أوروبا تطالب بمعاقبة المسؤولين عن «الجرائم».. واختطاف العبيدي بعد إعلان انشقاقه

القذافي يفقد السيطرة على شرق ليبيا.. والجيش يتوعد المنتفضين

متظاهرون مدنيون وعسكريون ضد القذافي في طبرق بعد سيطرتهم عليها. رويترز

سيطر المتظاهرون الليبيون، أمس، على المناطق الشرقية من ليبيا (إقليم برقة) التي تضم خصوصاً بنغازي والبيضاء ودرنة، ولم تعد خاضعة لسيطرة حكومة الزعيم الليبي معمر القذافي، فيما هدد الجيش الليبي باستعادة المناطق «خلال مدة وجيزة» من أيدى من وصفهم بـ«المخربين ومتعاطي المخدرات». فيما دعا الاتحاد الأوروبي إلى معاقبة المسؤولين عن «الجرائم الفظيعة» التي اقترفتها قوات الأمن الليبية ضد المتظاهرين. فيما بدأت الانشقاقات في قمة السلطة، بإعلان وزير الداخلية الليبي اللواء الركن عبدالفتاح يونس العبيدي استقالته وانضمامه الى «ثورة 17 فبراير» في ليبيا.

بيريز: الليبيون لن يغفروا للقذافي

دان الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، أمس، بشدة العنف الممارس في ليبيا بحق المتظاهرين، معتبراً أن الليبيين «لن يغفروا» لزعيمهم معمر القذافي.

وقال بيريز في مؤتمر صحافي في مدريد، ان «الناس لن تغفر للقذافي استخدامه السلاح وقتله مئات الأشخاص بشكل بشع، لأن حق التظاهر من حقوق الإنسان». وأضاف «لقد كان الأعنف في رده على التظاهرات» التي اندلعت في بلدان عربية عدة، مؤكدا ان «القذافي يسخر منا جميعاً. ان الناس يسخرون منه لكن الموضوع ليس مضحكاً، انه خطير». وقال بيريز «أظن ان ما يجري الآن رائع، انه امر لا رجعة فيه».

واضاف «قد يأخذ ذلك وقتاً، لا يمكن للدكتاتوريين البقاء في زمن الشفافية»، في اشارة الى التكنولوجيات الجديدة التي يستعملها المتظاهرون. مدريد ــ أ.ف.ب

وقال وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني، أمس، في روما، خلال اجتماع نظمته جمعية سانت ايجيديو «لم يعد اقليم برقة خاضعاً لسيطرة الحكومة الليبية وتشهد انحاء البلاد كافة مواجهات واعمال عنف».

وأضاف أن الحكومة الإيطالية تطلب الوقف الفوري «لحمام الدم الفظيع» الذي «أعلنت عنه حكومة القذافي وتواصل تنفيذه». من جهته دعا رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برليسكوني، الحليف المقرب من القذافي، العالم الى معارضة «العنف غير المبرر والتوجهات نحو التطرف الاسلامي» في ليبيا وغيرها من دول شمال افريقيا. وقال في كلمة في روما «علينا ان نحذر من العنف غير المبرر والتوجه نحو الاصولية الاسلامية».

وفي طرابلس أعلنت الحكومة الليبية عن حصيلة من 300 قتيل في اعمال العنف في البلاد التي تشهد انتفاضة غير مسبوقة منذ 15 فبراير توعد القذافي بسحقها، داعياً انصاره الى تعبئة صفوفهم «لتطهير ليبيا شبراً شبراً». وأحصي العدد الاكبر من الضحايا في بنغازي (104 مدنيين و10 عسكريين)، ثاني كبرى مدن البلاد على بعد 1000 كلم شرق طرابلس، ومعقل الانتفاضة، ومدينة البيضاء (18 مدنياً و63 عسكرياً) ودرنة (29 مدنياً و36 عسكرياً)، بحسب الأرقام التي نشرتها وزارة الداخلية.

وأعلن رئيس مؤتمر الشعب العام الليبي محمد بلقاسم الزوي، خلال مؤتمر صحافي، ان الهدوء «عاد الى معظم المدن الكبرى» في البلاد، حيث «استعادت قوات الأمن والجيش مواقعها».

 لبنان رفض استقبال طائرة زوجة هانيبال القذافي

 رفض لبنان السماح لطائرة ليبية خاصة تقل زوجة هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، بالهبوط في مطار بيروت الدولي.

وقال مصدر أمني إن السلطات الملاحية في مطار رفيق الحريري الدولي، تلقت ليل الاحد الاثنين الماضي، طلباً من السلطات الليبية لاستقبال «طائرة تخص عائلة القذافي»، على متنها عدد من الأشخاص بينهم «ألين سكاف، زوجة هانيبال القذافي، اللبنانية الأصل». وأشار الى ان لبنان رفض الطلب.

