إسرائيل تشكر أوباما.. و«السلطة» تعتزم إعادة النظر في المفاوضات
فيتو أميركي يُسقط إدانة الاستيطان في مجـلس الأمن
استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو ) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار للمجموعة العربية يدين الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ما حمل الفلسطينيين على اعلان عزمهم إعادة النظر في عملية المفاوضات، والتوجه إلى الجمعية العامة ومجلس الأمن مجدداً، بعد الفيتو الأميركي. فيما شكرت اسرائيل الرئيس الأميركي باراك أوباما، ودعت الفلسطينيين الى الاستئناف الفوري للمفاوضات المباشرة من دون شروط مسبقة.
واستخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن ضد مشروع قرار للمجموعة العربية يدين الاستيطان الاسرائيلي للمرة الأولى منذ وصول أوباما الى البيت الابيض.
وقالت السفيرة الأميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس، بعيد عملية التصويت، ان القرار كان يمكن في حال تبنيه ان «يشجع الاطراف على البقاء خارج المفاوضات»، لكنها اشارت الى ان الاستيطان يقضي على «الثقة بين الطرفين» ويهدد «إمكانات السلام». وصوت اعضاء مجلس الامن الـ14 الآخرون جميعاً لمصلحة القرار.
ومشروع القرار الذي كانت ترعاه نحو 130 دولة، كان «يؤكد مجددا ان المستوطنات الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة منذ ،1967 بما فيها القدس الشرقية، غير قانونية وتشكل عقبة رئيسة امام نجاح قيام سلام عادل ودائم وشامل».
بيع 1400 وحدة استيطانية كشف المحاضر في قانون البناء والتنظيم، المحامي الفلسطيني قيس ناصر، النقاب عن أن وزارة الإسكان الإسرائيلية باعت خلال العام الماضي 2010 نحو 1400 وحدة استيطانية في القدس الشرقية والضفة الغربية. وبحسب المعطيات التي حصل عليها ناصر، فإن أغلب هذه الوحدات الاستيطانية بيعت في مستوطنة موديعين (668 وحدة سكنية) ومستوطنةهار حوما (319 وحدة سكنية) ومستوطنة معاليه أدوميم(101 وحدة) ومستوطنة بيتار عيليت(126 وحدة) ومستوطنة جفعات زئيف (78 وحدة سكنية). وقال ناصر إن نسبة الوحدات الاستيطانية التي بيعت عام 2010 في المستوطنات اليهودية بلغت نحو 35٪ من مجمل كل الوحدات السكنية التي باعتها الوزارة. وحذر من أن وزارة الإسكان الإسرائيلية تعمل على بناء وتسويق نحو 5000 وحدة استيطانية جديدة في القدس والضفة الغربية، بالإضافة إلى إيداع مخططات هيكلية جديدة لبناء نحو 3300 وحدة استيطانية جديدة في المستوطنات هار حوما وحومات شموئيل ورموت ورمات شلومو في القدس. القدس المحتلة ــ وام |
وسعت واشنطن حتى اللحظة الاخيرة لثني القيادة الفلسطينية عن التوجه الى مجلس الامن لاستصدار قرار واقناعها بالاكتفاء بإصدار بيان رئاسي غير ملزم عن مجلس الامن ينتقد الاستيطان الاسرائيلي، مرفقاً بوعد بارسال بعثة عن المجلس على الأرض، وبإدراج اشارة الى حدود 1967 في البيان المقبل للجنة الرباعية حول الشرق الاوسط، ملوحة حتى بقطع مساعداتها. كما اقترح اوباما اضافة فقرة الى الاعلان تدعو اسرائيل الى اصدار قرار تجميد جديد للاستيطان.
