أوباما يعلن جاهزية «الائتلاف» للتحرّك.. والإمارات تشارك في قمة باريس.. والعقيد يتحدّى العالم
فرنسا تطلق العملية العسكرية بقصف دبابـــات كتائب القذافي في محيط بنغازي
أعلن الجيش الفرنسي أمس أن اول طلقة اطلقتها طائرة فرنسية، في اطار تفويض الامم المتحدة بالتدخل في ليبيا دمرت مركبة عسكرية لقوات العقيد معمر القذافي، وأربع دبابات جنوب غربي بنغازي، وذلك فور ختام قمة عالمية في باريس شاركت فيها الامارات، وبعد ساعات من قصف كتائب العقيد مدينة بنغازي وإسقاط طائرة للثوار الذين صدوا هجوما اوقع نحو 26 قتيلا وتسبب في فرار آلاف السكان.
وتفصيلا، أعلنت قيادة اركان الجيش الفرنسي ان اول عملية قصف جوية فرنسية في ليبيا استهدفت أمس آلية غير محددة وذلك في اطار تنفيذ القرار الدولي 1973 الذي اجاز استخدام القوة لحماية الشعب الليبي. وقال الكولونيل تييري بوركهارد المتحدث باسم قيادة اركان الجيش الفرنسي ان نحو 20 مقاتلة تشارك في العملية. وأضاف ان حاملة الطائرات شارل ديغول ستبحر اليوم من ميناء طولون باتجاه الشواطئ الليبية، لتتزامن هذه الخطوة مع بدء تحليق مقاتلات فرنسية في الاجواء الليبية. وقال المتحدث ان العملية العسكرية في ليبيا تتركز على منطقة مساحتها 100 كيلومتر في 150 كيلومترا حول بنغازي.
من جهتها قالت قناة الجزيرة الفضائية ان الضربة العسكرية الاولى دمرت اربع دبابات للقذافي جنوب غربي بنغازي.
وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد اعلن البدء بتدخل عسكري تقوده فرنسا في ليبيا بالتعاون مع لندن وواشنطن وشركائها العرب. وقال ساركوزي في ختام قمة طارئة في باريس استمرت نحو ساعتين بمشاركة نحو 20 مسؤولا دوليا «بالاتفاق مع شركائنا، فإن قواتنا الجوية ستعترض أي اعتداء لطائرات العقيد القذافي على السكان في بنغازي، إن طائراتنا باشرت القيام بمنع الهجمات الجوية على المدينة». وتابع «كما ان طائرات اخرى فرنسية باتت على استعداد للتدخل ضد اي مدرعات قد تهدد مدنيين عزلا». وأفادت مصادر عسكرية بأن مقاتلات رافال الفرنسية كانت تحلق فوق الاراضي الليبية. وبعد العمليات، قالت الخارجية الروسية إن موسكو تأسف لقرار قوى غربية باتخاذ عمل عسكري في ليبيا.
وفي نداء جديد الى العقيد معمر القذافي، اعلن ساركوزي ان باب الدبلوماسية سيفتح في حال توقفت الاعتداءات على السكان، ودعا الزعيم الليبي الى الالتزام بقرار الامم المتحدة على الفور ومن دون تحفظ لتجنب الاسوأ. وجاءت قمة باريس بعد يومين من اصدار مجلس الامن الدولي قرارا يسمح باللجوء الى القوة لحماية المدنيين من هجوم قوات القذافي. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون اثر القمة التي شارك فيها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون والامين العام للامم المتحدة بان كي مون «لقد كذب (القذافي) على المجتمع الدولي ووعد بوقف اطلاق النار، (لكنه) انتهك وقف اطلاق النار. انه يواصل ممارسة العنف بحق شعبه، حان اذا وقت التحرك، انه امر ملح». وأكدت قطر ودول اوروبية عدة بينها بلجيكا وهولندا والدنمارك والنرويج نيتها المشاركة في العمليات العسكرية عبر تقديم طائرات، متجاهلة تحذيرات نظام القذافي. وقال رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو ان اسبانيا ستشارك في منطقة الحظر الجوي عبر طائرة امداد وأربع مقاتلات من طراز اف 18 اقلعت الى قاعدة ايطالية. من جانبه، اعلن رئيس الوزراء البلجيكي ايف لوتيرم ان بلجيكا ستشارك بطائرات اف 16 موجودة حاليا في جنوب اليونان. وأكد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني ان ايطاليا ستضع قواعدها في تصرف العمليات العسكرية في ليبيا من دون ان يستبعد مشاركة اكبر في مرحلة لاحقة. وقال برلوسكوني ان تنسيق العمليات سيتم على الارجح انطلاقا من قاعدة الحلف الاطلسي في نابولي. وأعلنت كندا إرسال سبع مقاتلات للمشاركة في العملية. وأعلن رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو خلال قمة باريس ان بلاده يمكن ان تضع في تصرف التحالف الدولي قواعد في اليونان.
وأعلن المشاركون في القمة وفق بيانها الختامي «نرحب بتبني القرار 1973 الصادر عن مجلس الامن الدولي»، مطالبين القذافي بوقف فوري لإطلاق النار.