الا ان مصدرا حكوميا افاد بأن وزير الاشغال اللبناني غازي العريضي، طلب لدى احالة الطلب اليه من السلطات المختصة في المطار، لائحة بأسماء المسافرين، «فرفض الليبيون ارسال اللائحة، ما دفع العريضي الى رفض الطلب».

واستقطب هانيبال القذافي وزوجته الأضواء في صيف 2008 بعد توقيفهما في جنيف بتهمة اساءة معاملة اثنين من خدمهما. وقد اخلي سبيلهما بعد ثلاثة ايام بكفالة نصف مليون فرنك سويسري (334 الف يورو). وتسببت القضية في ازمة دبلوماسية خطيرة بين برن وطرابلس التي احتجزت في المقابل رجلي اعمال سويسريين افرج عنهما بعد تمضية عقوبة بضعة اشهر في السجن. واصدر القضاء اللبناني مذكرة توقيف في حق معمر القذافي في 2008 بتهمة التحريض على «خطف» الامام موسى الصدرمع رفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، في عام ،1978 خلال زيارتهم إلى ليبيا. بيروت ــ أ.ف.ب

وأضاف أنه تم تشكيل لجنة تحقيق حول اعمال العنف التي رافقت التظاهرات، واعتبر أن «الظروف الراهنة لا تسمح بعقد اجتماع لمؤتمر الشعب العام الليبي (البرلمان) لمناقشة الإصلاحات» التي اعلنها سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي وهي قانون الصحافة وقانون المحاكمات وتنظيم المجتمع المدني ووضع دستور دائم لليبيا.

وأعلن الزوي أن المنطقة الشرقية التي وقعت تحت سيطرة المتظاهرين الذين وصفهم بـ«المخربين ومتعاطي المخدرات»، سترجع إلى «طبيعتها خلال مدة وجيزة» لم يحددها. وقال ان «أغلب مناطق ليبيا عادت للحياة مجدداً»، و«المنطقة الشرقية لم تعد إلى ذلك» وهي «تعاني نقصاً في الوقود والسلع الغذائية وعدم استتباب الأمن في مدنها».

ودليلاً على الانقسامات على اعلى مستوى في السلطة، اعلن العبيدي في تسجيل بثته قناة «الجزيرة» الفضائية مساء أول من أمس، استقالته وانضمامه الى «ثورة 17 فبراير» في ليبيا. وقال العبيدي في التسجيل المصور «أعلن انا اللواء الركن عبدالفتاح يونس اني تخليت عن جميع مناصبي استجابة لثورة 17 فبراير وذلك لقناعتي التامة بصدق مطالبها العادلة، واهيب بكل القوات المسلحة ان تستجيب لمطالب الشعب نصرة لثورة 17 فبراير».

واتهم العبيدي، القذافي بالتخطيط لمهاجمة المدنيين على نطاق واسع، وقال ان «القذافي أخبرني بأنه يخطط لاستخدام الطائرات ضد الشعب في بنغازي، وقلت له إن الآلاف سيقتلون إن قام بذلك». وأضاف أن القذافي، الذي يعرفه منذ العام ،1964 رجل عنيد ولن يستسلم، وأنه «إما ينتحر أو يتم اغتياله».

وأشار إلى أن جميع المناطق الشرقية للبلاد خرجت عن نطاق سيطرة القذافي.

وعقب ذلك أعلن في ليبيا اختطاف العبيدي في مدينة بنغازي بعد قليل من مقابلة أعلن فيها تأييده للثورة الشعبية.

وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية «أوج» ان القوات المسلحة الليبية تحمل العصابات التي خطفت العبيدي في بنغازي «مسؤولية كل ما يمس بحياته وأمنه بعد أن أصبح رهينة لدى هذه العصابات».

 قطر: لا نريد عزل ليبيا

أعلن رئيس الحكومة القطرية ووزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رفض قطر استخدام القوة ضد المتظاهرين السلميين في ليبيا، وعبر عن قلقة ازاء الأحداث الجارية هناك، مؤكداً في الوقت نفسه أن بلاده لا تسعى إلى عزل ليبيا.

ودعا في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الذي يزور الدوحة حالياً، الى حل القضايا عبر الحوار السلمي «بطريقة تحفظ مقدرات اي دولة في المنطقة»، وأضاف «نحن نتألم لما يجري في ليبيا ونتألم لما يجري للشعب الليبي الذي يستحق ان يهنأ بحياة كريمة مثل بقية الشعوب». وأكد أن «قطر لم ترتكب جريمة بوقوفها مع الشعب الليبي ومساندته له ورفضها استخدام العنف والقوة من قبل الحكومة الليبية»، وذلك في رده على سؤال بشأن الانتقادات التي وجهها الزعيم الليبي معمر القذافي لقطر في خطابه أول من أمس. وقال إنه «لا توجد خصومة بين دولة قطر وبين الحكومة الليبية وان كل ما عبرنا عنه هو الاستياء من استخدام القوة المفرطة الأمر الذي لا تقبله قطر». وبخصوص انتقادات الزعيم الليبي لتغطية قناة الجزيرة الأحداث الجارية في ليبيا، قال ان قطر لا تتدخل في الاعلام «فهو اعلام حر». وعبر أن أمله في ان تجتاز ليبيا «هذه المحنة بأسرع وقت ممكن». وأضاف أن «ليبيا دولة مهمة وتهم كل العرب، ونحن لا نسعى لعزلها بل بالعكس نحن نسعى لأن تكون ليبيا جزءاً من العالم العربي وهي جزء مهم». الدوحة ــ يو.بي.آي

