القبائل تسيطر على الجوف.. ومنشقون جدد ينضمون إلى «ثورة الشباب»
صالح يعرض الرحيل مطـلـع 2012.. والجيش يشتبك مع الحــــرس الجمهوري
أبدى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، أمس، استعداده لمغادرة السلطة مطلع ،2012 بعد تنظيم انتخابات برلمانية بنهاية العام الجاري، وفيما قال إن اي محاولة للوصول الى السلطة عبر انقلابات ستؤدي الى حرب اهلية في البلاد، سجلت اول اشتباكات بين الجيش والحرس الجمهوري في الشمال، ما أسفر عن مقتل جنديين وسط تواصل انضمام عسكريين ودبلوماسيين الى «ثورة الشباب».
وحسبما أفاد مصدر مقرب من الرئاسة لوكالة فرانس برس، ابدى الرئيس اليمني أمس استعداده لمغادرة السلطة مطلع ،2012 وذلك بعد تنظيم انتخابات برلمانية بنهاية العام الجاري. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه انه «في إطار مبادرة صالح للانتقال الى نظام برلماني»، يقترح الرئيس اليمني تنظيم «انتخابات برلمانية قبل نهاية ،2011 على ان يتم انتخاب الرئيس المقبل من قبل البرلمان الجديد في بداية 2012»، أي قبل انتهاء الولاية الرئاسية الحالية في .2013
وقال صالح أمام مجلس الدفاع الوطني إن أي محاولة للوصول الى السلطة عبر انقلابات ستؤدي الى حرب اهلية في البلاد، محذراً من أن أي انقسامات في القوات المسحلة ستنعكس سلبياً على كل الوطن.
وتابع أن «زمن الانقلابات العسكرية قد انتهى، وأي محاولة ستعيد اليمن إلى حرب أهلية». واضاف متوجهاً الى كبار القادة العسكريين الموالين له «لا ينفع الندم، لان الوطن اكبر من الافراد ومن اماني الاشخاص وكبرياء الاشخاص».
وناشد صالح غداة تأكيد وزارة الدفاع ولاء الجيش له، الضباط ألا «يخضعوا الى ارهاب الاعلام»، ودعاهم الى ان يحافظوا على الامن والاستقرار.
وعن الضباط المنشقين، قال صالح انهم «يتساقطون مثل اوراق الخريف»، لكنه اعتبر انه «لاتزال هناك فرصة ليعودوا إلى الصواب». كما توجه الى الشباب المعتصمين في شتى انحاء البلاد المطالبين برحيله منذ نهاية يناير بالقول «انتم تنفذون اجندة خارجية»، مضيفاً ان «الشباب ضحايا قوى سياسية عتيقة متناقضة شاخت». في الوقت نفسه، قتل جنديان يمنيان في اول اشتباكات بين الجيش والحرس الجمهوري الموالي لصالح في المكلا عاصمة حضرموت (جنوب شرق)، كما افادت مصادر طبية وشهود عيان وكالة فرانس برس.
واوضحت المصادر ان «جثتي جنديين واحدة تعود لعسكري في الجيش واخرى لعسكري في الحرس الجمهوري نقلتا الى مستشفى في المكلا، إثر اشتباك بين الجانبين قرب القصر الجمهوري مساء الاثنين». كما اصيب ثلاثة عسكريين بجروح في المواجهات.
وأضافت المصادر أن المواجهات اندلعت إثر توتر بين قوات الحرس الجمهوري وقوات تابعة لقائد المنطقة الشرقية محمد علي محسن، الذي اعلن انضمامه الى الحركة الاحتجاجية المطالبة باسقاط نظام صالح.
وروت المصادر أن قوات الجيش سيطرت على القصر الجمهوري، ما دفع قوات الحرس الجمهوري الموجودة في معسكر قريب الى محاولة استعادة الموقع.
وانتشرت مساء الاثنين القوات الخاصة حول القصر الرئاسي في حي فتح في مدينة عدن (جنوب)، تحسباً لاي اعمال عنف او شغب، بحسب ما افاد شهود عيان فرانس برس.
