آلاف السوريين يدعون "للثورة".. والأمن يطلق الغاز المسيل للدموع
دعا آلاف المعزين،اليوم، إلى الثورة خلال تشييع محتجين قتلتهم قوات الأمن السورية، في أجرأ تحد لحكام سورية، منذ أن بدأت الانتفاضات تجتاح العالم العربي.
وردت قوات الأمن باطلاق الغاز المسيل للدموع، لتفريق حشود في درعا، وهي منطقة قبلية جنوبي العاصمة، حيث تظاهر عشرة آلاف شخص على الأقل،اليوم، في جنازة اثنين من المحتجين، بين أربعة على الاقل قتلوا برصاص رجال الأمن خلال التظاهرات التي شهدتها المدينة أمس.
وردد المعزون في درعا وهي العاصمة الإدارية لهضبة حوران الاستراتيجية، هتافات تدعو للثورة، وهم يسيرون خلف نعشين خشبيين لوسام عياش ومحمود الجوابرة.
وقالوا "الله..سورية.. حرية. من يقتل شعبه خائن"، فيما خرج بعض المعزين من مسجد، وتوجهوا إلى وسط البلدة للاحتجاج.
وقتل الإثنان عندما فتحت قوات الأمن النار،أمس، على مدنيين يشاركون في احتجاج سلمي، يطالبون بحريات سياسية و"نهاية للفساد" في سورية التي تخضع لاحكام الطوارئ، التي فرضها حزب البعث، منذ نحو نصف قرن.
وقتل شخص ثالث،أمس، يدعى أيهم الحريري، ودفن في قرية قرب درعا في وقت سابق اليوم. وتوفي شخص رابع يدعى عدنان أكرد اليوم متأثراً بجراح أصيب بها.
وقال ناشطون إن الشرطة السرية في الجنازة الرئيسية في درعا، اعتقلت شخصاً واحداً على الأقل من المعزين. وكانت الاجراءات الأمنية شديدة حول مراكز الشرطة.
واكتسبت الاحتجاجات ضد النخبة الحاكمة في سورية-مستلهمة الانتفاضات في العالم العربي- قوة دافعة الأسبوع الماضي، بعد احتجاج صامت في دمشق من جانب 150 شخصاً، طالبوا بالافراج عن آلاف السجناء السياسيين.
وقال محام إن ناشطة على الأقل من درعا، هي ديانا الجوابرة، شاركت في الاحتجاج، واعتقلت وهي تواجه اتهامات باضعاف الروح الوطنية مع 32 محتجاً في السجن.
وكانت الجوابرة تشارك في حملة للافراج عن 15 من تلاميذ المدارس، الذين اعتقلوا في درعا الشهر الجاري، بعد كتابة شعارات على الجدران بالهام من الثورات في مصر وتونس، التي أطاحت برئيسي البلدين من السلطة.
وأكّد سكان أن اعتقال التلاميذ في المنطقة القبلية، أجج الاحساس بالقمع وأذكى الاحتجاجات في درعا، في أكبر تهديد حتى الآن لسلطة بشار الأسد.
وكان الأسد قد قال في مقابلة في يناير الماضي، إن القيادة السورية وثيقة الصلة بمعتقدات الشعب، وانه لا يوجد استياء شعبي.
وقال دبلوماسي في العاصمة السورية "القيادة أعطت اشارة واضحة على انها ليست في عجلة من أمرها لاجراء اصلاح سياسي أساسي".
يشار إلى أن درعا موطن لآلاف النازحين من شرق سورية، حيث غادر ما يصل إلى مليون شخص ديارهم بسبب أزمة مياه خلال السنوات الست الماضية. ويقول خبراء ان سوء إدارة الدولة للموارد فاقم من الأزمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news