وتوعدت القوات المسلحة الليبية «العصابات التي خطفته بأنها ستلاحقهم في أوكارهم وجحورهم أينما كانوا، ولن يهدأ لها بال حتى تقوم بتحريره من بين أيديهم وتنزل بهم أشد العقاب الذي يستحقونه جزاء جريمة الخطف التي ارتكبوها بحقه كونه أحد الضباط الأحرار».

وكان وزير العدل الليبي مصطفى عبدالجليل، استقال الاثنين الماضي، احتجاجا على استخدام القوة ضد المتظاهرين. كما اعلن عدد من الدبلوماسيين الليبين في الخارج استقالاتهم وانضمامهم الى الشعب. كما استقال عدد كبير من السفراء او الدبلوماسيين الليبيين العاملين في الخارج للتعبير عن اعتراضهم على القمع العنيف والدموي للتظاهرات.

وقدم المدير التنفيذي لمؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية، التي كانت مصدر النفوذ الرئيس لسيف الاسلام، استقالته احتجاجاً على العنف الذي يجتاح البلاد. وقال الصواني في رسالة نصية بعث بها لمراسل «رويترز» انه قدم استقالته من مؤسسة القذافي للتعبير عن استيائه من العنف.

في سياق متصل، ندد رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبوي، بشدة في براغ بأعمال العنف «الفظيعة» التي اقترفتها قوات الأمن الليبية ضد المتظاهرين، مشيراً الى ان هذه الجرائم لا يجب ان «تمر من دون عواقب».

وقال رومبوي خلال مؤتمر صحافي في براغ «إني ادين بشدة اعمال العنف التي تقترف ضد شعب نهض من اجل الحرية والعدل في ليبيا»، واضاف «شاهدت جرائم فظيعة غير مقبولة ولا يمكن ان تمر من دون عواقب». واعتبر الاتحاد الاوروبي، أمس، ان التهديدات التي اطلقها القذافي ضد شعبه «غير مقبولة»، موضحا ان بلدان الاتحاد الاوروبي ستدرس فرض عقوبات عليه.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية اوليفييه بايلي «من غير المقبول ان يهدد رئيس مواطنيه».

من جانبها، ذكرت مايا كوجيانجيك، المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين اشتون، ان القذافي «لا يستطيع الاستمرار في تهديد شعبه بأعمال العنف». كما دانت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث، استخدام القذافي القوة لقمع الانتفاضة الشعبية التي تشهدها بلاده ووصفتها بأنها «غير مقبولة مطلقاً» مؤكدة ان القذافي فقد شرعيته بالكامل.


أمير ليبي منفي: نهاية القذافي اقتربت

 قال ابن ولي العهد السابق لليبيا، المنفي، الذي أطاح الزعيم الليبي معمر القذافي بأسرته في انقلاب عام ،1969 إن صراع القذافي العنيف للبقاء في السلطة لن يستمر طويلاً.

وأضاف الأمير محمد السنوسي، الذي أطيح بوالده ولي العهد السابق، وعمه الأكبر الملك إدريس، أن الليبيين المحتجين على القذافي الذي يحكم البلاد منذ فترة طويلة سيكونون «المنتصرين في نهاية الأمر».

وقال السنوسي (48 عاماً) في بيان من منزله في لندن، وسط سلسلة من الثورات في العالم العربي «قتاله (القذافي) للبقاء في السلطة لن يستمر طويلاً بسبب الرغبة في الحرية لدى الشعب الليبي. هذه الثورة الشعبية العظيمة ستنتصر في النهاية بسبب وحدة الشعب الليبي»، وتابع «لقد اختار الشعب الليبي الآن تحدي هذا النظام سلمياً حتى يترك ليبيا، والشعب لن يعود الى منازله حتى تتحقق العدالة».

وبعد أن أطاح القذافي بالأسرة الملكية الليبية في 1969 وضعت تحت الاقامة الجبرية لفترة. وفي عام 1988 هاجرت الأسرة الى بريطانيا.

وقال السنوسي إن «الشعب الليبي رفع صوته في بنغازي وطرابلس وكل المدن الأخرى في ليبيا. جعل العالم بأسره يستمع له». ودعا المجتمع الدولي للمساعدة على وقف العنف، وطالب «بشكل خاص تلك الدول التي عملت من قبل مع نظام القذافي، بأن تمارس ضغوطاً لوقف اراقة الدماء في ليبيا». كما طالبها «بوقف كل أشكال الدعم للدكتاتور وان ينفذ ذلك على الفور». الرباط ــ رويترز

تويتر