وفي الجوف شمال اليمن سيطرت عناصر مسلحة من قبائل بكيل النافذة على المدينة المحاذية للحدود مع السعودية، وطردت منها قوات الحرس الجمهوري الموالية لصالح، بحسب ما افادت مصادر قبلية وكالة فرانس برس.
وأعلن عشرات الضباط، وعلى رأسهم اللواء علي محسن الاحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية، الذي كان يعد من اهم اعمدة النظام، انضمامهم الى الاحتجاجات.
وقد انتشرت دبابات وآليات تابعة لفرقة الاحمر امام مراكز حيوية في العاصمة اليمنية. وقال الاحمر لفرانس برس إن ضغوطا تمارس على صالح من اجل القبول بخطة تقضي بخروجه من السلطة قبل نهاية .2011
وواصل عدد من الضباط، أمس، اعلان انضمامهم الى ثورة الشباب المحتجين المعتصمين في صنعاء منذ 21 فبراير.
والى جانب الضباط، اعلن دبلوماسيون يمنيون جدد تأييدهم للحركة الاحتجاجية الاكبر في وجه صالح منذ توليه الحكم عام .1978
وانضم سفراء اليمن في باكستان وقطر وعمان وإسبانيا والقنصل اليمني في دبي الى زملاء لهم سبق أن اعلنوا تأييدهم للتحركات الاحتجاجية. وانضمت كذلك هيئة تحرير صحيفة 14 اكتوبر الحكومية في عدن (جنوب) الى المتظاهرين، حسبما أعلن مصدر مسؤول في الصحيفة.
وقال ممثل اليمن في الجامعة العربية عبدالملك منصور، لتلفزيون العربية إنه انضم إلى المحتجين، كما أعلن وزير المياه والبيئة عبدالرحمن الارياني الذي اقيل مع بقية اعضاء الحكومة انه انضم إلى الثوار. وصرح مسؤول بوزارة الخارجية السعودية بأن انضمام السفير اليمني في الرياض محمد الأحول للحركة الاحتجاجية «شأن يمني بحت».
وكان شيخ مشايخ قبائل حاشد النافذة صادق الاحمر، دعا الى خروج هادئ ومشرف لصالح من السلطة، بينما جدد رئيس هيئة علماء اليمن عبدالمجيد الزنداني دعوته الرئيس اليمني الى التنحي.
وقال الزنداني في تصريح لقناة الجزيرة الاثنين، متوجها الى صالح «ها هو شعبك يطالبك بالتنحي، ورجالات في حزبك وفي حكومتك يستقيلون، أفلا يكفي هذا لكي تفكر في أن تضع حداً لهذه النهاية وهذه المهزلة التي وصلت اليها البلاد؟».
وتأتي الانشقاقات خصوصاً بعد مقتل 52 متظاهراً وإصابة اكثر من 120 آخرين بجروح في العاصمة اليمنية الجمعة برصاص قناصة ومسلحين قال المتظاهرون انهم مناصرون للسلطة. وتقول منظمة العفو الدولية ان 80 شخصاً قتلوا من بدء الاحتجاجات.
وفي واشنطن ذكرت مصادر سياسية مطلعة على مسار الأحداث في اليمن لشبكة «سي ان ان» الأميركية أن اللواء علي محسن الأحمر، يقوم بوساطة مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، لتأمين انتقال آمن للسلطة في البلاد خلال الأشهر المقبلة.
وبعد يوم من إعلان وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه انه «لم يعد من مفر» لتنحي الرئيس اليمني، اعتبر وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس أمس ان الاضطرابات في اليمن قد تحول انتباه البلاد عن مكافحة تنظيم «القاعدة».
واعلن مصدر امني لفرانس برس ان عنصرين من القاعدة لقيا مصرعهما، فيما اصيب عنصر آخر وخمسة جنود يمنيين في اشتباكات وقعت في محافظة ابين.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news