المعارضة تصد هجـــوماً على مصراتة.. والقذافي يتجاهل الضـــــغوط الدولية
صدت المعارضة التي سيطرت على شرق ليبيا، أمس، هجوماً لقوات موالية للحكومة قرب بلدة مصراتة وأسقطت طائرة عسكرية بالتزامن مع استعدادها لمسيرة الى طرابلس، حيث يواصل الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يتجاهل الضغوط الدولية، التقليل من اهمية العصيان الذي يهز نظامه. فيما وافق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على القذافي و25 من عائلته والمقربين منه تشمل تجميد أرصدتهم وحظر سفرهم، مؤكداً أن الاتحاد يسعى لإجراء اتصالات مع «المجلس الوطني الانتقالي» الذي شكله المتظاهرون ضد القذافي، بينما أكدت واشنطن انها مستعدة لمساعدة المعارضين على انشاء «مجلس وطني مستقل» يكلف تمثيل المدن المحررة.
وأعلن معارضو القذافي عن اصابة مروحية عسكرية، أمس، بالقرب من مدينة مصراتة شرق طرابلس بعد قيامها بإطلاق صواريخ على هوائي البث التابع لإذاعة محلية.
وقال ناطق باسم المعارضة من مصراته «قامت المروحية بإطلاق ثلاثة صواريخ على هوائي البث لإذاعة مصراتة. تم الرد عليها برشاش مضاد للطائرات وتمت اصابتها».
وأضاف أن المعارضين الذين اطلقوا النار على المروحية «من الجنود الذين انضموا للثورة مع أسلحتهم».
كما اكد الناطق ان قوات «كتيبة حمزة الامنية» التابعة للقذافي قامت مساء أول من أمس «بخطف أكثر من 400 طالب من طلبة الكلية الجوية» الواقعة في ضواحي مصراتة واقتادتهم الى مقرها المجاور للكلية.
وأضاف «لا ندري غرضهم من هذا الأمر وإن كنا نعتقد أنهم ربما يعمدون إلى استعمالهم كدروع بشرية لصد أي هجوم محتمل من الثوار لتطهير المكان، وطردهم خارج المدينة أو تجنيدهم للقتال معهم».
وأكد وصول «دعم يتمثل في عتاد وجنود من المرتزقة إلى كتيبة حمزة الأمنية، الأمر الذي يعني انها تستعد لشن هجوم آخر على المدينة في محاولة السيطرة عليها لكن الجنود والضباط الأحرار من الجيش الليبي والذين انضموا إلى الثورة، اضافة إلى بعض شباب الثورة سيكونون لهم بالمرصاد».
كما أكد الناطق ان القوات التابعة للقذافي قامت «بإطلاق نار عشوائي على السيارات المارة بالقرب من مقر الكلية الجوية والبيوت القريبة منها، فأوقعت إصابات كثيرة إضافة إلى استشهاد أحد السكان الذي اصيب بعيارات نارية وهو خارج من بيته».
وصد المحتجون هجوما لقوات موالية للحكومة قرب مصراتة على بعد 200 كيلومتر شرق العاصمة الليبية طرابلس.
وقال شاهد عيان إن «القتال للسيطرة على قاعدة عسكرية قرب مصراتة بدأ الليلة الماضية(أمس). وان قوات القذافي تسيطر فقط على جزء صغير من القاعدة. أما المحتجون فيسيطرون على جزء كبير من هذه القاعدة حيث توجد الذخيرة».
وأكد أن بلدة مصراتة «تحت سيطرة المحتجين».
وبينما تتوالى الدعوات الدولية لرحيل القذافي وآخرها النداء الصادر من لندن ليغادر «الآن»، بقي الزعيم الليبي على موقفه منددا بالعقوبات التي فرضتها الامم المتحدة، ومؤكداً ان ليبيا «هادئة تماما».
وقال القذافي في حديث هاتفي مع شبكة التلفزيون الصربية «بينك تي في» اذيع مساء أول من أمس «لا توجد اضطرابات الآن وليبيا هادئة تماماً. ولا يوجد اي شيء غير عادي»، متهماً تنظيم القاعدة بالوقوف وراء «العصابات الارهابية» التي أوقعت ضحايا في البلاد.
وقال «قتل اشخاص على أيدي عصابات ارهابية تنتمي دون اي شك للقاعدة».
وأكد القذافي ايضا انه لا يوجد في ليبيا سوى «مجموعة صغيرة من المتمردين يتم التعامل معها»، مضيفاً «أما بقية ليبيا فكلها هادئة واذا شاهدتم التلفزيون الليبي سترون التظاهرات والهتافات المؤيدة للثورة». وأضاف «الشعب الليبي يقف ورائي بالكامل».
لكن منذ بداية الثورة في 15 فبراير الماضي التي سقط فيها مئات القتلى، لم تؤثر تصريحات القذافي في المتظاهرين.
فهؤلاء الذين يعملون على اعادة السكان الى اعمالهم في الشرق انشأوا «مجلسا وطنيا مستقلا» في بنغازي ثاني مدن البلاد ومعقل حركة الاحتجاج، يكلف تمثيل «كل المدن المحررة».
وعلى بعد أكثر من 1000 كيلومتر غربا، حول العاصمة تؤكد المعارضة انها سيطرت على مدن عدة.
وقال أحد وجهاء اللجنة الثورية في نالوت (230 كلم غرب طرابلس) ان مدن الرحيبات وكاباو وجادو وزنتان ويفرن وككلا وغريان والحوامد اصبحت «بأيدي الشعب». وفي مدينة الزاوية الواقعة على بعد 60 كيلومترا غرب طرابلس يبدو ان المتظاهرين المعارضين للقذافي يسيطرون على المدينة لكن القوات الموالية له تسيطر على مداخلها ومحيطها، بحسب شهود عيان.
وفي طرابلس وحدهم أفراد القوات الخاصة الموالية للقذافي يتجولون بسيارات رباعية الدفع. وقد اقيمت مراكز تفتيش في العاصمة وحولها بينما يتم تقنين الخبز والوقود، حسب ما ذكر أحد السكان في اتصال هاتفي.
في سياق متصل وافق الاتحاد الاوروبي، أمس، على فرض عقوبات على القذافي و25 من عائلته والمقربين منه تشمل تجميد أرصدتهم وحظر سفرهم .
وقال دبلوماسي اوروبي ان «حظراً عن السفر وتجميداً للحسابات المصرفية وحظرا لبيع الاسلحة وكل ما يمكن استخدامه في اعمال القمع» تقرر بالاجماع خلال اجتماع السفراء الـ27 في بروكسل.
وأوضح ان قائمة الاشخاص الممنوعين من السفر والذين ستجمد ارصدتهم «أطول من تلك التي وضعتها الامم المتحدة».
إلى ذلك أعلنت مايا كوسيانيتش المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين آشتون، أن الاتحاد الاوروبي «يسعى لإجراء اتصالات» مع المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله المحتجون على نظام القذافي. وقالت «نسعى لإجراء اتصالات، إنها خطوة نقوم بها».
وأضافت ان هذه الجهود الاوروبية «تشير الى استعداد للمساعدة والعمل» مع المعارضة الليبية.