صورة وظلال
أربكان.. مهندس التحول التركي
هو مهندس وسياسي تركي، تولى مناصب عدة في بلده، حيث وصل إلى منصب رئيس حكومة، لكن العلمانيين في بلاده أبعدوه عن السياسة، ومن ثم طالبوا بمحاكمته بتهم تتعلق بهوية الدولة. حصل على الدكتوراه في هندسة المحركات عام 1956 من ألمانيا، وحين عاد إلى بلاده، أسس شركة لصنع المحركات الديزل مع عدد من زملائه، وبدأت انتاجها الفعلي عام .1960
ولد في عام 29 اكتوبر ،1926 وبدأ حياته السياسية بعد تخرجه في كلية الهندسة، وأنشأ عام 1970 حزب النظام الوطني، الذي كان اول تنظيم سياسي ذي هوية إسلامية، ولم يصمد حزبه سوى تسعة أشهر، وفي عام 1972 أسس حزب السلام الوطني، وتمكن من الفوز بـ50 مقعداً في البرلمان، كانت كافية بالنسبة له ليشارك في حكومة ائتلافية برئاسة بولند أجاويد، وكان أربكان نائب رئيس الحكومة، وشارك اجاويد في اتخاذ قرار التدخل في قبرص في العام ذاته.
خلال وجوده في الحكومة حاول اربكان التأثير في مركز نفوذ العلمانية في البلد، وتطوير العلاقة مع العالم العربي، وتأييد القضية الفلسطينية، حتى بعد خروجه من الحكومة، قدم حزب أربكان مشروع قانون لمجلس النواب يدعو الى قطع العلاقات مع اسرائيل. وتبع ذلك بتظاهرة ضخمة ضد قرار إسرائيل ضم مدينة القدس. وبعد بضعة ايام تزعم قائد الجيش كنعان ايفرين انقلاباً اطاح الحكومة، واعتقل الكثيرين، وكان اربكان من ضمن الذين دخلوا السجن، ولكن بعض ثلاث سنوات أفرج عنه، فأسس حزب الرفاه الوطني الذي شارك في الانتخابات في العام ذاته، ولكنه لم يحقق الكثير من الأصوات، ولم ييأس حتى تمكن من تحقيق أغلبية الاصوات عام ،1996 وترأس حكومة ائتلافية مع رئيسة حزب الطريق القويم تانسو شيلر.
وخلال عام قضاه رئيساً للحكومة، حاول أربكان الانفتاح على الدول الاسلامية، حتى انه أراد استعادة دور تركيا القيادي، وباتت تركيا تتدخل بقوة لحل مشكلات داخلية في الدول الاسلامية، وحاول اقناع خصومه بأنه لا ينوي المساس بالنظام العلماني، وعقد اتفاقات مع اسرائيل، وسمح للطيارين الاسرائيليين بالتدريب في سماء تركيا، ولكن ذلك لم يكن مقنعا للجيش، فقام الجنرالات بانقلاب من نوع جديد، إذ قدموا لاربكان مجموعة من الطلبات تتضمن وقف كل مظاهر النشاط الاسلامي في تركيا، واضطر اربكان للاستقالة.
ولكنه لم يغادر الساحة السياسية فخرج بحزب جديد هو حزب «الفضيلة»، برئاسة معاون له، لكن هذا الحزب تعرض للحظر لعام ،2000 وبعد ذلك، وبعد انتهاء مدة الحظر عام ،2003 أسس حزب «السعادة»، ولكن خصومه واصلوا التربص له ليتم اعتقاله ومحاكمته في العام ذاته، بتهمة اختلاس اموال حزب الرفاه المنحل، وحكم عليه بالسجن لمدة عامين، وكان عمره 77 عاماً. وصدر بعد ذلك عفو عنه بسبب تدهور حالته الصحية، ويعتبر الأب الروحي لرئيس الحكومة الحالي، رجب طيب أردوغان.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news