ضريح عمر المختار.. آخر لقطات مصوّر «الجزيرة» علي الجابر

علي الجابر .. اول مصور صحافي يعلن مقتله في ليبيا منذ الاحتجاجات.

كان آخر ما التقطته عدسة رئيس قسم التصوير بقناة «الجزيرة» علي حسن الجابر الذي قتل مساء أول من أمس في ليبيا، بعد تعرض فريق القناة لكمين قرب بنغازي، صور ضريح شيخ شهداء ليبيا عمر المختار في بلدة سلوق جنوب غرب بنغازي، وانطباعات أهالي تلك المنطقة، قبل أن تغتاله رصاصات الغدر وتصيب المراسل ناصر الهدار بجروح أثناء رحلة العودة من هذه المهمة إلى بنغازي.

وكان ضمن ما رصدته كاميرا الجابر ظهيرة السبت صلاة الجنازة على أحد قتلى الثوار نقل جثمانه من ساحة المعركة في مدينة رأس لانوف وفق ما روى مراسل الجزيرة بيبة ولد امهادي. وبعد ان أنهى الجابر (56 عاماً) آخر مقابلة من المكان المطل على ساحة الشهداء في بنغازي. توجه بعد ذلك في مهمة مع فريق الجزيرة لتغطية مسيرات بلدة سلوق على بعد 40 كلم جنوب غرب بنغازي تؤيد الثورة وتنفي أنباء بثها الإعلام الليبي الرسمي من أن هذه المنطقة سترفع العلم الأخضر الموالي للعقيد معمر القذافي بدل علم الاستقلال الذي يرفعه الثوار.

وبعد انتهاء تصوير المسيرات ومقابلة أهالي المنطقة وقف فريق الجزيرة على ضريح عمر المختار، حيث التقطت عدسة الجابر آخر الصور المعبرة. وقد ركب الفريق المكون من أربعة أفراد المصور الجابر والمراسلين ولد امهادي والهدار، إضافة إلى السائق، السيارة عائدين إلى بنغازي بعد إنجاز المهمة، وقد شك الفريق في طريق العودة أنه ملاحق من سيارة غريبة طاردتهم حتى منطقة الهواري على بعد 20 كلم من بنغازي.

وكان الجابر إلى جانب ولد امهادي في المقاعد الخلفية للسيارة، في حين جلس الهدار في المقعد الأمامي إلى جانب السائق الذي شاهد عبر المرآة العاكسة وجود شخصين ملثمين في سيارة خلفه. ومن ثم أمطرت سيارة الجزيرة بشكل مفاجئ بوابل من الرصاص من الخلف أصابت ثلاثة منها جسد الجابر وأصابت إحداها قلبه بشكل مباشر، في حين أصابت الرابعة طرف رأس الهدار من جهة الأذن واخترقت الزجاج الأمامي للسيارة، كما تم إعطاب الإطار الخلفي لجهة يمين السيارة. إلى أن وصلت إلى أقرب نقطة تابعة للثوار، وخلال هذه المدة كان ولد امهادي منشغلاً بزميله الهدار الذي كان أمامه ينزف دما من رأسه، ولم يسمع من الجابر سوى نطق الشهادتين. وبعد وصول سيارة الجزيرة إلى نقطة للثوار نقل الفريق إلى سيارة أخرى، كما نقل الجابر إلى مستشفى الهواري حيث حاول الأطباء جاهدين إنعاش قلبه دون جدوى ليعلنوا بعد نصف ساعة وفاته.

وقال المدير العام لشبكة الجزيرة وضاح خنفر إن الجزيرة لن تسكت على هذه الجريمة وستلاحق مرتكبيها قانونيا وجنائيا. وأضاف ان «الزميل على الجابر تم اغتياله نتيجة حملة تحريض غير مسبوقة من جانب النظام الليبي على الجزيرة والعاملين بها». وقال في بيان صدر لاحقا في الدوحة ان «التحريض هو السبب في ما حدث وهذا الزميل رصد ولوحق وتم اغتياله، وشبكة الجزيرة لن تسكت على هذه الحادثة وسنلاحق اولئك الذن ارتكبوا الجريمة قانونيا وجنائيا».

وعلي الجابر قطري الجنسية من مواليد عام ،1955 وهو حاصل على بكالوريوس وماجستير في التصوير السينمائي بأكاديمية الفنون في القاهرة.

وكان النظام الليبي اتهم مراراً قناة الجزيرة بتضخيم الاحداث في ليبيا والتحريض ضد النظام الليبي.

تويتر