سامي عنان.. رجل وراء الستار
ينظر اليه محللون على انه رجل المرحلة الذي يمثل مركز القوة والثقل في المجلس الاعلى للقوات المسلحة، الذي يدير شؤون مصر، بعد تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك. انه الفريق سامي حافظ عنان، رئيس اركان حرب تلك القوات، الذي أثيرت حوله الاقاويل والتوقعات المختلفة منذ بدء ثورة شباب 25 يناير.
ولد سامي عنان في قرية سلامون القماش في محافظة الدقهلية عام ،1948 وتلقى دورات متخصصة عدة في مجال الدفاع الجوي في روسيا وفرنسا حتى تولى رئاسة فرع عمليات الدفاع الجوي في يوليو ،1989 بعد أن ظل قبل ذلك قائداً لاحدى فرق الدفاع الجوي لمدة عامين. كما تولى الفريق عنان مسؤولية قيادة كتائب الصواريخ، وحصل على زمالة كلية الدفاع الوطني من اكاديمية ناصر العسكرية، وزمالة كلية الحرب العليا من الاكاديمية ذاتها.
ويقول صحافيون، إن رئيس المجلس الاعلى المشير محمد طنطاوي، يبدو معارضا عنيدا للتغيير في مصر، بينما لا يرفض عنان التغيير من حيث المبدأ، لكنهما ينتميان إلى الصفوة العسكرية التي التفت حول مبارك.
وتشير المؤشرات الأولية الى أن كلاً من طنطاوي وعنان اكتسب شيئًا من الصدقية والقبول في أوساط الشعب، بنزولهما إلى الشارع واختلاطهما بالمتظاهرين، وطمأنتهم إلى أنه لن يصدر الأمر بإطلاق النار عليهم، وذلك انطلاقاً من قناعة كل منهما بأن حماية مكانة المؤسسة العسكرية وصدقيتها تتقدم على حماية مبارك الذي كان يزداد ضعفاً كل يوم أمام الإرادة الشعبية.
ويعتقد عسكريون اميركيون تعاملوا مع عنان (62 عاماً)، إنه لم يسع مطلقًا إلى شيء غير تأكيد هويته العسكرية، رغم اعترافهم بأنه ذكي وقادر على التجديد، وان كونه أصغر سنا من طنطاوي نسبيا فقد تؤول القيادة الحقيقية إليه في هذه المرحلة الانتقالية، حيث كان عنان هو من طمأن المسؤولين الأميركيين إلى أن الجيش المصري لن يطلق النار على المتظاهرين.
واستطاع عنان رسم مسافة بين الجيش وما يجري في الشارع، مظهراً قواته على أنها ترفض قمع المتظاهرين، على خلاف رغبة مبارك الذي أمر قوات الجيش منذ الايام الاولى بمساندة الشرطة، الامر الذي فسره مراقبون بانه خلاف بينه وبين المشير طنطاوي، وعن بعض مواقفه السياسية تكشف تسريبات «ويكيليكس» عن قلق عنان بشكل خاص إزاء قوة إيران ونفوذها في المنطقة.
كما شدد على أهمية حل النزاع العربي - الإسرائيلي من أجل وقف تدخل طهران في شؤون الآخرين، وأكد موقفه الداعم لالتزام مصر باتفاقات كامب ديفيد وعداءه لبعض فصائل المقاومة الفلسطينية.
ويرى المحلل انتوني كوردسمان، أن عنان يختلف عن طنطاوي في خصلة أنه «أكثر تقدمية وقبولا للتغيير، وانه أكثر فهمًا لما يدور في العالم الخارجي، لكن كلا الرجلين لم يجرب الحكم من قبل».
كما يميل البعض الى الاخذ بترجيح الرأي القائل إن الفريق عنان الذي اختلف مع نائب الرئيس عمر سليمان حول طبيعة دور الجيش المصري في أحداث الازمة، ورفض طلب مبارك وسليمان اطلاق النار على المتظاهرين، يبدو الأوفر حظاً للقيام بدور كبير في الفترة الانتقالية التي تمر بها مصر.