وأضاف المشاركون «رغم ان إسهاماتنا ستكون مختلفة، إلا أننا مصممون على التحرك في شكل مشترك لإعطاء هذه القرارات فاعلية كاملة». وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما قد اعلن ان «ائتلافنا جاهز للتحرك» في ليبيا، مشددا على ان الليبيين يجب ان يحظوا بحماية، وذلك في تصريح صحافي ادلى به في برازيليا اثر لقائه الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف. وشارك في القمة وزراء خارجية قطر والمغرب والاردن وفق قائمة المشاركين. وحضر ايضا وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري بصفته رئيسا دوريا للجامعة العربية اضافة الى الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى. وعلى الصعيد الاوروبي، شاركت فرنسا وبريطانيا وألمانيا وايطاليا واسبانيا والبرتغال وبولندا والدنمارك وهولندا وبلجيكا واليونان والنرويج. وتمثل الاتحاد الاوروبي في وزيرة خارجيته كاثرين اشتون ورئيس المجلس الاوروبي هيرمان فون رومبوي. ولم تتم دعوة الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن.
وكان رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل قد أكد أن ثوار ائتلاف 17 فبراير تمكنوا من صد الهجوم الذي شنته الكتائب الأمنية المجهزة بمعدات حديثة إسرائيلية على حد تعبيره، وكان عبدالجليل قد قال في وقت سابق إن مجموعات من المواطنين شوهدت تفر من المدينة نحو الشرق خوفاً من انتقام القوات الموالية للقذافي، التي بدأت قصفا عشوائيا أسفر عن وقوع عدد كبير من الضحايا الذين غصت بهم المستشفيات الحكومية والعيادات الخاصة.
وقالت قناة الجزيرة الفضائية إن مستشفى الجلاء في بنغازي فيه 26 قتيلا و40 مصاباً عقب قصف المدينة. وقال مصدر في المعارضة الليبية لوكالة فرانس برس ان المقاتلة التي تحطمت فوق بنغازي، تابعة للمعارضة. وقال المصدر رداً على سؤال لفرانس برس «نعم كانت طائرة للثوار واسقطتها قوات القذافي». وظهرت الطائرة العسكرية قبل دقائق في السماء فجأة وقد اشتعل الجزء الخلفي الايمن منها قبل ان تسقط فوق منطقة سكنية في جنوب بنغازي، ما ادى الى انفجار تلاه تصاعد دخان اسود.
وقالت السلطات الليبية إن قواتها المسلحة المتوقفة غرب بنغازي تعرضت لهجوم شنته «عصابات القاعدة»، في إشارة الى الثوار الذين يسيطرون على المدينة، وانها ردت عليها دفاعاً عن النفس. وأفادت وكالة أنباء الجماهيرية الرسمية امس، بان حشود المواطنين الليبيين ستتجمع عند أهداف يتوقع أن تهاجمها فرنسا ليكونوا دروعا بشرية. وذكرت أن الحشود توجهت إلى الأهداف التي هددت فرنسا بالخصوص بضربها بعد ساعات. ويبدو ان هذه الخطوة تهدف الى اقامة دروع بشرية حول هذه الاهداف. وافاد التلفزيون الليبي بأن مئات المواطنين الليبيين تجمعوا في باب العزيزية مقر العقيد القذافي، تحسباً من ضربات جوية فرنسية، فيما اصطحبت السلطات الليبية نحو 50 صحافيا اجنبيا في جولة فيه.
وفي مصراتة قال مقيم لرويترز ان قناصة مؤيدين للزعيم القذافي قتلوا شخصين في المدينة امس. وأضاف المقيم لرويترز في اتصال هاتفي «لدينا قتيلان لان هناك قناصة فوق بعض المنازل يطلقون النار على الناس.. يطلقون النار على كل من يرونه».
ومن أجدابيا وردت أنباء عن تعرّض غرب المدينة إلى قصف متواصل رغم صدور قرار حظر الطيران، ما دفع بعض الأهالي إلى النزوح إلى طبرق، وسط أنباء أفادت بتراجع كتائب القذافي عن حدود المدينة.
وحذّر القذافي في رسائل الى الرئيسين الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، من انهم سيندمون إذا تدخلوا في ليبيا. وقال القذافي ان «ليبيا ليست لكم، ليبيا لليبيين، ليس لكم حق التدخل في شؤوننا الداخلية». ووصف مثل هذا العمل بأنه عدوان واضح. واعتبر العقيد قرار مجلس الامن الدولي باطلاً، لعدم اختصاص المجلس بالشؤون الداخلية، واضاف ان الشعب الليبي «مستعد للموت من اجلي، رجالا ونساء، وحتى الاطفال»، كما قال الناطق باسمه.
من جهته، حذّر نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم، في حديث الى اذاعة «بي بي سي 4» من أن أي تدخل اجنبي في ليبيا سيدفع جيران ليبيا الى الالتحاق بقوات القذافي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news