظة منعه من الصعود إالى المنصة.   أ.ف.ب

مُنع المدون المصري الشهير وائل غنيم، الذي كان من أكبر منظمي حركة الاحتجاج الشعبي التي اطاحت بالرئيس حسني مبارك، أمس، من اعتلاء المنصة في ميدان التحرير من قبل رجال هم على ما يبدو حراس الداعية يوسف القرضاوي، الذي أم صلاة الجمعة في الميدان، كما افاد مصور لـ«فرانس برس».

واوضح المصور انه عندما حاول غنيم اعتلاء المنصة لإلقاء كلمة في هذا الميدان الذي احتشد فيه مئات الآلاف من الاشخاص للاحتفال بسقوط مبارك، وتكريم القتلى الذين سقطوا خلال تظاهرات الاسابيع الماضية، وايضاً للتأكيد على مطالبهم التي لم تتحقق بعد، حال عدد من الحراس، يبدو أنهم تابعون للقرضاوي، دون وصوله الى المنصة، فما كان منه إلا أن غادر الميدان وقد غطى وجهه بالعلم المصري. القاهرة ــ أ.ف.ب

 

تويتر