سقوط بنغازي وسرت بأيدي المتظاهرين.. وإحراق مبانٍ حكومية في طرابلس.. وضباط انضمّوا إلى المحتجّين
سيف الإسلام يخيّر الليبيين بيـن الإصلاح والحرب الأهلية
خيّر سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، أمس، المحتجين ضد نظام والده بين الحوار والإصلاح وبين الدخول في حرب أهلية، متوعداً بأن الجيش سيفرض القانون والأمن «بأي ثمن». فيما أكد مصدر ليبي معارض أن عدداً كبيراً من ضباط الأمن والجيش انضموا الى المتظاهرين، في وقت سقطت فيه مدن ليبية عدة، بينها بنغازي (شرق) وسرت (وسط) بأيدي المتظاهرين إثر عمليات فرار من الجيش. فيما أحرق متظاهرون في العاصمة طرابلس مبنى تلفزيون وإذاعة حكوميين ومراكز للشرطة ومقرات للجان الثورية.
موسى يطالب بوقف إراقة الدماء
طالب الامين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، بحقن الدماء ووقف جميع اعمال العنف في ليبيا، في تعليق هو الاول من نوعه على التظاهرات المطالبة بالتغيير منذ انطلاقها في تونس والتي عمت دولاً عدة بالعالم العربي. وتشهد ليبيا منذ 17 من الشهر الجاري، تظاهرات مطالبة باسقاط نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وأشارت تقارير إلى استخدام السلطات الليبية القوة المفرطة والرصاص الحي في تفريق الاف المتظاهرين الليبيين الذين بدأوا سلسلة احتجاجات للمطالبة باسقاط القذافي. وأعرب موسى، في تصريح للصحافيين، عن قلقه البالغ إزاء الأحداث الجارية في الجماهيرية الليبية. وأكد أن مطالب الشعوب العربية في الإصلاح والتطوير والتغيير أمر مشروع وطرح متكامل تتشارك فيه مشاعر الأمة كلها، خصوصا في هذه المرحلة المفصلية في تاريخ العرب. وقال إنه لا مجال للتخوين ولا داعي لإثارة الفتنة بين الدول الشقيقة، مشيرا إلى أن أبناء الوطن العربي لسانهم واحد، وأنه أمر منطقي أن يستلهموا تجارب بعضهم البعض. وكانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان انتقدت السبت، صمت موسى على قمع الزعماء العرب المتظاهرين المطالبين بالاصلاحات الديمقراطية. وطالبت الشبكة، في بيان، موسى بأن يشغل نفسه - ولو قليلا - بما يمارسه الطغاة العرب، ويعلن بوضوح إدانته لهذا القمع الوحشي. القاهرة ــ يو.بي.آي |
وأكد سيف الإسلام في كلمة مسجلة بثها التلفزيون الليبي أن والده يقود المعركة من طرابلس.
وقال: «نحن لن نفرط في ليبيا، وسنقاتل حتى آخر رجل، وحتى آخر امرأة، وحتى آخر طلقة»، مشيرا إلى أن عشرات الآلاف يتقاطرون على طرابلس للدفاع عن والده. وأضاف أن المتظاهرين لا يمثلون الشعب الليبي، متهماً إياهم «بالبلطجية ومجرمين ومتناولي حبوب الهلوسة».
وأشار إلى أن ما «يجري في ليبيا فتنة كبرى وتهديد للحمة الوطنية».
وحذر الليبيين من مغبة سيل أنهار من الدماء إذا استمر هذا الوضع. وقال إن وضع ليبيا مختلف عن وضعي تونس ومصر.
وأشار إلى أن كميات من الأسلحة «بما فيها الدبابات يقودها الآن سكارى وحشاشون وتجوب مدينة بنغازي».
وعرض سيف الإسلام مبادرة على الليبيين لحقن الدماء، قائلا إنها ترتكز على التحول من الجماهيرية الأولى إلى الجماهيرية الثانية، وستشمل إرجاع الحكم المحلي لليبيا، وحوارا وطنيا على دستور ليبيا وإقرار مجموعة من القوانين، من بينها قانون الصحافة ومجتمع مدني وقانون عقوبات جديد تتماشى مع العالم وتفتح آفاق الحرية.
وأشار الى أن الغرب لن يسمح بالفوضى أو تصدير الإرهاب من ليبيا، مؤكدا أن جميع الاستثمارات الأجنبية ستهرب من بلاده إذا سقط النظام. وأضاف إذا لم تتوقف الاحتجاجات سيعود الاستعمار الى ليبيا من جديد، محذراً من ان «أساطيل أميركية وأوروبية ستحتلّكم، لانهم لن يسمحوا بامارات اسلامية، ولا بهدر النفط ولا بقيام فوضى في ليبيا».
