حوثيون ينضمون إلى الاحتجاجات وعشرات الآلاف يتظاهرون في صعدة
اعتصام مفتوح بصنعاء وقتيل في عدن برصاص الأمن
تحولت التظاهرات المطالبة بإسقاط النظام في اليمن، أمس، إلى اعتصام مفتوح في العاصمة صنعاء، بعد إعلان المعارضة الانضمام إليها، فيما قتل متظاهر في عدن وسط توتر مستمر في كبرى مدن الجنوب.
وإذ أكد الرئيس اليمني علي عبدالله صالح انه لن يرضخ لمطالب المتظاهرين، ولن يرحل الا عبر صناديق الاقتراع، حرم علماء البلد الاعتداء على المتظاهرين السلميين، واعتبروا في رأي شرعي لافت ان التظاهر شكل من أشكال «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر».
وانضم نواب وناشطون ومعارضون من غير الطلاب الى الاعتصام أمام جامعة صنعاء، التي تحولت خلال الاسابيع الاخيرة الى معقل للحركة المناهضة للنظام، بعد ان كان الطلاب يشكلون العمود الفقري لهذه التظاهرات. وشكل المعتصمون لجانا تنظيمية لتنظيم الاعتصام، ومنع أي تدخل من مناصري الحزب الحاكم، الذين كانوا يهاجمون الطلاب المتظاهرين بشكل يومي بالحجارة والعصي والهراوات، وحتى بالفؤوس والاسلحة، بحسب بعض المتظاهرين.
ونظم المعتصمون حملة تبرعات لدعم بقائهم في الساحة التي باتوا يطلقون عليها اسم «ساحة الحرية»، من خلال تأمين المأكل والمشرب والأغطية.
وفي عدن، أفادت مصادر طبية وشهود عيان بأن متظاهراً قتل وأصيب اربعة آخرون بجروح فجر أمس، إثر اطلاق قوات الامن النار على شباب كانوا يحتجون بالقرب من اطارات مشتعلة في مدينة عدن في جنوب اليمن. وقال شاهد لوكالة فرانس برس، ان عناصر على متن مركبتين تابعتين للامن المركزي اطلقوا النار في حي خور مكسر بعدن «بشكل عشوائي على شبان كانوا يقفون بالقرب من الاطارات التي تحترق وسط الشارع، ما ادى الى سقوط خمسة جرحى».
من جهته، ذكر مصدر طبي لوكالة فرانس برس ان «المصاب علي الخلاقي توفي متأثرا بإصابته، فيما لايزال اربعة جرحى يتلقون العلاج، احدهم في قسم العناية المركزة»، وبذلك ترتفع حصيلة قتلى الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام في عدن، التي بدأت الاربعاء الماضي، الى 12 قتيلاً، اضافة الى عشرات الجرحى. إلى ذلك، افاد مراسل وكالة فرانس برس، بأن آلاف الشبان يعتصمون في محطة الرويشان للنقل العام في حي المنصورة بعدن منذ ثلاثة ايام، وان مئات آخرين يعتصمون في حي خور مكسر في المدينة نفسها، وكان المحتجون بدأوا الاعتصام الاربعاء في محطة الرويشان، إلا ان قوات الامن فرقتهم، لكنهم عادوا للاعتصام في المكان نفسه قبل ثلاثة ايام، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
ويرفع المعتصمون شعارات مثل «الشعب يريد اسقاط النظام»، و«ارحل يا علي»، و«الحزب الحاكم قاتل».
الى ذلك، أكد صالح أمس انه لن يرضخ لمطالب المتظاهرين ويتنحى عن الحكم «إلا عبر صناديق الاقتراع».
وقال في مؤتمر صحافي مصغر ان المعارضة البرلمانية المنضوية تحت لواء اللقاء المشترك «ترفع سقف مطالبها وبعضها غير مشروع».
وفي موقف لافت، حرّم علماء اليمن برئاسة الشيخ عبدالمجيد الزنداني، أمس، الاعتداء على المتظاهرين السلميين في البلاد، وطالبوا بتشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة، تشرف على إجراء انتخابات نزيهة، واعتبر العلماء المنضوون تحت لواء جمعية علماء اليمن، ان التظاهرات السلمية شكل من أشكال الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتجب حمايتها. واكد العلماء في البيان ان «كل اعتداء بالضرب أو القتل على المتظاهرين، هو جريمة عمدية لا تسقط بالتقادم»، كما اعتبروا انه «لا يحق لأي تظاهرة ان تتجه الى مكان التظاهرة الاولى نفسه حتى لا تحصل فتنة».
وعلى الصعيد السياسي، دعا العلماء إلى «عقد مؤتمر وطني بمشاركة القوى السياسية والاجتماعية كافة، والاتفاق على حلول لمشكلات اليمن الراهنة، والتوافق على تشكيل حكومة اجماع وطني مؤقتة من ذوي الكفاءات».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news