وفي رام الله أعلنت القيادة الفلسطينية أنها قررت التوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة لاستصدار قرار ضد الاستيطان، كما ستتوجه مجددا الى مجلس الامن للغرض نفسه. وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبدربه «إن قرارنا الآن التوجه الى الجمعية العامة للامم المتحدة لاستصدار قرار اممي ضد الاستيطان وادانته والتأكيد على عدم شرعيته، وسنعيد بعدها طرح مشروع لإدانة الاستيطان عبر مجلس الامن الدولي». وأكد عبدربه أنه «ستكون لدينا اجراءات سياسية أخرى» من دون ان يفصح عنها. وقال إن القيادة الفلسطينية ستعيد تقييم عملية المفاوضات بمجملها بعد الفيتو الاميركي.
من جهتها، شكرت اسرائيل أوباما ودعت الفلسطينيين الى الاستئناف الفوري للمفاوضات المباشرة من دون شروط مسبقة.
وأعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان صدر عن مكتبه أن إسرائيل «تقدر كثيرا» قرار أوباما فرض الفيتو على قرار مجلس الامن، معتبرا ان «القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة يثبت ان الطريق الوحيد الى السلام يمر عبر مفاوضات مباشرة وليس من خلال قرارات منظمات دولية».
كما اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية يغال بالمور ان «المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين لطالما كانت ولاتزال السبيل الوحيد لتسوية النزاع بين الطرفين».
وذكرت فرنسا وبريطانيا والمانيا بأن الاستيطان «غير شرعي» ويشكل «تهديداً» لحل الدولتين، ودعت الطرفين إلى استئناف المفاوضات المباشرة بهدف التوصل الى اتفاق حول قضايا الوضع النهائي، بحيث تنضم دولة فلسطين الى مجلس الامن اعتبارا من سبتمبر ،2011 كما اعربت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، عن اسفها لعدم «التوصل الى اجماع» في مجلس الامن، مذكرة بأن الاتحاد الاوروبي يعتبر ان المستوطنات «غير شرعية بنظر القانون الدولي وتشكل عقبة في وجه السلام وتهدد حل الدولتين».
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن القيادة الفلسطينية لا تسعى الى مقاطعة الادارة الاميركية بعد الفيتو.
وأكد أن الدبلوماسية الفلسطينية حققت انتصاراً على الرغم من الفيتو الاميركي. وأضاف أن «الدبلوماسية الفلسطينية حققت انتصارا حقيقيا بعد تصويت 14 دولة في مجلس الامن لمصلحة قرار يدين الاستيطان في الارض الفلسطينية واعتباره غير شرعي، على الرغم من استخدام الولايات المتحدة حق النقض». وفي دمشق اعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، خالد مشعل، أن «الانحياز الاميركي والعجز الدولي يفرضان إجراء مراجعة جذرية وشاملة» للوضع الفلسطيني. ولم يشر مشعل الى طبيعة هذه المراجعة، وأضاف «أننا نضع نصب اعيننا كيف نقوم اليوم بهذه المراجعة، وما ثمراتها، وما خياراتها».
وفي غزة، اعتبرت «حماس»، على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم، استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) «مشيناً»، داعية السلطة الفلسطينية الى إنهاء المفاوضات مع اسرائيل.
من جهته، دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبدالرحمن بن حمد العطية، بشدة استخدام الولايات المتحدة حق النقض، واعتبر أن الخطوة الأميركية «مستهجنة وغير مبررة»، وتصب في اتجاه تشجيع المحتل الإسرائيلي على انتهاك قرارات الأمم المتحدة والقوانين الدولية. كما دانت الأمانة العامة للجامعة العربية «الفيتو» الأميركي. وقال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة، السفير محمد صبيح، إن «استخدام الفيتو يظهر مدى الإجحاف الذي تمارسه الولايات المتحدة بحق القضية الفلسطينية، ويثبت أن سياستها تقوم على أساس الكيل بمكيالين». كما شجب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو استخدام الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو)، معتبراً هذه الخطوة تشجيعاً لإسرائيل على الاستمرار في انتهاكاتها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news