في سياق متصل، قالت رئيسة الاتحاد الدولي لروابط حقوق الانسان، سهير بلحسن، إن مدناً ليبية عدة، بينها بنغازي وسرت سقطت بايدي المتظاهرين اثر عمليات فرار من الجيش. وأضافت أن مدناً كثيرة سقطت، خصوصا في الساحل الشرقي، وانضم عسكريون الى الانتفاضة على الزعيم الليبي، وذكرت بنغازي معقل المعارضة، وسرت مسقط رأس القذافي.
وأشارت إلى أن أعمال العنف اثناء التظاهرات أسفرت عن سقوط «ما بين 300 و400 قتيل، والاكثر ترجيحاً نحو 400».
وفي العاصمة طرابلس نهب متظاهرون، مساء أول من أمس، مبنى تلفزيون واذاعة حكوميين، وأحرقوا مراكز للشرطة ومقرات للجان الثورية.
وقال شاهد عيان، طلب عدم كشف هويته، إن «مبنى يضم قناة الجماهيرية الثانية واذاعة الشبابية تم نهبه».
من جهة اخرى، افاد شهود عيان ان عددا من المباني العامة تم احراقها في عدد من احياء العاصمة، بينها مراكز شرطة ومقرات للجان الثورية قرب الساحة الخضراء في وسط العاصمة، حيث دارت مواجهات عنيفة مساءً بين متظاهرين مناوئين للنظام واخرين موالين له.
وفي لندن، قال العضو البارز في جماعة الإخوان المسلمين المعارضة في ليبيا عبدالمنعم الشريف إن عدداً كبيراً من ضباط الأمن والجيش انضموا الى المتظاهرين المطالبين بالتغيير، وزعم أن نظام القذافي «يمر بساعاته الأخيرة».
وأبلغ الشريف المقيم في سويسرا، «يونايتد برس انترناشونال» في اتصال هاتفي، أمس، بأن العميد المهدي العرفي من جماعة الضباط الأحرار الذين شاركوا في ثورة الفاتح من سبتمبر انحاز إلى المتظاهرين، وشارك مع مجموعة من قواته في صدامات وقعت أمس قرب قصر الرئاسة في باب العزيزية بطرابلس ضد أمن الرئاسة وجيش المرتزقة واللجان الشعبية.
وأضاف أن تحذير سيف الإسلام، من مخاطر اندلاع حرب أهلية في البلاد «هي الورقة الأخيرة في يد النظام، الذي يواجه أيامه الأخيرة إن لم تكن ساعاته الأخيرة، بعد انضمام ضباط كبار في المنطقة الشرقية والغربية الى المتظاهرين». إلى ذلك استدعت بريطانيا السفير الليبي في لندن للاحتجاج على عملية القمع العنيف للتظاهرات في بلاده، والمطالبة بملاحقة المسؤولين عنها. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بروكسل: «لقد استدعينا اليوم (أمس) السفير الليبي في لندن الى وزارة الخارجية للتعبير له عن ادانتنا التامة لاستخدام القوة الدامية ضد المتظاهرين».
واشنطن تدرس الرد «المناسب» قال مسؤول في الإدارة الاميركية، أمس، إن الرئيس الأميركي باراك أوباما يدرس «كل الخطوات المناسبة» للرد على الأحداث التي تجري في ليبيا، داعياً نظام الزعيم الليبي معمر القذافي الى عدم استخدام القوة ضد المتظاهرين. وقال المسؤول ان مستشار الامن القومي توم دونيلون أطلع اوباما ليلة الاحد/ الاثنين على الوضع في ليبيا، مضيفاً انه يتم اطلاع الرئيس «على الاحداث اليوم (أمس)، ونحن نفكر في كل الخطوات المناسبة». وقال المسؤول «نحن نعمل على تحليل خطاب سيف الاسلام نجل القذافي لنرى ما يحمله من احتمالات لتطبيق إصلاحات جدية». واشنطن ــ أ.ف.ب قذاف الدم يهرب إلى القاهرة هرب أحمد قذاف الدم، ابن عم العقيد الليبي معمر القذاقي، من العاصمة الليبية طرابلس، ظهر أمس، ووصل إلى القاهرة على متن طائرة خاصة. ورفض قذاف الدم، المبعوث الشخصي للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، لدى وصوله إلى صالة كبار الزوار بالمطار، التعليق على التطورات الأخيرة التي تشهدها ليبيا. وقالت مصادر أمنية بمطار القاهرة الدولي ان قذاف الدم وصل إلى القاهرة برفقة وفد يضم خمسة أفراد. وتولى قذاف الدم حتى وقت قريب مسؤولية تنسيق العلاقة بين ليبيا ومصر، وكان في الوقت نفسه يصنف ضمن دائرة كبار المسؤولين الأمنيين في النظام. ولد قذاف الدم عام 1952 في مصر لأب ليبي وأم مصرية. وتفيد التقارير بأن قذاف الدم له دور في محاولة إخماد المظاهرات في منطقة بنغازي شرق ليبيا، والتي عمت البلاد منذ 17 فبراير مطالبة بإسقاط نظام القذافي. القاهرة ــ يو.بي.آي فرار مقاتلتين ليبيتين وهبوطهما في مالطا حطت طائرتان تابعتان لسلاح الجو الليبي، أمس، في مالطا، بعد فرارهما من ليبيا. وقالت وسائل إعلام في مالطا ان وصول المقاتلتين الليبيتين لم يكن متوقعاً ولم يعرف ما إذا كان الطياران قد انشقا. وقالت مصادر لموقع «تايمز أوف مالطا» ان الطيارين طلبا الهبوط الاضطراري في مالطا، ولإعادة التزوّد بالوقود. وذكر موقع «مالطا توداي» أن الطيارين سلّما نفسيهما إلى السلطات وأنهما فرّا من مدينة بنغازي، حيث تعرضت قاعدتهما للنهب والتدمير من قبل متظاهرين. ووصلت المقاتلتان بعيد وصول مروحيتين مدنيتين إلى مطار مالطا الدولي بعد الظهر حاملتين سبعة أشخاص. وقالت مصادر مطّلعة ان المروحيتين «فرّتا من ليبيا من دون إذن رسمي»، ولكنهما هبطتا في مالطا بشكل طبيعي. وتم احتجاز الأشخاص السبعة الذين لم يتم التأكد من جنسيتهم، والذين يحمل أحدهم جواز سفره فقط وهو فرنسي، وهم محتجزون في المطار للتدقيق في هوياتهم والتحقيق معهم. فاليتا (مالطا) ــ يو.بي.آي «الجزيرة» تتهم المخابرات الليبية بالتشويش على بثها اتهمت قناة «الجزيرة» القطرية، أمس، المخابرات الليبية بالتشويش على بثها على خلفية تغطية القناة الاحداث في الجماهيرية. وقالت القناة في بيان اذاعته ونشرته على موقعها الالكتروني انها «تمكنت من تحديد مصدر التشويش على بثها الذي ابتدأ في الثاني من الشهر الجاري واستمر متقطعاً، وكان متزامناً مع تغطية القناة للشأن الليبي». وذكرت القناة ان استنتاجها بنته على«دراسات دقيقة قامت بها شركات متخصصة». واوضحت ان التشويش «مصدره جنوب العاصمة الليبية طرابلس، وتحديداً من مبنى اداري فني تابع لجهاز مخابرات يرأسه ضابط برتبة عميد»، وهو مبنى «يقع أمام مستشفى صلاح الدين في منطقة تحمل الاسم نفسه، وهي جزء من منطقة تدعى الهضبة الخضراء». وتتعرض باقة قنوات الجزيرة للتشويش منذ اسابيع، وزاد التشويش منذ يوم الجمعة. وبحسب القناة، فإن السلطات الليبية حجبت ايضاً موقع الجزيرة الالكتروني في كل انحاء الجماهيرية. واعلنت القناة عن ترددات جديدة على اقمار «نايل سات» و«عرب سات» و«هوت بيرد» الاوروبي لتجاوز التشويش. الدوحة ــ أ.ف.ب «هيومن رايتس»: 233 قتيلاً منذ الخميس أعلنت منظمة «هيومن رايتس ووتش» لحقوق الانسان في حصيلة جديدة، أمس، أن 233 شخصاً على الاقل قتلوا في ليبيا منذ يوم الخميس الماضي الذي اندلعت فيه الاحتجاجات الواسعة ضد حكم الزعيم معمر القذافي، مشيرة الى ان 60 قتيلاً سقطوا، أول من أمس، في مدينة بنغازي وحدها. وقالت المنظمة في بيان إن حصيلة القتلى «ارتفعت الى 233 قتيلاً بحسب معلومات مستقاة من مصادر طبية في ليبيا». وكانت حصيلة سابقة اوردتها المنظمة الاميركية المتخصصة في الدفاع عن حقوق الانسان افادت بمقتل 173 في الاحتجاجات التي قمعها نظام القذافي بقسوة. واضافت أنه «في بنغازي افاد طاقم مستشفى الجلاء انهم احصوا 50 قتيلا في 20 فبراير (الاحد)، في حين احصى مستشفى «7 اكتوبر»، 10 قتلى في اليوم نفسه، ما يعني ان حصيلة القتلى الذين سقطوا في بنغازي في 20 فبراير بلغت 60 قتيلاً». وبنغازي هي ثاني كبرى مدن البلاد، وهذه المدينة الواقعة على بعد 1000 كلم شرق العاصمة طرابلس، هي معقل الحركة الاحتجاجية ضد النظام، وقد سُجل فيها اكبر عدد من الضحايا. باريس ــ أ.ف.ب |
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news